يمن إيكو | تقرير:
ضمن جولته الجديدة في المنطقة، زار المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، جيبوتي، والتقى بمسؤولين من آلية التفتيش التابعة للأمم المتحدة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الهدف من هذه الزيارة في ظل المساعي الأمريكية المعلنة للتصعيد ضد حكومة صنعاء.
ووفقا لتغريدة نشرها مكتب وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدني، نهاية الأسبوع المنصرم، ورصدها موقع يمن إيكو، فقد “التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ مع شركاء ومسؤولين من آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في اليمن”.
وأضاف المكتب: “تظل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (يونفيم) ضرورية لمواجهة انتهاكات الحوثيين لقرارات مجلس الأمن الدولي حيث يستخدمون الشبكات البرية والبحرية لتهريب الأسلحة والمكونات غير القانونية إلى اليمن” حسب ما جاء في التغريدة.
كما التقى ليندركينغ بالسفير الأمريكي في جيبوتي خلال الزيارة، وفقا لما ذكره المكتب.
وكانت الخارجية الأمريكية قد قالت في بيان رصده وترجمه موقع “يمن إيكو” قبل أسبوع إن “ليندركينغ سيجتمع مع الشركاء لتنسيق الجهود لمواجهة هجمات الحوثيين المتهورة على السفن في البحر الأحمر” مضيفة “لقد تآكل الصبر الدولي في مواجهة الاستفزازات المستمرة لهذه الجماعة المسلحة غير الحكومية” وهو ما مثل إشارة إلى قرب اتخاذ خطوات تصعيدية ضد حكومة صنعاء للضغط عليها من أجل وقف الهجمات.
واستحوذ عنوان “ضرورة وقف هجمات البحر الأحمر” بشكل شبه كامل على الجولات الأخيرة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن على حساب ملف السلام الذي كان يفترض به أن يمثل المهمة الرئيسة للمبعوث، حيث ربطت واشنطن اتفاق السلام في اليمن بشرط وقف الهجمات وهو ما ترفضه صنعاء بشكل تام، لكن الإدارة الأمريكية تحاول كما هو واضح ممارسة المزيد من الضغوط لإجبار صنعاء على القبول بهذا الشرط.
وفي هذا السياق فإن زيارة ليندركينغ إلى جيبوتي، بما في ذلك لقاءه بآلية التفتيش الأممية، يمثل تلويحا جديدا بجانب من التصعيد قد يتمثل في أعادة القيود التي كانت مفروضة على وصول السفن إلى ميناء الحديدة، وهي القيود التي تم تخفيفها مع بدء التهدئة بين حكومة صنعاء والسعودية عام 2022.
وعلى الرغم من أن بعثة الأمم المتحدة في الحديدة قد أكدت أكثر من مرة أن ميناء الحديدة لا يضم أي مرافق عسكرية، فإن الولايات المتحدة تصر على ربط الميناء بالهجمات التي تنفذها قوات صنعاء على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا فيما يبدو بوضوح أنه محاولة ضغط على حكومة صنعاء بشأن الميناء الذي يعتبر البوابة الوحيدة والرئيسة لمعظم السكان في اليمن، والذين تتواجد النسبة الأكبر منهم في مناطق سيطرة حكومة صنعاء.
وخلال الأيام الماضية أعطت قيادة حركة “أنصار الله” تأكيدات متزايدة بشكل ملحوظ على الاستعداد لمواجهة أي “تصعيد” حيث أكد عبد الملك الحوثي ذلك في خطابه يوم الخميس الماضي، ثم قال الناطق باسم الحركة محمد عبد السلام لاحقا إن “اليمن بقيادته وشعبه يعيش أعلى معايير الجهوزية والاستعداد والمعتدي سيرى نفسه أنه سقط في فخ أمريكي إسرائيلي” مضيفا أن ” أي حرب لمصلحة الصهاينة تعني أن نستهدف كل داعم” حسب تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، فقد برزت جيبوتي أيضا خلال الفترة الماضية كمحطة لها علاقة بالرغبة الأمريكية في وقف هجمات البحر الأحمر، حيث التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح بضباط أمريكيين وإسرائيليين في قاعدة أمريكية بجيبوتي، في أواخر نوفمبر من العام الماضي، وذلك لمناقشة تنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات صنعاء ورصد تحركاتها لاستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وفقا لما كشفه “يمن إيكو” وقتها.
وكانت جيبوتي قد رفضت استخدام أراضيها لشن هجمات أمريكية ضد قوات صنعاء بحسب ما أكدت وكالة “بلومبرغ” في مايو الماضي.