يمن ايكو
أخبار

“ناشيونال إنترست”: عصر حاملات الطائرات قد ينتهي بكارثة للبحرية الأمريكية

يمن إيكو|خاص:

قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن ما وصفته بـ”هوس” الولايات المتحدة في الاعتماد على حاملات الطائرات كاستراتيجية بحرية رئيسية في أي صراع، يجعلها معرضة لخسارة كارثية في المستقبل، نظراً لأن القوى العالمية المنافسة الكبرى والمتوسطة، قد نجحت بالفعل في تطوير أسلحة وأنظمة قادرة على الحد من فعالية هذه الحاملات، خصوصاً أن استخدام البحرية الأمريكية لحاملات الطائرات هو أمر متوقع ويمكن التنبؤ به والاستعداد له.

وتحت عنوان “عصر حاملات الطائرات قد ينتهي بكارثة بالنسبة للبحرية الأمريكية”، نشرت المجلة، اليوم الأحد، تقريراً جاء فيه أن “الولايات المتحدة اعتمدت منذ فترة طويلة على حاملات الطائرات باعتبارها المحور الرئيسي لاستراتيجيتها البحرية، وهو التكتيك الذي خدمها بشكل جيد منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن في البيئة العالمية المعادية بشكل متزايد اليوم، قد يشكل هذا الاعتماد عبئاً استراتيجياً”.

وأضافت أنه “مع قيام القوى العظمى المنافسة مثل الصين وروسيا، إلى جانب دول مثل إيران وكوريا الشمالية، بتطوير أنظمة متقدمة لمنع الوصول وأسلحة أسرع من الصوت، أصبحت حاملات الطائرات الأمريكية معرضة للخطر بشكل متزايد”.

وبحسب التقرير فإنه “مع قدرة هؤلاء الخصوم على التنبؤ بعمليات نشر القوات الأمريكية ومواجهتها، هناك حاجة متزايدة لإعادة النظر في الاستراتيجية البحرية الأمريكية لتجنب الخسائر الكارثية في أي صراع مستقبلي محتمل”.

وذكر التقرير أن “الولايات المتحدة جعلت من حاملات الطائرات محور استراتيجيتها البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، وفي أغلب ذلك الوقت، كان هذا بمثابة خطوة حكيمة من جانب واشنطن، ذلك أن قِلة من الدول- حتى الاتحاد السوفييتي القديم- كانت قادرة على مضاهاة قدرات أمريكا في مجال حاملات الطائرات، ولكن اليوم أصبح العالم أكثر عدائية تجاه الولايات المتحدة”.

وأضاف: “علاوة على ذلك، وعلى النقيض من حقبة الحرب الباردة، حيث كان هناك منافس رئيسي واحد للتفوق والأمن الأمريكيين، هناك اليوم على الأقل دولتان عظميان تتحديان هيمنة أمريكا والعديد من الدول المتوسطة الحجم الأخرى، مثل إيران أو كوريا الشمالية، تسعى إلى تقويض الموقف الأمريكي، هذا فضلاً عن الجهات الفاعلة غير الحكومية المختلفة التي تهدد الأمن الأمريكي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر”.

وبحسب التقرير فإن “ما تحتاج إليه الولايات المتحدة اليوم هو إعادة النظر بشكل كامل في الطريقة التي تخوض بها أمريكا حروبها وتنتصر فيها، ذلك أن الولايات المتحدة لم تتكيف بشكل جيد مع البيئة منذ نهاية الحرب الباردة، والواقع أن الطريقة التي تشتري بها الأسلحة والمعدات وتضع الخطط للحروب أصبحت عتيقة الطراز بكل بساطة، وفي كثير من الأحيان، فإن الاعتبارات السياسية ورغبات شركات المقاولات الدفاعية الممولة جيداً والتي تسعى إلى تعزيز أرباحها (على حساب دافعي الضرائب) تحدد هي المهمة في مقابل المهمة الفعلية وفهم التهديد الذي يحدد السلاح أو الاستراتيجية”.

وتابع: “من هنا، فإن تمسك أمريكا بحاملات الطائرات الباهظة الثمن والثقيلة يرجع إلى حد كبير للهوس الذي ينتابها، فلم تلتزم الولايات المتحدة بهذه المنصة من الأسلحة فحسب، بل أصبحت رمزاً ثقافياً، ولهذا السبب ترسخت عبادة القمم المسطحة إلى الحد الذي جعل مجرد الإشارة إلى أن الدول الكبرى المنافسة، مثل الصين وروسيا، فضلاً عن الدول الأخرى، مثل إيران أو كوريا الشمالية، قد طورت تدابير مضادة فعالة للغاية، يعتبر عملاً غير وطني أو ما هو أسوأ من ذلك، هرطقة”.

واعتبر التقرير أن “هذا الهوس بحاملات الطائرات باعتبارها أكثر من مجرد منصة أسلحة، وباعتبارها رمزاً ثقافياً، هو على وجه التحديد ما يجعلها سلاحاً رهيباً لا يمكن الاعتماد عليه”.

وقال التقرير إن “أعداء أمريكا، سواء كانت الصين أو روسيا، أو حتى وكلائهم، يعرفون بالضبط كيف سيستجيب الأمريكيون لنزعتهم التوسعية، وسوف ينطوي ذلك على نشر حاملات الطائرات، والشيء الوحيد الذي لا يريد أي جيش أن يكون عليه في أي صراع هو أنه يمكن التنبؤ به، وهذا صحيح بشكل خاص إذا كان المنافسون قد بنوا ترسانات كاملة من الأسلحة ومعدات التتبع المصممة خصيصاً لتقويض- أو حتى تدمير- نظام الأسلحة، مثل حاملة الطائرات، التي يعرف الجميع أن جانبك سوف ينشرها في بداية أي اشتباك”.

ورأى التقرير أن “صراع القوى العظمى الذي نخشاه جميعاً أصبح أقرب مما كان عليه منذ عقود، مما يعني أن الولايات المتحدة متزوجة من حاملة الطائرات ذات السطح المسطح باعتبارها سلاحها الأساسي لإسقاط القوة في البحر”.

وأضاف: “بناء على هذا فإن خطط الحرب الحالية التي تتبناها واشنطن تنسجم مع استراتيجيات منع الوصول التي تنتهجها الصين وروسيا، وإذا اندلعت حرب فعلية بين الولايات المتحدة وأي من منافسيها الرئيسيين، فإن هذه القوى سوف تفعل ما يتعين عليها فعله للفوز بالحرب، وهذا يعني الإقدام على كل ما في وسعها ومحاولة إغراق حاملات الطائرات الأمريكية قبل أن تتحول إلى تهديد خطير لقواتها ومصالحها”.

وأشار إلى أنه “بطريقة أو بأخرى، وبفضل ظهور الأسلحة الأسرع من الصوت والصواريخ المضادة للسفن، فإن حاملات الطائرات الأمريكية لن تكون فعالة ضد الأهداف التي تدافع عنها هذه الأسلحة”.

واختتم بالقول: “لقد طورت الصين وروسيا وإيران، وربما كوريا الشمالية مثل هذه التدابير المضادة بدرجة أو بأخرى، والآن تتجه أمريكا بسرعة نحو مواجهة بحرية لم تشهد لها مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً