يمن إيكو|أخبار:
أجرى “برنامج الغذاء العالمي” خلال شهر مايو الماضي توزيعاً محدوداً للغذاء في 8 مديريات في حجة والحديدة، بهدف تقييم أثر هذا التوزيع على مستوى استهلاك الغذاء بين الأسر المشمولة بتوزيع الحصص الغذائية في تلك المديريات.
ووفقاً لما نشرته منصة إعلام العاملين في المجال الإنساني العالمي reliefweb ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، فإن البرنامج أجرى توزيع الغذاء لمرة واحدة في حجة والحديدة، بعد ستة أشهر من توقفه عن تقديم المساعدات في مناطق حكومة صنعاء، ما أدى إلى انخفاض سوء استهلاك الغذاء بين الأسر التي حصلت على حصص غذائية بنسبة تجاوزت النصف.
ومن خلال مقابلات أجراها برنامج الأغذية العالمي مع عينة مكونة من 219 أسرة خلال فترة التوقف، فقد انخفضت نسبة الأسر المدعومة التي تعاني من الحرمان الشديد من الغذاء (سوء استهلاك الغذاء) من 41% في فبراير، إلى 22% في مايو 2024 مباشرة بعد توزيع الغذاء لمرة واحدة، وعلى العكس من ذلك، ارتفع سوء استهلاك الغذاء في بقية المديريات غير المدعومة في حجة والحديدة، حيث أفاد 49% من الأسر المشمولة بالمقابلات بالحرمان الشديد من الغذاء خلال شهر مايو، مقارنة بـ 41% في فبراير.
وانخفض معدل انتشار مستويات الجوع الشديد في المناطق التي تلقت المساعدة من 12% في فبراير إلى 4% في مايو، كما انخفض الاعتماد على استراتيجيات التكيف الشديدة القائمة على الغذاء من 62% إلى 58% على التوالي.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن رسمياً، في الخامس من ديسمبر 2023، إيقاف المساعدات الغذائية عن مناطق سلطات حكومة صنعاء، مشيراً إلى أن القرار جاء بالتشاور مع المانحين.
ويشار إلى أن قرار وقف المساعدات الغذائية عن مناطق حكومة صنعاء تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها أحد المانحين، حيث تشترط وقف العمليات اليمنية المساندة لقطاع غزة في البحر الأحمر.
ونشر موقع “يمن إيكو” نهاية نوفمبر من عام 2023، معلومات كشفت أن ممثلي برنامج الغذاء أكدوا بشكل صريح خلال اجتماعاتهم مع حكومة صنعاء أن البرنامج لا يستطيع استئناف توزيع مساعداته بدون موافقة الولايات المتحدة، وأن الضغوط الأمريكية لوقف المساعدات تتعلق بشكل مباشر بموقف حكومة صنعاء من الصراع في فلسطين، وتحركاتها العسكرية ضد إسرائيل.
وفي العاشر من ديسمبر 2023، قال المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لحكومة صنعاء إن: “قرار إيقاف المساعدات يأتي تنفيذاً لتهديدات أمريكية بقطع المساعدات الإنسانية في حال استمر الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني”.
وكانت الأمم المتحدة و219 شريكاً في العمل الإنساني باليمن دعت، في بيان أصدرته مطلع فبراير الماضي، الجهات المانحة إلى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2024 بمبلغ 4 مليارات دولار، لدعم أكثر من 18.2 مليون يمني، في وقت أوقف برنامج الأغذية العالمي مساعداته في مناطق حكومة صنعاء- حيث يتواجد 70% من السكان- منذ ديسمبر الماضي.
ووفقاً للبيان، الذي اطلع عليه موقع “يمن إيكو” حينها، تتطلب خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 مبلغ 2.7 مليار دولار أمريكي، في حين يتطلب صندوق الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 1.3 مليار دولار لدعم الملايين من خلال برامج التنمية المستدامة.