ويرى مراقبون أن تشكيلة قيادة المجلس الرئاسي بالرياض ليست سوى نتاج لقرارات مسبقة، اعتزم التحالف إعلانها عبر مشاورات الرياض التي تعكس في ظاهرها مساعي التحالف لتوحيد هذه الأطراف للبدء في السلام المعلن عنه، وفي باطنها تصعيد الحرب المفتوحة بين اليمنيين، فيما التحالف يستكمل تحقيق أطماعه في الثروات اليمنية، عبر مجلس رئاسي جديد ضمن التحالف خلوَّه من أي صوت معارض لقرارته الموصولة بالثروة.
وفيما تؤكد المعطيات القائمة إلى الآن- بشأن نتائج المشاورات- غموض الظروف التي جرى فيها ترتيب الوضع الاقتصادي، الذي حرص التحالف على أن يكون بعيداً عن البيان الرئاسي الشكلي، بدأت التسريبات تتوالى حول المسكوت عنه في مشاورات الرياض، ومنها القرارات الاقتصادية التي سترتب في المستقبل القريب علاقة القوى المسيطرة على قطاعات استثمارية في نفط مارب وشبوة وحضرموت، والمحسوبة على هادي ونائبه علي محسن الأحمر.
وفيما تشير تسريبات من قبل مصادر إعلامية إلى تجميد الثروات المالية لمحسن وهادي وشخصيات محسوبة عليهما، والتي راكموها خلال سنوات الحرب السبع الماضية.. قال المغرد السعودي “مجتهد” على حسابه في تويتر: إن بن سلمان وعد هادي ببقائه في الرياض مع استمرار الميزات المالية التي كان يحصل عليها من الثروات اليمنية، ولم يتطرق مجتهد إلى ما منح علي محسن من وعود بشأن امتيازاته في الثروة اليمنية، بعد إقالته جبراً من نيابة الرئاسة في فنادق الرياض.
الأهم هو غموض الأطر الزمنية الناظمة لمسارات تدفق الدعم الملياري المقدم كوعود على الورق فقط، وكذلك مآلات الوجود العسكري الإماراتي في منشأة وميناء بلحاف ومستقبل الغاز الطبيعي، والسيطرة الفعلية على موارد سقطرى، ما تزال طي الكتمان ولم تتضح بعد.
الوعود لهادي، وحجم الدعم المقدم للمجلس الجديد الموالي للتحالف، وفق وعود لم تنفذ بعد، كلها مؤشرات تدل على اعتزام التحالف استمرار سيطرته على ثروات اليمن السيادية من النفط والغاز وعائدات الموانئ والمطارات، وتوزيع عائداتها كما يشاء، فيما يرى ناشطون أن وعود التحالف بالدعم واهتمامه المبالغ فيه، ليس سوى محاولة لكسب الوقت، فيما الأمور الاقتصادية في مناطق سيطرته تزداد سوءاً.
وقال الناشط والقيادي السلفي عادل الحسني مغرداً على حسابه في “تويتر”: لم يصل دولار واحد إلى البنك المركزي في عدن من المنحة السعودية الإماراتية الموعودة، كما لم تصل وعود سابقة قبلها مثل صيف الكهرباء البارد، وأوروبا الجديدة، ومطار مأرب، ولم يسمحوا لنا بالتحكم بثرواتنا!.. وأضاف الحسني، يسوء الوضع اليمني، وتزداد الكوارث وما تنجزه السياسة الكاذبة لا يصل إلى البطون الجائعة.