في نوفمبر الماضي وصل سعر صرف الدولار إلى 1750 ريالاً يمنياً، ومع الإجراءات الشكلية للأزمة الاقتصادية اليمنية في مناطق سيطرة التحالف، أثناء وبعد مشاورات الرياض، تراجع سعر الصرف صورياً إلى قرابة 700 ريال، غير أن أسعار المواد والسلع الغذائية اللازمة لحياة الأسرة وغذائها اليومي، ظلت في صعود مستمر، ولم يشعر المواطن بأي تحسن.
الأهم أن ذلك يجري وسط مبررات يسوقها التجار والجهات المعنية، بأن المخزون لم يزل بأسعار الصرف السابقة للتعافي الأخير، مع أن معظم السلع الغذائية ليست موصولة بأسعار الصرف، وهي منتجة محلياً، الخضار والفواكه ومشتقاتهما، ومتدفقة يومياً من البيئة المحلية كالأسماك ولا صلة لها بالدولار، وإن تم تعليقها بأسعار الوقود فتلك مبررات لقصم ظهر المواطن، حسب رسائل المواطنين الاحتجاجية.
وشكا المواطنون في مختلف مناطق سيطرة التحالف، اليوم الخميس، من ارتفاعات سعرية جديدة شملت أهم السلع الغذائية الضرورية، وخارج التحسن المؤقت لقيمة الريال أمام العملات الصعبة، مؤكدين أن أسعار السلع ظلت في صعود مستمر منذ كان سعر صرف الدولار 750 ريالاً، ولم تتراجع، سواء الآتية من الأسواق والمزارع، أو تلك التي تربطها بالدولار علاقة ما، فكل السلع ماضية في مسارها الصعودي.
مبررات التجار، جملة وتجزئة، بشأن سعر الصرف وأسعار المواد الغذائية ذرائع واهية، ومغالاة ومغالطة على المستهلكين، فالسلعة الأكثر ارتباطاً بالدولار هي القمح، إلا أن أسعار الخبز ومشتقاته لم تتراجع مع التراجع المؤقت للدولار، حسب المواطنين الذين أكدوا أن سعر الروتي قفز خلال اليومين الماضيين بنسبة 50% ارتفاعاً من 50 ريالاً للرغيف أو الروتي الواحد إلى أكثر من 70 ريالاً.. مشيرين إلى أن المخابز والأفران رفعت قيمة الروتي وبدأت ببيع 3 أقراص بمئتي ريال بدلاً عن 4 أقراص.
وقدرت تقارير السوق الزيادة السعرية لجميع أصناف الخضروات في أسواق مناطق سيطرة التحالف، وبالأخص في عدن التي زادت الأسعار في أسواقها خلال الأسبوعين الأخيرين، بنسبة 130%، ووصلت أسعار الكيلو غرام من البطاطس إلى قربة 1500 ريال.
وعلى صعيد آخر تواصل أسعار الأسماك في أٍسواق عدن ارتفاعها، خارج القدرة الشرائية للمواطنين، حيث سجلت خلال الأسبوع الجاري ارتفاعاً جديداً، أوصل سعر الكيلو السخلة في أسواق مدينة عدن -الإثنين- إلى 12000 ريال، فيما بلغ سعر الكيلو بياض أبو عين إلى 10000 ريال، وارتفع بياض جرم إلى 8000 ريال للكيلو الواحد، في حين تم بيع الكيلو من الصابات بـ7000 ريال، ومثله من الثمد بـ5000 ريال، وفق شكاوى المواطنين الذين أكدوا أن هذا الارتفاع غير مبرر، وأن لا علاقة بين السمك وسعر صرف الدولار.
ووسط تجاهل تام من السلطات المحلية والجهات المعنية، تظل أصوات المواطنين غير مسموعة، وإن علا سخطهم من استمرار أسعار الأسماك في الارتفاع في مدينتهم الزاخرة بالثروة السمكية، ما حرمهم من أهم وجبة لديهم، إضافة إلى بقية المواد الغذائية التي خرجت أسعارها عن قدراتهم الشرائية.
وتفيد التقارير الاقتصادية بأن المياه الإقليمية اليمنية حاضن طبيعي لأكثر من 350 نوعاً من الأسماك والأحياء البحرية، وتزخر بموارد بحرية غنية مثل الرخويات والقشريات ذات القيمة التجارية المرتفعة، وبمخزون احتياطي يسمح باصطياد حوالي 320 ألف طن من الأسماك والأحياء البحرية سنوياً، ويتركز الاصطياد بنوعيه التجاري والتقليدي على اصطياد الشروخ الصخري والجمبري والحبار؛ نظراً لارتفاع قيمتها التجارية وتزايد الطلب عليها في الأسواق العالمية.