يمن إيكو| أخبار:
على مدى مراحل الصراع العربي الإسرائيلي، تبرز تساؤلات عن ورقة النفط، ولماذا لا يتم تحريكها واستخدامها لوقف المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطيني.
وفي هذه الأثناء ومع حرب الإبادة غير المسبوقة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بفلسطين المحتلة، تعود هذه التساؤلات من جديد: لماذا لا تحرّك دول الخليج ورقة النفط لردع الهجمة الإسرائيلية على غزة.
ورداً على هذه التساؤلات، أشار الدكتور حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني من قطاع غزة، إلى ثلاثة أسباب تُفسّر إحجام الدول الخليجية عن استخدام سلاح النفط للضغط على إسرائيل وأمريكا وأوروبا، يتمثل أولها في: “عدم وجود إرادة لهذه الدول في أن تخوض مواجهة مع الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح الدجني، في تصريح لـ “سبوتنيك”، أن الدول الخليجية التي تمتلك النفط، تعلم جيداً تداعيات وانعكاسات الوقوف أمام الإدارة الأمريكية على اقتصادها ومصالحها السياسية، وكذلك مصالح نظمها السياسية.
السبب الثاني، حسب الدكتور الدجني، يتمثل في “غياب القطب الآخر في النظام الدولي حتى الآن، والذي يمكن أن تستند عليه هذه الدول في تحالفاتها، وأن يكون قوياً وصادقاً معها، ويدافع عنها بقوة وعن قراراتها في حال هاجمتها الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية”، وفق تعبيره.
وقال الدجني، إن السبب الثالث يتمثل في “تبعية النظام الإقليمي العربي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام، وهو ما يجعل من الصعب اتخاذ قرار مشابه، لأنه يحتاج إلى قادة وبيئة استراتيجية وسياسية بمواصفات خاصة، غير متوفرة في الوقت الراهن، وفي ظل ما يحدث”.
جاء ذلك عقب تصريح رسمي على لسان وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، لوكالة بلومبيرغ، رصده “يمن إيكو”، الأربعاء الماضي، أكد فيه أن خيار استخدام النفط كأداة ضغط لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة غير مطروح بالنسبة لحكومة بلاده، موضحاً أنها تركز على إيقاف الحرب من خلال المحادثات السلمية، وفقاً لما تقتضيه محادثات التطبيع بين الرياض وتل أبيب، حيث قال إنّ المحادثات السعودية – الإسرائيلية متوقفة على القضية الفلسطينية.
وقال الفالح في حلقة نقاش أدارتها ستيفاني فلاندرز في منتدى “بلومبرغ” للاقتصاد الجديد في سنغافورة، إنّ هذا الأمر “كان مطروحاً على الطاولة، ولا يزال مطروحاً، ومن الواضح أنّ الانتكاسة خلال الشهر الماضي أوضحت سبب إصرار السعودية على أن حل الصراع الفلسطيني يجب أن يكون جزءاً من تطبيع أوسع في الشرق الأوسط”.
وفي رده على سؤال عمّا إذا كانت السعودية ستستخدم أدوات اقتصادية مثل سعر النفط لتحقيق وقف لإطلاق النار، ضحك الفالح وقال: “هذا ليس مطروحاً على الطاولة اليوم. تحاول السعودية إيجاد السلام من خلال المناقشات السلمية”.
يذكر أن المرة الوحيدة التي استخدم فيها العرب النفط سلاحاً في مواجهة إسرائيل، كانت عام 1973م، خلال الحرب بين إسرائيل والقوات المصرية والسورية، حين قررت الدول العربية حظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل في 17 أكتوبر 1973، بهدف بلورة سياسة عربية موحدة إزاء القضايا القومية المشتركة الكبرى، والضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
وفي 7 نوفمبر 1973م، أصدر وزراء خارجية السوق الأوروبية المشتركة بياناً طالبوا فيه إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وقد تسبب حظر تصدير النفط بالكثير من الخسائر الاقتصادية في الولايات المتحدة، وخسر سوق الأوراق المالية 97 مليار دولار.
لكن وزراء النفط العرب أعلنوا، في 17 مارس من عام 1974م، رفع قرار حظر تصدير النفط، وذلك بعد أسابيع من توقف المعارك بين مصر وإسرائيل.
2 تعليقات