يمن ايكو
أخبارتقاريردولي

ماذا وجد الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي بغزة وأثار سخرية العالم؟

يمن إيكو | تقرير:

تحولت عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي في غزة من “انتصار” كان الجيش الإسرائيلي يتوعد بتحقيقه على المقاومة الفلسطينية، إلى فضيحة جديدة تؤكد فشله في تحقيق الأهداف المعلنة للعملية البرية، وعلى رأسها تحرير الأسرى والقضاء على المقاومة أو إضعافها، حيث لم تجد القوات الإسرائيلية داخل المشفى أية أسرى أو أنفاق أو مسلحين، وما تم الإعلان عن ضبطه من “أدلة” على استخدام المبنى لأغراض عسكرية كانت كلها ركيكة للغاية وتحيط بها الكثير من علامات التزييف.

“مراكز قيادة”!
في نهاية أكتوبر الماضي، عرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، صوراً ورسوماً بيانية وتسجيلات صوتية قال إنها تظهر كيفية “استخدام حماس منظومة المستشفيات، ومستشفى الشفاء بالتحديد، لإخفاء مجموعة من مراكز القيادة ونقاط الدخول إلى شبكة أنفاقها الكثيفة تحت غزة”.

وقال إن حماس “تعمل داخل وأسفل مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى في غزة”.

ومنذ بداية الحرب، وخصوصاً بعد قصف مستشفى “المعمداني” تزايدت التصريحات الإسرائيلية حول استخدام المقاومة الفلسطينية للمستشفيات، وبالذات مجمع الشفاء الأكبر في غزة كمراكز قيادة، واستغلال المدنيين فيها “كدروع بشرية”، وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه دلائل على وجود رهائن في بعضها، لتتحول هذه المستشفيات إلى أبرز الأهداف للعملية العسكرية البرية التي تقول إسرائيل إنها تهدف لتحرير الأسرى والقضاء على المقاومة أو إضعاف سيطرتها على قطاع غزة.

وهذا الأسبوع تمكن الجيش الإسرائيلي من اقتحام مستشفى الرنتيسي للأطفال، وقال إنه “عثر على مركز قيادة به مستودع أسلحة يشمل قنابل يدوية وسترات انتحارية ومتفجرات أخرى خزنها مقاتلو حماس في قبو المستشفى، بالإضافة إلى دلائل تشير إلى أن حماس احتجزت رهائن في المكان”.

لكن مقاطع الفيديو التي عرضها لم تثبت أي شيء من ذلك، بل تحولت إلى مادة للسخرية على مستوى العالم بعد أن ظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وهو يشير إلى ورقة ملصقة على جدار قال إنها قائمة تحتوي على “أسماء إرهابيي حماس ومهامهم”، بينما لم يكن في الصورة سوى تقويم يحتوي على أسماء الأيام باللغة العربية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد حيث عرض الجيش الإسرائيلي فتحة مصعد في المستشفى على أنها فتحة نفق عسكري، بينما لم يكن هناك أي دليل واضح على وجود أي رهائن أو مراكز قيادة.

لا مراكز عسكرية ولا رهائن ولا أنفاق ولا مخازن
وبرغم ما مثلته نتائج اقتحام مستشفى الرنتيسي من ضربة للرواية الإسرائيلية بخصوص المستشفيات، لم يتراجع الجيش الإسرائيلي عن موقفه وواصل استهداف مستشفى الشفاء الذي اعتبره منذ بدء الحرب هدفاً رئيسياً.
وجاء اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى على وقع إعلان من البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، قال إن “الولايات المتحدة لديها معلومات مخابراتية خاصة به تفيد بأن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تستخدم مستشفى الشفاء في غزة لإدارة عملياتها العسكرية وربما لتخزين الأسلحة”.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، في تصريحات رصدها موقع يمن إيكو: “لدينا معلومات تؤكد أن حماس تستخدم هذا المستشفى بالذات في القيادة والسيطرة”.

لكن هذه المعلومات لم تعزز بأي دليل واضح حتى الآن، وبعد مرور أكثر من 48 ساعة على اقتحام الجيش الإسرائيلي للمشفى وتمشيطه، فكل ما نشره الجيش الإسرائيلي حتى الآن هو مقطع فيديو قام بحذفه ثم أعاد نشره بعد حذف لقطات منه كانت تظهر جهاز كمبيوتر محمول عليه صورة مجندة إسرائيلية كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أنه حررها من الأسر لكنها لم تكن ضمن قوائم الأسرى أصلا!.

ويظهر المقطع مجموعة صغيرة من البنادق الآلية قال الجيش إنه عثر على بعضها داخل جهاز فحص بالرنين المغناطيسي، وهو ما أثار سخرية كبيرة لأن هذه الأجهزة حساسة للغاية للمعادن.

ولم يعرض الجيش الإسرائيلي أي دليل على وجود “مركز قيادة” أو أنفاق، أو حتى مخازن أسلحة، فالقطع التي قال إنه عثر عليها لا تكفي حتى لتدريب مجموعة صغيرة من المسلحين، فضلاً عن أن تكون مخزناً لمركز قيادة عمليات!؟

هذا أيضاً ما أكدته منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان رصده يمن إيكو، اليوم الخميس، جاء فيه أن “الصور التي نشرتها إسرائيل لأسلحة تقول إن جنودها عثروا عليها داخل أكبر مستشفى في قطاع غزة ليست كافية لتبرير إلغاء وضع المستشفى باعتباره محمياً بموجب قوانين الحرب”.

وأضاف البيان: “الحكومة الإسرائيلية لم تقدم أي دليل على ارتكاب أعمال ضارة من داخل مباني المستشفيات”.

وبالرغم من قول إسرائيل إن قواتها لا زالت تفتش المستشفى فإن الرواية الإسرائيلية قد سقطت بالفعل، وأصبح واضحاً أن كل ما يستطيع الجيش الإسرائيلي تقديمه لن يرقى أبداً إلى مستوى “أدلة”، فضلاً عن أن يكون حقيقة، الأمر الذي يجدد التأكيد على الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي والأمريكي، ويثبت حقيقة العجز عن تحقيق أي من الأهداف المعلنة لاجتياح قطاع غزة، فبالرغم من اقتحام المستشفى الذي وصف بأنه أكبر مراكز القيادة والسيطرة، لا تزال المقاومة تواصل عملياتها على الأرض في مختلف المحاور وتطلق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية بشكل مستمر، ولا يزال الجيش الإسرائيلي عاجزاً عن تحديد أماكن الرهائن أو توجيه أي ضربة مؤثرة على المقاومة.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً