تتزايد معاناة المواطنين في عدن والمحافظات الجنوبية الساحلية والصحراوية، خلال شهر رمضان المبارك، الذي يتوافق هذا العام مع أجواء حارة في هذه المحافظات، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء، يمتد لأكثر من 15 ساعة في اليوم، الأمر الذي تحول إلى كابوس يقض مضاجع المواطنين، ويحرمهم من سكينة الشهر الكريم.
وأمام استمرار الانقطاعات، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في عدن ولحج وأبين وحضرموت، بسبب تردي خدمات الكهرباء وانقطاعها، في ظل تنامي حالة من السخط الشعبي ضد الحكومة المدعومة من التحالف، والتي لم تبذل أي تحرك حتى الآن للحد من معاناة المواطنين جراء انقطاعات الكهرباء.
وبحسب معنيين، فإنه لا يكاد يمر يوم في عدن والمحافظات المجاورة، بدون أن تشهد عدة انقطاعات للتيار الكهربائي، لساعات طويلة خلال اليوم الواحد، في ظل عجز كبير في الكهرباء يزيد على 50% من قدرة إنتاج المحطات المتهالكة، بسبب عدم إجراء الصيانة أو لعدم توافر الوقود اللازم لتشغيلها.
وأضافوا أنه بعد سنوات من حالة التدهور الكبيرة التي شهدتها منظومة الكهرباء في عدن وعدد من المدن المجاورة، أصبحت تخرج عن الخدمة كلياً، تزامناً مع قرب فصل الصيف، وهو ما ينذر بكارثة.
العجز في منظومة الكهرباء، وعدم توفر الوقود، تقابلهما حالة عجز مماثلة للحكومة المدعومة من التحالف، برئاسة معين عبدالملك، ضمن فشلها الذريع في وضع أدنى معالجات في الملف الاقتصادي والخدمي، اللذين يعدان أهم الملفات التي كان المعول على هذه الحكومة – من قبل المواطنين على الأقل- معالجتها.
رغم وعود قطعها وزير الكهرباء في الحكومة المدعومة من التحالف، أنور كلشات -الذي تسلّم مهامه مع بداية العام الجاري- ببذل كل ما في وسعه لتحسين خدمة الكهرباء. إلا أن شيئاً من تلك الوعود والتعهدات لم يتم، حيث أكد كلشات أن مهمته ليست سهلة، خاصة أن قطاع الكهرباء مهم وحيوي ويلامس حياة المواطن مباشرة.
وبحسب خبراء، فإن حاجة عدن وحدها من الكهرباء، تبلغ نحو 560 ميغاواط يومياً، خلال الصيف الجاري، في حين أن قدرة محطات التوليد بها لا تتعدى نحو 148 ميغاواط، ما يعني 26% فقط من الحاجة المطلوبة، ناهيك عن عدم وجود أي برامج صيانة لمحطات الكهرباء.
وفي خضم حالة السخط التي تسود الشارع في المحافظات الجنوبية، جراء تردي خدمة الكهرباء، وانقطاعها لأغلب ساعات اليوم، تحضر المقارنة بين تلك المحافظات، ولا سيما الساحلية منها والتي تشتد فيها درجات الحرارة، وبين المحافظات الواقعة في نطاق سلطة صنعاء، ولا سيما محافظة الحديدة، التي تعيش استقراراً في منظومة الكهرباء للعام الثاني على التوالي، رغم منع التحالف دخول إمدادات الوقود إلى ميناء الحديدة، ولفترات طويلة منذ منتصف يونيو من العام الماضي، عدا عدد محدود من سفن الوقود التي سُمح لها بالدخول إلى ميناء الحديدة، طوال هذه الفترة التي تقارب العام.
وعلى سبيل المقارنة، قال رئيس تحرير صحيفة الأمناء الصادرة من عدن، عدنان الأعجم، في تغريدة على تويتر، إن انقطاع الكهرباء في عدن في أول أيام شهر رمضان المبارك، وتوفرها في صنعاء، يكشف عن أن هناك من يبخل على هذه المدينة حتى بـ “لتر ديزل”، حسب تعبيره، وأضاف في تغريدته: “في زمن التحالف: في أول يوم من رمضان، عدن تغرق في الظلام، بينما الكهرباء في صنعاء متوفرة، لك الله يا عدن”.
وكانت وزارة الكهرباء في حكومة صنعاء تمكنت، أواخر أبريل من العام الماضي 2020، من إعادة التيار الكهربائي إلى جميع مديريات محافظة الحديدة، بعد إجراء أعمال الصيانة لمحطتي “الحالي” و”رأس كتنيب” وإعادة تشغيلهما، منهية بذلك سنوات من معاناة أبناء الحديدة جراء الانقطاعات في التيار الكهربائي، سيما خلال الأشهر التي تشتد فيها درجات الحرارة في هذه المحافظة الساحلية.