وفيما تمتلك شركة توتال الفرنسية 39.62% وشركة هنت الأمريكية 22% بإجمالي 61.62% أي نصيب الأسد في منشأة بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال، أكبر مشروع استثماري في البلاد، في شبوة، تتربع بترومسيلة على قطاعات نفطية واسعة في محافظة شبوة، وهو ما زاد من السخط الشعبي والقبلي، والرفض لسيطرة بترومسيلة والمطالبة بتأسيس شركة جديدة باسم المحافظة أسوة بحضرموت ومارب النفطيتين.
وشهدت شبوة خلال الأشهر الماضية عدّة حوادث تفجير للأنابيب الواقعة على خط نقل الغاز المسال، والممتد من القطاع 18 النفطي- الذي يحتضن قرابة 10 تريليونات قدم مكعّب من الغاز الطبيعي، وتسيطر عليه جنة هنت الأمريكية- الواقع بمديرية عسيلان، إلى ميناء بلحاف، وهي الحوادث التي وصفتها المصادر بالمتعمدة بهدف دفع قوات العمالقة، المدعومة إماراتياً، تحت ذريعة حماية أنابيب النفط.
وتبعاً لتلك الأحداث، سعت الإمارات إلى استقطاب العشرات من القيادات الاجتماعية لصالح مشروعها، وأغدقت على معارضيه الأموال، وخاصة في المناطق التابعة لقبائل بلحارث، والتي كانت تتولى مهمّة حماية القطاع 18 قبل انسحاب الكتيبة التابعة لـ«اللواء 107»، والمحسوبة على حزب «الإصلاح» -أواخر مايو الماضي- من موقعها في حقل «جنة هنت»، ليتسلّم مكانها «اللواء السادس – عمالقة»، بأوامر من قيادة التحالف السعودي-الإماراتي.
وبذلك التطوّر، تكون الإمارات قد وضعت يدها على أحد أكبر الحقول النفطية في اليمن، في ظلّ استمرار سيطرتها– للعام الثامن توالياً– على منشأة بلحاف الغازية، لكن التطور الأهم تجلى في التحركات العسكرية التي أعقبت زيارة المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى شبوة مطلع آذار الفائت، حيث شدّد في لقاء عقده مع قيادة السلطة المحلّية الموالية للإمارات داخل ميناء بلحاف، على ضرورة تأمين خطوط نقل الغاز المسال.