إن ظهور واشنطن بالخاسرة من قرار أوبك+ رغم ما يخفي وراءه من خلافات مستترة بين الرياض (أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الخليج) وواشنطن التي اتهمت دول أوبك+ بالانحياز إلى موسكو، معتبرة القرار– في بيان صادر عن البيت الأبيض- خطأً خادماً لروسيا؛ لا ينفي بأي حال من الأحوال صلة القرار بالسياسة الأمريكية الخبيثة التي تحرص إدارتها على استمرار الحرب والحصار في اليمن، كذريعة تضمن لها مزيداً من الوقت للسيطرة على منابع النفط اليمني، واستمرار تحكمها بحلفائها في الخليج ومواردهم النفطية الهائلة من ناحية أخرى.
خلاصة القول: إن رفض الحكومة المعترف بها دولياً والتحالف، ومن خلفهما واشنطن، صرف مرتبات كافة الموظفين اليمنيين من مدنيين وعسكريين وأمنيين، خلق الضلع الذي يكمل مثلث أزمة الطاقة العالمية المحتملة، فالاستمرار في إيقاف مرتبات 1.25 مليون موظف يمني يخاطر بأمن الشركات الأمريكية المنتجة للنفط في اليمن والخليج، في وقت لا مقارنة بين ما تمثله كلفة المرتبات ورفع الحصار عن اليمن، أمام ما سيترتب على الهروب من مطالب السلام تلك إلى الحرب من شلل سيضرب العمليات الإنتاجية في الخليج التي تمثل قرابة 20% من إنتاج النفط العالمي.