يمن إيكو| خاص:
تصاعدت أزمة المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة في اليمن، حيث قرر برنامج الغذاء العالمي توقيف المساعدات، بعد فترة من التقليص المستمر لحجمها، ولكن هذه المرة، وكما علم موقع “يمن إيكو” فقد أفصح البرنامج عن وجود دواعٍ سياسية لهذا القرار، متعلقة بالموقف الأمريكي من الهجمات اليمنية على إسرائيل، الذي وصل إلى مرحلة متقدمة من التشدد بعد احتجاز السفينة الإسرائيلية من قبل قوات صنعاء.
وحصل موقع “يمن إيكو” على رسالة من الممثل المقيم لبرنامج الغذاء في اليمن، ريتشارد راجان، تم إرسالها إلى جميع موظفي برنامج الأغذية العالمي في اليمن، قال فيها إن “القيود التمويلية التي يواجهها برنامج الأغذية العالمي، تتطلب منا أن نخفض بشكل كبير حجم برنامجنا في اليمن ككل”.
وكشفت الرسالة أن ما وصفته بخطوط الإمداد التابعة للبرنامج معطلة، وتحتاج إلى 4 أشهر لاستعادتها، وبناء على ذلك تقول الرسالة إنه سيتم إيقاف برنامج التوزيع العالمي (GFD) الخاص بنا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مؤقتًا حتى إشعار آخر” والذي يعني إيقاف المساعدات بشكل كامل.
وكما هو واضح في الرسالة فإن تقليص المساعدات مرتبط بنقص التمويل، أما قرار وقفها كما تقول الرسالة فهو مرتبط بتعطل خطوط الإمداد، وهو ما يرجح صحة المعلومات التي حصل عليها موقع “يمن إيكو” التي تقول إن القرار الجديد بوقف المساعدات مرتبط بالموقف الأمريكي من الهجمات اليمنية على إسرائيل.
وقد أشار الممثل المقيم للبرنامج في رسالته إلى أنه “ستستمر برامجنا المتعلقة بالصمود وسبل العيش والتغذية المدرسية طالما حصلنا على التمويل”.
وأضاف أن “هذا وقت يشوبه قدر كبير من عدم اليقين بشأن مستقبل عمليات برنامج الأغذية العالمي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وسيؤثر التوقف المؤقت على وجودنا في الشمال وعلى التوظيف. تعمل الإدارة بلا كلل على وضع خطط لتقليل تأثير هذه الظروف الصعبة للغاية” وفقاً لنص الرسالة.
وعلم موقع “يمن إيكو” من مصادر موثوقة أن اجتماعات البرنامج مع سلطات صنعاء في الأيام الماضية شهدت إفصاح ممثلي برنامج الغذاء أنه غير قادر على مواصلة تقديم المساعدات دون موافقة من الولايات المتحدة، كما أفصحوا عن أن موقف الأخيرة مرتبط بشكل واضح بالهجمات اليمنية على إسرائيل، والذي دفعها بعد الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية للضغط نحو إيقاف المساعدات في اليمن كلياً وليس تقليصها فقط.
المصادر ذاتها كشفت أن مخازن برنامج الغذاء العالمي في اليمن مليئة بآلاف الأطنان من المساعدات الغذائية، بالإضافة إلى مخازن شركاء البرنامج من المنظمات المحلية.
وسيتسبب قرار البرنامج بحرمان مئات آلاف الأسر المسجلة في كشوفات برنامج الغذاء من المساعدات التي كانوا يحصلون عليها بشكل دوري، ما يهدد بعودة شبح الأزمة الإنسانية في اليمن بالوتيرة التي وصفتها الأمم المتحدة في السابق بأنها الأسوأ على مستوى العالم.