يمن إيكو|تقرير:
كشفت صحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية العبرية أن شركة “آي سي إل” الإسرائيلية العملاقة للكيماويات تكبدت خسائر كبيرة بسبب ما وصفته بـ”الحصار الحوثي” البحري المفروض على إسرائيل، والذي أثر على مبيعات الشركة من البوتاس الذي كان يتم تصديره بشكل أساسي عبر ميناء إيلات الذي أغلق بسبب منع وصول السفن إليه.
ونشرت الصحيفة، أمس الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “الأرباح التشغيلية للشركة انخفضت في الربع الثالث من هذا العام بسبب زيادة قدرها 13 مليون دولار في مصاريف الشحن البحري في الربع الماضي، مقارنة بالربع الثالث من عام 2023، وذلك نتيجة تأثير الحصار الحوثي”، حسب وصف الصحيفة.
وأوضح التقرير أن “الحصار يجبر الشركة على نقل البوتاس إلى شرق آسيا من خلال طريق بحري طويل يدور حول أفريقيا ويضاعف التكاليف”.
ووفقاً للتقرير فإن إيرادات الشركة انخفضت في الربع الثالث من العام الجاري بمقدار 96 مليون دولار.
وأوضح التقرير أنه بسبب تحويل عمليات تصدير البوتاس إلى ميناء أشدود، بعد إغلاق ميناء إيلات بسبب الحصار الذي تفرضه قوات صنعاء عليه، فقد اضطرت الشركة إلى “تأجيل تصدير 120 ألف طن إلى البرازيل والولايات المتحدة في الربع الأخير، في انتظار توسيع طاقتها التصديرية من ميناء أشدود”، في إشارة إلى عدم جاهزية الميناء البديل.
وأوضح التقرير أن هذه الخطوة أثرت على 70 مليون دولار من المبيعات.
وأضاف أن “الأرباح التشغيلية لقسم البوتاس في الشركة انخفضت بنسبة 53٪ في الربع الثالث”، وأن “إيرادات هذا القسم هبطت بنسبة 26%” وذلك “بسبب انخفاض المبيعات”.
وفي نوفمبر من العام الماضي كانت صحيفة “ذا ماركر” العبرية قد نشرت تقريراً بشأن تأثيرات عملية احتجاز السفينة “غالاكسي ليدر” على الاقتصاد الإسرائيلي، واعتبر التقرير وقتها أن “شركة (آي سي إل) التي تتبع رجل الأعمال إيدان عوفر، ستكون واحدة من أكثر الشركات عرضة لخطر عرقلة ملاحة السفن المشاركة في نقل البضائع من وإلى إسرائيل عبر البحر الأحمر”، موضحاً أن “حوالي ثلث صادرات إسرائيل من البوتاس تذهب إلى دول شرق آسيا، وخاصة الصين والهند، بواسطة السفن التي تبحر من ميناء إيلات”.
وأضافت الصحيفة وقتها أن “قدرة الحوثيين على منع الدخول والخروج إلى البحر الأحمر من خلال السيطرة على مضيق باب المندب يمكن أن تعرض للخطر قدرة شركة (آي سي إل) على استخدام هذا الطريق البحري، وهو الأقصر إلى الهند، وبالتالي رفع أقساط التأمين على البضائع، أو بدلاً من ذلك، إجبار الشركة على نقل صادرات البوتاس إلى ميناء أشدود واستيعاب التكاليف الكبيرة لنقل البضائع حول أفريقيا وتمديد وقت الإبحار لمدة أسبوعين”.
وأوضحت أن “هذا الخيار الأخير من شأنه أن يؤدي إلى تآكل جزء كبير من أرباح التصدير إلى دول شرق آسيا، خصوصاً السوق الهندية، التي كانت تقليدياً واحدة من أكثر الأسواق ربحية للشركة بسبب وقت الإبحار وانخفاض تكلفة الشحن إلى الهند”.
ولاحقاً في يناير الماضي نشرت الصحيفة نفسها تقريراً رصده موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “الحوثيين دفعوا سهم شركة (آي سي إل) إلى أدنى مستوياته منذ ثلاثة أعوام، حيث انخفض بنسبة 15% منذ بدء الحرب”.
ووفقاً للعديد من التقارير فإن ميناء إيلات الذي انهار بسبب الحصار الذي فرضته قوات صنعاء على وصول السفن إليها، كان يعتبر البوابة الأساسية لصادرات البوتاس الإسرائيلية، مثلما كان يعتبر البوابة الأساسية لاستيراد السيارات إلى إسرائيل، وهما قطاعان تعرضا لضربة كبيرة بعد إغلاق الميناء.