يمن ايكو
تقارير

📃 إعادة تشغيل مطار الغيضة خدمة لمصالح التحالف في المهرة

تقرير خاص-يمن إيكو

في تطور لافت في مسار حصار وحظر المطارات اليمنية الرئيسة والثانوية، أعلنت سلطات محافظة المهرة التابعة لحكومة هادي، إعادة تشغيل مطار الغيضة الدولي، ليدشن أولى رحلاته الجوية، بعد إعادة تأهيله بتمويل سعودي.. مؤكدة وصول أول رحلة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، إلى المطار بعد فترة توقف دامت لعدة سنوات.

الافتتاح الذي جرى بحضور قيادات عسكرية في التحالف ومسئولين في حكومة هادي، يثير أسئلة عن أهداف التحالف، وعلى رأسه السعودية، في المحافظة، خصوصاً بعد إعلان القوات السعودية المسيطرة على مطار الغيضة، عن وصول أعداد من القوات البريطانية نهاية يوليو الماضي، على خلفية حادث سفينة “ميرسر ستريت”، قبالة سواحل عُمان.

قد يكون المواطن في المهرة، التي تقع في أقصى شرق الخارطة اليمنية، آخر من يستفيد من إعادة تشغيل المطار، وليس ذلك غريباً، في ظل تكشف أجندة التحالف الموصولة بالأطماع الاقتصادية في المحافظات اليمنية الشرقية والجنوبية، من خلال السيطرة الفعلية على الحقول النفطية والمنافذ البرية والبحرية والجوية ومؤسسات الدولة الخدمية والإيرادية، فالمطار سيشكل نافذة لعمليات نقل وإمداد وحركة قوات التحالف وعبر رحلات محدودة.

الأغرب، في نظر مراقبين، أن يتم الافتتاح تحت شعار خدمة مواطني المهرة البالغ تعدادهم نحو 88 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته (0.5%) من إجمالي سكان الجمهورية اليمنية، عبر رحلة واحدة في الأسبوع، في وقت يغلق التحالف مطار صنعاء الدولي الذي كان يشهد نحو 30 رحلة يومية، ويخدم نحو 80% من سكان اليمن البالغ تعدادهم 30 مليون نسمة، حسب آخر التقديرات.

وشهدت محافظة المهرة خلال الأعوام الخمسة الماضية حراكاً شعبياً وقبلياً واسعاً، رفضاً للأطماع السعودية في المحافظة، وتضمن احتجاجات وتظاهرات رافضة لإغلاق مطار الغيضة الدولي وتحويله إلى ثكنات عسكرية للقوات السعودية، وكذلك رفضاً لسيطرة الأخيرة على الموانئ البرية والبحرية، وتنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ونهب إيراداتها.

وكانت السعودية قد أرسلت قوات تابعة لها في يناير 2017، إلى منفذي شحن وصرفيت، وكذلك إلى ميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي، في المهرة، بدون الإعلان عن تنسيق مسبق مع الحكومة المدعومة من التحالف، لنشر تلك القوات، وهو الأمر الذي قابله رفض شعبي وقبلي، شكل النواة الأولى للحراك الشعبي المناهض للتواجد السعودي في المحافظة، والذي يستمر للعام الرابع على التوالي.

وقيدت السيطرة السعودية على منافذ المهرة البرية والبحرية والجوية، حركة التجارة عبر هذه المنافذ، التي تزايدت أهميتها الملحة للشعب اليمني بعد إغلاق التحالف معظم منافذ البلاد، بما في ذلك إغلاق وحظر مطار صنعاء الدولي، صامَّاً أذنيه عن أصوات اليمنيين واحتجاجاتهم في عواصم العالم، للمطالبة برفع الحظر عنه، خصوصاً مع تعرض المغتربين اليمنيين ورجال المال والأعمال والمستثمرين العائدين عبر مطاري عدن وسيئون للاغتيالات والتصفيات العلنية، طمعاً في ما بحوزتهم من دولارات.

ونفذ المغتربون والمنظمات الدولية الحملات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة انتزاع موقف أممي دولي ضاغط يقود إلى إنهاء الحظر والإغلاق عن مطار صنعاء الدولي، الذي شلت حركته الملاحية منذ صبيحة 26 مارس 2015، وأغلق نهائياً في أغسطس 2016م؛ بما يؤدي إلى إنهاء المعاناة الناجمة عن ذلك.

حكومة صنعاء أكدت في أغسطس الماضي أن إغلاق مطار صنعاء الدولي أدى لوفاة أكثر من 95 ألف مريض كانوا بحاجة ماسّة للعلاج في الخارج، وأكثر من 480 ألف مريضٍ للسفر بصُورةٍ لا تقبل التأجيل.. مؤكدة وفاة أكثر من 30 حالة مرضية يومياً، وخسارة 80% من العمالة في قطاع الملاحة الجوية بصنعاء وظائفهم، فيما بلغت الأضرار والخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الطيران المدني والأرصاد في صنعاء، حوالي مليار و700 مليون دولار.. وفقاً لتقرير رسمي.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً