يمن ايكو
أخبار

دكتور الاقتصاد المصري أشرف إبراهيم: كيف يضرب الحوثيون في اليمن أخطر نقطة ضعف في اقتصاد إسرائيل؟

يمن إيكو| أخبار:

حذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سيفضي إلى قطع مسارات التجارة البحرية من وإلى الموانئ الدولية الثلاثة في إسرائيل (عسقلان، حيفا، إيلات)، مؤكدين أن الحرب على غزة أغلقت ميناء عسقلان، بينما تسببت هجمات قوات صنعاء في شل الملاحة في ميناء إيلات، وسط توقعات أن تتسبب الحرب في حال اتساعها لعطل ميناء حيفا الذي يقع على مرمى حجر من صواريخ حزب الله.

وأوضح الخبير الاقتصادي المصري أشرف إبراهيم في فيديو بثه على قناته “المخبر الاقتصادي” أن أكثر من 98% من الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد على التجارة البحرية من البضائع والسلع بالذات الغذائية والوقود، مؤكداً أن 25% من واردات إسرائيل من الدول الآسيوية، 20% من هذه الواردات تعبر من باب المندب، ما يعني أنه إذا استمر إغلاقه من قبل قوات صنعاء أو من أسماهم “الحوثيين”، فإن ذلك سيعزل إسرائيل عن دول آسيا التي تشكل ثاني أكبر شركائها التجاريين.

وأكد أن التهديدات بإغلاق باب المندب، والوضع الصعب في موانئ أسدود عسقلان وحيفا، أمر يجعل الاقتصاد الإسرائيلي في كارثة محققة، مشيراً إلى ما قاله رون مالشا الرئيس التنفيذي لميناء حيفا لرويترز، بأن ” الموانئ هي الأكسجين للاقتصاد الإسرائيلي”.

ولفت إبراهيم إلى أن ميناء عسقلان يعد أكبر الموانئ الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط، ويعد مصدراً لكل استهلاك إسرائيل النفطي، حيث تدخل عبره كل الشحنات الآتية من كازخستان وأذربيجان، لكن مع تضرره من رشقات فصائل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى والحرب على غزة، حولت إسرائيل اعتمادها إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر، وأصبحت السفن النفطية القادمة من كازاخستان وأذربيجان تأخذ مساراً أطول لتدخل قناة السويس ثم خليج العقبة إلى ميناء إيلات، وهو الخط الذي سلكته السفينة “سيفاليوت” المحملة بأكثر من مليون برميل النفط الخام الأذربيجاني في الـ18 من أكتوبر الماضي.

ووصف الخبير الاقتصادي أشرف إبراهيم دخول قوات صنعاء على خط المعركة رداً على جرائم إسرائيل في غزة بـ”الجريئة والشجاعة” التي حاصرت ميناء إيلات، حصاراً من نوع آخر، “حصار من المنبع” إذ أعلنت قوات صنعاء في الـ19من نوفمبر الماضي عزمها استهداف السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني والسفن التي تشغلها أو تملكها شركات إسرائيلية، رداً جرائم إسرائيل في قطاع غزة، وما تلاه في اليوم نفسه من إعلان الاستيلاء على سفينة جالكسي ليدر.

وأوضح المخبر الاقتصادي أن إسرائيل في وضع صعب جدا، حيث تواجه حصارا خنق اقتصادها بإغلاق الموانئ، وهو الآن يهدد استقرارها الاجتماعي، في ظل محدودية مساحة المناورة، فميناء عسقلان وأسدود في مرمى المقاومة الفلسطينية، وميناء إيلات في مرمى صواريخ ومسيرات الحوثيين (قوات صنعاء) وحيفا على مرمى حجر من صواريخ حزب، الأمر يخيف شركات الشحن العالمية من الاقتراب من هذه الموانئ حتى لو كانت مفتوحة.

