يمن إيكو|تقرير:
كشف مصدر دبلوماسي مصري لموقع “يمن إيكو” سبب غياب مصر، عن القوة العسكرية المشتركة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية تشكيلها لمواجهة هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى إسرائيل في البحرين العربي والأحمر، فيما أكد غياب السعودية صحة ما كان يمن إيكو قد نشره حول حرصها على عدم الانخراط في أي تحرك ضد اليمن خشية من اندلاع تصعيد يعرض مصالحها وخطتها للخروج من حرب اليمن للخطر.
وقال المصدر المصري لـ”يمن إيكو” إن مصر “تحفظت على الانضمام إلى التحالف الذي دعت الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيله في البحر الأحمر لأنها تعتبر وجود أي دولة لا تطل على البحر الأحمر موجودة في هذا التحالف إضعافا لأمنها وسيادتها”.
وأضاف المصدر أن مصر “ترى أن الانضمام لهذا التحالف يهدد مصالحها وسيطرتها على قناة السويس ويخدم مصالح الولايات المتحدة ودول الغرب واسرائيل”.
وكشف المصدر أن الولايات المتحدة تعمدت عدم إدراج إسرائيل في التحالف العسكري البحري “حتى لا تشعر بقية الدول العربية بالحرج للانضمام”.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم، من تل أبيب، إطلاق عملية “حارس الإزدهار” متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر، ولمواجهة التحدي الذي يمثله الحوثيون، حسب قوله.
وقال إن الدول المشتركة في هذه العملية هي: المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
ولا تشمل هذه القوة أي دولة مطلة على البحر الأحمر، بما في ذلك مصر التي كانت إسرائيل تدعي أن عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر تهدد مصالحها في قناة السويس.
وقالت كبير مفاوضي حكومة صنعاء والناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام اليوم في تصريحات لقناة الجزيرة رصدها موقع يمن إيكو إن “الدول المطلة على البحر الأحمر موقفها جيد ونحن نتمنى منها أن تستمر في هذا الموقف ونحن لن نوقف عملياتنا”.
وكانت وكالة “بلومبيرغ” كشفت يوم الاثنين عن انقسام سعودي إماراتي حول التحرك الأمريكي لمواجهة قوات صنعاء وهجماتها المتصاعدة على السفن المتوجهة إلى إسرائيل، حيث نقلت الوكالة عن مصادر أن الإمارات تشجع توجيه ضربة للحوثيين وتصنيفهم كمنظمة إرهابية.
ونقلت الوكالة عن أحد أعضاء الفريق السعودي الذي يفاوض حكومة صنعاء قوله إن “الرياض تدعم نهجا أكثر اعتدالا، خوفا من أن أي عمل عدائي سيؤدي إلى استفزاز الحوثيين ليصبحوا أكثر عدوانية” مضيفا أن القيام بعمل عسكري “قد يعرض للخطر الهدنة الهشة في حرب اليمن ويحبط محاولة السعودية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع الحوثيين” بحسب التقرير.
وتؤكد هذه المعلومات، وغياب السعودية عن القوة المشتركة، صحة ما كان موقع يمن إيكو قد نشره في تقارير سابقة، حول عدم رغبة المملكة في اندلاع أي تصعيد ضد اليمن، لأن ذلك قد يعيق خطتها للخروج من حرب اليمن، وربما يقود لهجمات جديدة على المنشآت الاقتصادية في السعودية.
وكانت وكالة رويترز قد أكدت ذلك حينما كشفت مطلع الشهر الجاري أن السعودية وجهت رسالة للأمريكيين تطالبهم فيها “بضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين على السفن لتجنب المزيد من التصعيد”.
وبرغم الخلافات بين السعودية والإمارات، فقد غابت الأخيرة أيضا عن التحالف الأمريكي، وهو ما بدا مرتبطا بنفس المخاوف السعودية، فالإمارات التي اندفعت مؤخرا لتشغيل جسر بري من أجل كسر الحصار البحري عن إسرائيل قد تجد نفسها عرضة مرة أخرى لهجمات يمنية على أراضيها ومنشآتها في حال انخرطت ضمن تحالف جديد ضد قوات صنعاء.
وعكس غياب الدول المطلة على البحر الأحمر عن التحالف الأمريكي الجديد فشلا أمريكا في التحشيد ضد قوات صنعاء، خصوصا وأن جميع الدول التي أعلن وزير الدفاع الأمريكي عن مشاركتها في عملية “حارس الازدهار” هي بالفعل دول أعضاء منذ سنوات في القوات البحرية المشتركة CMF وتشارك في فرقة العمل (CTF-153).
وقد أشار المتحدث باسم أنصار الله الحوثيين محمد عبد السلام إلى ذلك في حديثه لقناة الجزيرة اليوم حيث قال إنه ” منذ اليوم الأول لبدء عملياتنا في البحر الأحمر تتواجد فرقاطات فرنسية وأمريكية وبريطانية تحاول إسقاط طائراتنا وصواريخنا”.
وقال في حديث لقناة الميادين رصده يمن إيكو أن “التحالف الأمريكي ضعيف وولد ميتا”.
وأكد عبد السلام أن تشكيل التحالف الأمريكي لن يؤثر على عمليات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى إسرائيل محذرا من أن أي تحرك عسكري مباشر ضد اليمن سيفجر “حربا إقليمية ودولية يصعب التنبوء بنتائجها” حسب وصفه.