يمن ايكو
أخبارتقاريردولي

خطة فعلية أم ورقة مساومة؟.. العالم يرفض دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة

يمن إيكو|تقرير:

أثارت تصريحات متهورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، انتقادات واسعة وقوبلت برفض إقليمي ودولي أثار تساؤلات عما إذا كان ترامب يسعى بالفعل إلى تنفيذ خطة التهجير أم أنه يسعى لاستخدامها كورقة ضغط للحصول على تنازلات عربية معينة.

وقال ترامب، مساء أمس الثلاثاء، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “ستتولى الولايات المتحدة قطاع غزة، وسنتولى المسؤولية عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة هناك”، مشيراً إلى أن غزة ستصبح “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد تهجير الفلسطينيين منها وإعادة توطينهم في أماكن أخرى.

وأضاف أن الولايات المتحدة “ستدعم الجهود الرامية إلى إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم في أماكن يمكنهم العيش فيها بدون خوف من العنف”.

وأشار ترامب إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيوافقان على فكرة استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة على الرغم من رفضهما لها.

وقال: “سيفتحان قلبيهما وسيمنحاننا نوع الأرض الذي نحتاجه لإنجاز هذا الأمر، وحتى يتمكن الناس من العيش في وئام وسلام”.

وكان ترامب قد تحدث بشكل متكرر خلال الأيام الماضية عن مساعيه لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، ودعا الدولتين إلى استقبال الفلسطينيين.

رفض إقليمي ودولي
حظيت تصريحات ترامب بتأييد بديهي داخل إسرائيل، لكن فيما عدا ذلك قوبلت باستنكار إقليمي ودولي واسع وحاسم.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن تصريحات ترامب “عدائية للشعب الفلسطيني وقضيته ولن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب الزيت على النار”، وأضافت: “نؤكد أننا وشعبنا الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم احتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم”.

واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن “مواقف وخطط ترامب تصعيد خطير يهدد الأمن القومي العربي والإقليمي، وخاصة في مصر والأردن، التي تريد الإدارة الأمريكية وضعها في مواجهة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه”.

وقال الديوان الملكي الأردني إن: “جلالة الملك عبد الله الثاني يؤكد ضرورة وقف التوسع الاستيطاني، معرباً عن رفضه لأي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين”، حسب ما نقلت رويترز.

وكان وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن قد أصدروا بياناً مشتركاً يوم السبت، أكد رفض “المساس بحقوق الفلسطينيين من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضمّ الأرض”، أو من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات”.

كما أكد البيان ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة، والرفض التام لأي محاولات لتقسيم القطاع.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن “القاهرة لديها رؤية واضحة لإعادة إعمار غزة بدون خروج أي فلسطيني من أرضه”.

وأعلنت سلطنة عمان “الرفض القاطع لأي محاولات للتهجير من قطاع غزة والأراضي الفلسطينية”.

وقال مسؤول إيراني كبير إن “إيران لا توافق على أي تهجير للفلسطينيين، وأبلغت ذلك عبر قنوات مختلفة”، بحسب ما نقلت رويترز.

وكانت وزارة الخارجية بحكومة صنعاء قد أدانت في وقت سابق تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين ودعت الدول العربية والإسلامية إلى مواجهة “المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية”، حسب تعبيرها.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه: “يجب السماح لهم (الفلسطينيين) بالعودة إلى وطنهم، ويجب السماح لهم بإعادة البناء، وعلينا أن نكون معهم في عملية إعادة البناء هذه على الطريق إلى حل الدولتين”، وفقاً لما نقلت وكالة رويترز.

وفي ألمانيا قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، إن “قطاع غزة ملك للفلسطينيين، وطردهم منه أمر غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي”، مضيفة: “هذا سوف يؤدي إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة.. لا ينبغي أن يكون هناك حل فوق رؤوس الفلسطينيين”.

ونقلت رويترز عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف ليموان قوله: “إن فرنسا تجدد معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، والذي من شأنه أن يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، واعتداء على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، فضلاً عن أنه يشكل عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعامل زعزعة استقرار رئيسياً لشركائنا المقربين مصر والأردن وكذلك للمنطقة بأكملها”.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس: “أريد أن أكون واضحاً للغاية في هذا الشأن: غزة هي أرض الفلسطينيين في غزة، ويجب أن يبقوا في غزة، غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب أن تتعايش معها لضمان ازدهار الدولة الإسرائيلية وسلامتها”، حسب تعبيره.

وفي روسيا قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “إن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين”، مضيفاً: “هذه هي الأطروحة التي تتقاسمها الأغلبية الساحقة من البلدان المعنية بهذه المشكلة، ونحن ننطلق منها ونؤيدها ونعتقد أن هذا هو الخيار الوحيد الممكن”.
وقال مندوب الصين في مجلس الأمن إن بلاده “تعارض أي محاولة لتغيير التركيبة السكانية للأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن “تصريحات ترامب بشأن خطة الاستيلاء على غزة غير مقبولة”، معتبر أن “أي خطط تترك الفلسطينيين خارج المعادلة من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من الصراع”.
وقال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، إن تصريحات ترامب “لا معنى لها”، وأضاف: “أين يعيش الفلسطينيون؟ هذا أمر لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه.. الفلسطينيون هم الذين يتعين عليهم الاهتمام بغزة”.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس: “إن أي فكرة لتهجير سكان غزة إلى أي مكان آخر من شأنها أن تتناقض بشكل واضح مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

خطة فعلية أم ورقة مساومة؟
الرفض الواسع لتصريحات ترامب أثار تساؤلات عن النوايا الحقيقية للرئيس الأمريكي من وراء الحديث عن تهجير سكان قطاع عزة، حيث قالت وكالة رويترز، في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” إنه “ليس من الواضح بعد ما إذا كان ترامب سيمضي قدماً في خطته المثيرة للجدل أم أنه يتبنى موقفاً متطرفاً كاستراتيجية للمساومة”.

ونقلت الوكالة عن مايكل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق قوله: “إن تعليقات ترامب تضع إسرائيل في مسار تصادمي مع جيرانها العرب”، مضيفاً أن “ترامب ربما يحاول تعزيز الضغط على الدول العربية حتى لا تخلق أي عقبات إذا حاول الترويج للتطبيع بين السعودية وإسرائيل”.

وقالت وكالة “بلومبرغ”، في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”: “إن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة لن تكون بالأمر السهل على الإطلاق، وفكرة نقل سكان المنطقة إلى الدول المجاورة لا ترفضها هذه الدول فحسب، بل إنها مثيرة للجدل إلى حد كبير بين سكان غزة والعالم العربي”.

وأضافت أن “التخلي عن فكرة الدولة الفلسطينية بشكل كامل من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل خطير، وأن يحول العديد من البلدان ضد الولايات المتحدة”.

وأشارت إلى أن “مقاومة التشريد كانت دائماً مبدأ أساسياً من مبادئ القضية الفلسطينية”.

مواضيع ذات صلة

جاري التحميل....