ترجمة خاصة- يمن إيكو
قال موقع “هاف بوست” الأمريكي إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم المساعي السعودية للاستيلاء على محافظة المهرة، من أجل أهداف تجارية طويلة الأمد.
وذكر الموقع في تقرير ترجمه “يمن إيكو” أن هناك جزءاً آخر من التدخل السعودي في اليمن، حظي باهتمام أقل بكثير من ذلك الذي حظيت به الحملة العسكرية الوحشية، وهو “استيلاء السعودية على مرافق النقل الاستراتيجية في محافظة المهرة، وإنشاء سلسلة من القواعد العسكرية السعودية هناك”.
وأضاف أن المسؤولين السعوديين يقولون إن تحركاتهم في المهرة تهدف إلى دعم اليمن، “لكن جهودهم تدعم أيضا هدفا سعوديا طويل الأمد، وهو استخدام المهرة للوصول إلى مسارات تجارية قيمة”.
ونقل التقرير عن مصادر مطلعة ووثائق، أن اثنين من العسكريين الأمريكيين تنقلا في جميع أنحاء المحافظة في فبراير الماضي، وأن خبيرين أمريكيين زارا المحافظة أيضا في الخريف الماضي “للتشاور بشأن خطط بناء سعودية”
لكن- بحسب التقرير- لم يتم الإشارة إلى أي من الزيارتين في وسائل الإعلام الأمريكية.
وأضاف التقرير أن “المشروع السعودي في المهرة يرتبط مباشرة بالقلق المستمر منذ سنوات في واشنطن حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في حرب اليمن”.
ونقل الموقع عن أحد كبار مساعدي الكونغرس قوله إن “حقيقة أن أعضاء الخدمة الأمريكية كانوا يتنقلون في جميع أنحاء المهرة، يجب أن تقود إلى مزيد من التدقيق في الوضع هناك من قبل الكونغرس”.
وأضاف المساعد الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: “نحن بحاجة إلى توضيح بشأن نطاق وحجم الدور الاستشاري غير العلني للجيش الأمريكي مع القوات [الموالية للسعودية] اليمنية، وخصوصا بشأن مدى توسع هذه الجهود إلى ما هو أبعد من مجرد عمليات مكافحة [القاعدة]”.
وتابع: “يجب أن يسأل أعضاء الكونجرس الإدارة عن مدى مثل هذه العمليات، وأساسها القانوني، والأهداف النهائية”.
وقال الموقع إنه “بالنسبة للمراقبين الذين يتابعون عن كثب التطورات في اليمن، فإن نوايا السعوديين في المهرة واضحة وهي: إيجاد طريقة لتصدير النفط السعودي عبر اليمن”.
وعلّق مساعد الكونغرس على ذلك قائلا: “ما فائدة التواجد هناك إن لم يكن الوصول إلى منفذ؟”
وأضاف الموقع أن “السعودية تعتبر المهرة جائزة منذ عقود. فالمحافظة تمتلك ساحلا طويلا على المحيط الهندي، وستتجاوز الشحنات عبر موانئها نقطتي الاختناق اللتين يمكن أن تعرضا صادرات النفط السعودية والواردات الحيوية للخطر، وهما مضيق هرمز ومضيق باب المندب”
ونقل التقرير عن مطلعين أنه “منذ أكثر من عقد من الزمان، تفاوض السعوديون مع علي عبد الله صالح، لتطوير خط أنابيب نفط يمتد من الأراضي السعودية عبر المهرة، لكنهم فشلوا في التوصل إلى اتفاق”.
ونقل الموقع عن صالح الجبواني وزير النقل السابق في الحكومة الموالية للتحالف قوله إنه سافر إلى المحافظة مع السفير السعودي في اليمن عام 2018، مشيرا إلى أن السفير وعد باستثمارات سعودية في 10 مشاريع، بما في ذلك تطوير ميناء ومطار “ما دامت القوات السعودية موجودة في المنطقة”.
وأضاف الجبواني أن السعودية “ضغطت على الصيادين كي لا يصطادوا” وبدأت بمنح الجنسية السعودية لأبناء المهرة على طول حدود المحافظة مع السعودية “في خطوة على طريق الاستيلاء على المهرة” وذلك إلى جانب “دفع مبالغ شهرية لزعماء القبائل المحليين”.
ونقل التقرير عن الباحث المساعد في مركز ديفيس للدراسات بجامعة هارفارد، آشر أوركابي، قوله إن “لدى الجيش السعودي أكثر من اثنتي عشرة قاعدة عسكرية في جميع أنحاء المحافظة”، مضيفا أن “التقديرات تتراوح بين 5000 إلى 15000 جندي سعودي”.
وقال الموقع إن “أي صفقة سلام قد تعني زيادة الخطر على سكان المهرة إذا تجاهلت التعدي السعودي” لأنها “ستسمح للمملكة بالتركيز بشكل كامل على مشروعها في المحافظة”
ونقل التقرير مخاوف متصاعدة لسكان المحافظة من آثار المشروع السعودي، ومن ذلك تسرب النفط، حيث قال مواطنون إن هذه الحوادث تهدد حياة السكان الذين يعتمدون على البحر بشكل رئيسي.
وقال أحد المواطنين للموقع: “لا نفهم ما يجري في ميناء نشطون، وما نوع المواد التي يجلبونها. لا يُسمح للمواطنين بالدخول، مما يخلق مخاوف كبيرة بالنسبة لنا”
ونقل التقرير تعليقا لبروس ريدل، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، والذي يعمل الآن في معهد بروكينغز، بشأن الوضع المحيط بالمهرة جاء فيه أن: “السعودية والإمارات حريصتان على الحصول على بعض المزايا من المستنقع المكلف الذي قفزتا فيه في عام 2015… قد يكون الاستحواذ على الأراضي الاستراتيجية هو المكسب الوحيد الممكن”.
وذكر التقرير أن الإمارات تمتلك أجندة مشابهة حيث: “عزز الإماراتيون بالفعل سيطرتهم على منطقة سقطرى المجاورة للمهرة، من خلال مرافق كبيرة تشير إلى أنه من غير المرجح أن يتخلوا عن السيطرة على الإطلاق”
وقال مساعد الكونجرس بخصوص ذلك إنه: “حتى لو ادعت الإمارات أنها لا تسعى لذلك، فإنها تتصرف بطريقة تنتهك السيادة”