وقال إبراهيم: “إن الإسرائيليين يأخذون تهديدات الحوثيين على محمل الجد، ويحاولون الدفع بأمريكا أن تتعامل مع هذا التهديد، لكن حتى الآن واضح أن الأمريكيين بدوا حذرين جداً حيث فضلوا خيارات وترتيبات أقل تهوراً من الاشتباك العسكري المباشر الذي يمكن أن يجر المنطقة لحرب مفتوحة، مستبعداً تجرؤ إسرائيل على الرد خشية فتح جبهة جديدة في اليمن، غير أنها اكتفت بمحاولات تدويل تحركات قوات صنعاء ومواصلة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية فقط.
وأشار إلى أن الحوثيين (قوات صنعاء) رغم التهديدات الأمريكية والإسرائيلية صعَّدوا هجومهم، معلنين في الـ 9 من ديسمبر الجاري توسيع دائرة الاستهداف لتشمل أي سفينة تتجه نحو الموانئ الإسرائيلية أيَّاً كانت جنسيتها، حتى يتم إيقاف الحرب الإجرامية الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدا أن ذلك يعني استحالة دخول أي سفينة لها تعاملات مع إسرائيل من باب المندب، كما أعلنت قوات صنعاء في الـ 12 من ديسمبر الجاري أنها استهدفت بصاروخ سفينة استراندا بعد رفض طاقمها التجاوب مع التحذيرات.

انصراف السفن عن موانئ إسرائيل

وأكد إبراهيم أن تلك العمليات التي وصفها بـ “الجريئة” وضعت موانئ إسرائيل في تصنيف شديدة الخطورة، ما صرف الكثير من السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل من العبور عبر البحر الأحمر مغيرة مسارها كالسفينة جورداين ليدير، التي خرجت في 16 نوفمبر من ميناء لايم شابانغ بتايلند وهي رافعة علم جزر البهاما، وكان مسارها الطبيعي أن تجتاز المحيط الهندي ثم خليج عدن ثم البحر الأحمر عبوراً من باب المندب وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى إسبانيا في مسافة يمكن قطعها في 19 يوما، لكن وصولها قرب باب المندب تزامن مع خبر الاستيلاء على السفينة جلاكسي ليدر، وعندما عرفت بمصير اختها غيرت مسارها عبر طريق رأس الرجاء الصالح لتقطع المسافة إلى إسبانيا في 31 يوماً.

ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين

وبيَّن المخبر الاقتصادي أن تلك الحوادث رفعت تكاليف الشحن والتأمين على السفن المتجهة إلى موانئ إسرائيل، حيث أعلنت مجموعة الشحن الدنماركية إيبي مورل ميرسك، أنها ستفرص من الثامن من يناير 2024 رسوما إضافية على شحنات الحاويات المتجهة على الموانئ الإسرائلية بهدف تغطية أقساط التأمين، مؤكدة أنها سترفع تكاليف شحن الحاويات، حيث ستزيد على كلفة نقل الحاوية 20 قدما مبلغ50 دولارا، والحاوية 40-45 قدم مبلغ 100 دولار، وأن علاوة مخاطر الحرب، التي تدفعها شركات الشحن لشركات التأمين البحري زادت 10 أضعاف.

وأوضح أن زيادة تكلفة الشحن والتأمين تنعكس على أسعار المنتجات المستوردة أو المصدرة، وكل هذا انعكاس لحالة الخوف الشديد المنتشر بين شركات الشحن العالمية، حيث قال نيل روبرتس، أمين اللجنة العسكرية المشتركة، وهي هيئة بحرية تصنف المياه الدولية بحسب المخاطر: “لا أحد يريد دخول ميناء لن يتمكن من الخروج منه، كما حدث في أوكرانيا”.

وقال أشرف إبراهيم: “من قبل 7 أكتوبر الماضي كانت الموانئ الإسرائيلية تعاني من مرحلة الانتظار الطويل الذي تعطل السفن لأسابيع قبل التفريغ والتحميل، حيث أشارت التقارير إلى أن السفن اضطرت في بعض الحالات إلى الانتظار لأسابيع قبل دخول الميناء مع طوابير مناولة تصل 60 سفينة في نفس الوقت، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية في 2021م، هذا الانتظار كان يحصل والموانئ شغالة في الوضع الطبيعي فما بالك الآن وهذه الموانئ محاصرة، وفق تعبير أشرف إبراهيم.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً