يمن إيكو| أخبار:
أقرت الحكومة اليمنية بأن 75% من السكان في نطاق سلطتها تعاني الجوع وأوضاع معيشية مزرية، وأن نصف اجمالي التلاميذ تركوا مدارسهم، مشيرة إلى تفاقم حالات التقزَّم ونفص التغذية بين الأطفال، وفق تقرير صادر عن الحكومة والأمم المتحدة.
وقال رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، لدى حضوره فعالية إطلاق تقرير المسح متعدد المؤشرات، والتي أقامها الجهاز المركزي للإحصاء، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف): “حرصت على حضور هذه الفعالية بعد الاطلاع على نتائج المسح وهي لافتة وبعضها صادم، وبعضها يتضمن مؤشرات خطيرة”.
ووصف معين عبد الملك تلك المؤشرات التي تتعلق بالأمن الغذائي والتعليم والطفولة بالصادمة والخطرة جداً، مؤكداً أن المؤشر الصعب والكبير جداً يتعلق بنسبة الأسر التي شهدت على الأقل حالة من حالات انعدام الأمن الغذائي خلال الـ 12 شهرًا السابقة، حسب تعبيره.
وكشف المسح العنقودي المتعدد- الذي شمل 42 من المؤشرات الأساسية في أهداف التنمية المستدامة- عن حقائق وأرقام تفيد بأن 49% من الأطفال يعانون من حالات تقزم وحالات مزمنة من نقص التغذية و17% منها حالات شديدة أو حادة، مؤكداً أن 75% من السكان يعانون من الجوع والأوضاع المعيشية المزرية.
وأوضح التقرير أن 25% من الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي، و53% من التعاليم الثانوي، خارج المدارس، وأن 53% من الطلاب لم يكملوا التعليم الأساسي، و37% لم يكملوا التعليم الثانوي، مشيرا إلى أن 29% من الأطفال منخرطون في سوق العمل.
وشهدت ولا تزال مناطق الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً) تدهوراً مستمراً للعملة المحلية وانهيار القدرة الشرائية للمواطن، حيث تأرجحت قيمة الريال- خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة- بين 1750 و1200 ريال للدولار الواحد، مع اختلال واضح في منظومة أسعار السلع الأساسية والخدمات، التي ظلت في ارتفاع مستمر حتى في أوقات التحسن اللحظي لقيمة الريال، وتبعاً لذلك شهدت عدن والمحافظات المجاورة لها مظاهرات يومية تنديداً بتفاقم عجز الحكومة اليمنية وفشلها في معالجة الاختلالات الاقتصادية والمعيشية والخدمية وعلى رأسها الكهرباء والمياه.
وتتطابق مؤشرات المسح العنقودي المشترك (بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي بعدن ومنظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة يونيسف) مع تحذيرات خبراء الاقتصاد من مجاعة قادمة في مناطق الحكومة اليمنية إذا لم تعالج تلك الأوضاع التي باتت مؤشراتها واضحة.
وكان استطلاع لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة مطلع نوفمبر الجاري- رصده “يمن إيكو”، أكد أن معدلات الأمن الغذائي في اليمن شهدت تدهوراً خلال سبتمبر الماضي، مقارنة بالشهر الذي قبله، بسبب انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار الوقود والسلع الغذائية في مناطق الحكومة اليمنية، وموسم الجفاف في المناطق الزراعية الرئيسية.
وذكر الاستطلاع، الذي نشرته الفاو على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن هذا التدهور جاء نتيجةً لارتفاع أسعار الوقود وانهيار العملة الوطنية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية مما أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية وانخفاض وصول الأسر إلى الغذاء من الأسواق، بالإضافة إلى موسم الجفاف في المناطق الزراعية الرئيسية في المرتفعات الذي يصادف شهر سبتمبر من كل عام قبل موسم الحصاد في أكتوبر.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن ما يقدر بنحو 37 % من الأسر التي شملها الاستطلاع في اليمن عانت من انعدام الأمن الغذائي مؤخراً، في حين لجأ حوالي 76% من الأسر إلى استراتيجيات التكيف الشديدة مع سبل العيش (الأزمات والطوارئ) خلال سبتمبر 2023، بزيادة طفيفة عن أغسطس الماضي، مما أضر بإنتاجية الأسر وقدرتها على إدارة الصدمات.
وبحسب الاستطلاع فإن انعدام الأمن الغذائي أعلى في المناطق الريفية منه في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وبرزت محافظتا حجة والجوف كأكثر المحافظات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، بمعدل أعلى مما كان عليه خلال الأشهر السابقة من هذا العام.
كما تم تسجيل معدلات أعلى من انعدام الأمن الغذائي في الأسر التي ليس لديها مصادر دخل والأسر التي تستمد دخلها الرئيسي من الأجور اليومية في قطاع الزراعة، كما سجل صيادو الأسماك أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي في سبتمبر 2023، أي قبل شهر من موسم الصيد المرتفع المعتاد الذي يبدأ في شهر أكتوبر من كل عام.
وكان اقتصاديون قد توقعوا مزيداً من التدهور وتفاقم الوضع المعيشي في ظل عجز الحكومة عن اتخاذ سبل مواجهة المشكلة، مضيفين أن “الحكومة اليمنية فشلت فشلا كبيرا في معالجة الملف الاقتصادي في اليمن، وغابت عن مشهد معاناة الناس”.