يمن إيكو | ترجمة خاصة:
أكد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومقره في بريطانيا، إن القوات الغربية فشلت في وقف العمليات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء إسنادا لغزة، مشيرا إلى أن الأخيرة تمتلك ترسانة عسكرية متطورة تم إنتاجها محليا وبعضها لا يزال غامضاً، كما أكد روايتها حول فئات السفن المستهدفة، ونجاحها في إحداث تأثير كبير على الموانئ الإسرائيلية.
ونشر المعهد يوم الثلاثاء الفائت تقريراً تفصيلياً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أنه “بعد اثني عشر شهراً من الهجمات المستمرة على الشحن الغربي، يبدو من الواضح أن الاستجابة الحالية من جانب المجتمع الدولي فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة. فعلى الرغم من تفوقهم العسكري، لم تستطع الولايات المتحدة وحلفاؤها إضعاف قدرة الحوثيين على شن الهجمات، ولا قدرتهم على إعادة إمداد ترساناتهم، وفي الوقت نفسه، لم يُطمْئِن وجود البعثات البحرية الدولية معظم خطوط الشحن الغربية الكبرى بما يكفي لعودتها إلى البحر الأحمر، وفي اليمن والمنطقة، كان “نجاح” الهجمات ملحوظًا بشكل كبير”.
وتطرق التقرير إلى ترسانة قوات صنعاء العسكرية، مشيراً إلى أنها تتضمن “صواريخ تعمل بالوقود الصلب لا يمكن تفكيكها للنقل، بوزن يزيد عن طنين وطول يزيد عن خمسة أمتار”، مشيراً إلى أن “التفسير الأكثر منطقية لتوفر مثل هذه الصواريخ في اليمن هو وجود قدرات إنتاج محلية متطورة للغاية”.
وقال إن ترسانة الصواريخ المضادة للسفن التي تمتلكها قوات صنعاء تتضمن صواريخ “تعكس فلسفة التصميم الإيرانية، إلا أن أيًا منها لا يتطابق مع أي صاروخ [إيراني] معروف”. حسب وصفه.
ووفقا للمعهد فإنه “من الممكن أيضًا أن ينشر الحوثيون، إلى جانب الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، صواريخ باليستية موجهة بدقة مصممة في الأصل للهجوم البري، والتي تستخدم أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية” مشيرا إلى أنه “برغم افتقار هذه الصواريخ إلى القدرة على التوجيه نحو السفن البحرية المتحركة، فإنه يمكن توجيهها إلى الموقع المستقبلي المتوقع للسفينة”.
وأضاف أن هذه الطريقة ستكون فعالة “عند استهداف السفن التجارية الكبيرة البطيئة الحركة والتي تميل إلى اتباع مسارات يمكن التنبؤ بها”.
وتطرق التقرير إلى الطائرات بدون طيار التي تستخدمها قوات صنعاء في الهجمات البحرية، وأشار إلى أن هناك نوع منها “يستخدم بشكل مشابه للذخيرة المتسكعة، حيث تحافظ الطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين على رابط لاسلكي مع محطة أرضية، مما يمكّن المشغل من توجيه الطائرة بدون طيار نحو هدفها باستخدام بيانات كهروضوئية في الوقت الفعلي، وقد يتم تشغيل آلية قفل أتوماتيكية أثناء الاقتراب النهائي لضمان الدقة”.
وقال إنه “في هذا الوضع، يشكل المستوى العالي من الدقة للطائرة بدون طيار تهديدًا كبيرًا للسفن، على الرغم من الحمولة المتفجرة الصغيرة نسبيًاـ وهذا التهديد حاد بشكل خاص عند استهداف مناطق حرجة مثل جسر السفينة”.
ورأى كاتب التقرير أنه “بالمقارنة مع الطائرات بدون طيار الأخرى ذات القدرة المماثلة على التحمل، توفر متغيرات طائرات (صماد) للحوثيين مزايا مميزة بسبب بساطتها الشاملة وفعاليتها من حيث التكلفة، حيث تتميز هذه الطائرات بدون طيار بتصميمات بسيطة ومباشرة تتضمن في الغالب محركات جاهزة للاستخدام تجاريًا”.
وأضاف: “إن الجمع بين هذه العوامل يجعل الإنتاج الضخم المحلي للطائرات بدون طيار داخل اليمن أكثر جدوى، ومن المرجح أن يفسر هذا الاستخدام المكثف لطائرات صمّاد بدون طيار في مهام مكافحة السفن والضربات ضد إسرائيل”.
وتطرق المعهد- في تقريره- إلى الزوارق المسيرة التي تستخدمها قوات صنعاء مشيرا إلى أنه “في حين أن الدفاع ضد سفن سطحية أسهل عمومًا من أنظمة الحوثيين المضادة للسفن الأخرى، مثل الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، فإن قدرت هذه السفن على حمل رؤوس حربية أكبر بكثير والانفجار بالقرب من خط المياه للسفينة أمر مهم، حيث تزيد هذه المركبات من احتمالية غرق السفينة في هجوم ناجح”.
وذكر التقرير أن “الحوثيين حولوا زوارق الصيد الخشبية التقليدية إلى مركبات سطحية مسلحة، وفي 12 يونيو 2024، استخدمت الجماعة واحدة من هذه المركبات السطحية، إلى جانب صاروخ غير محدد، في هجوم على السفينة (توتور) وأسفر الحادث عن غرق السفينة ومقتل أحد أفراد الطاقم، وقد كانت المركبة السطحية المتورطة في الهجوم مجهزة بدميتين، مما دفع طاقم السفينة في البداية إلى الاعتقاد بأنهم كانوا يواجهون سفينة صيد مأهولة”.
وأضاف: “لقد تم تصميم معظم المركبات السطحية الحوثية مع القدرة على أن تكون مأهولة بشكل اختياري، مما يسمح للمشغلين بتوجيه المركبة في منتصف الطريق نحو الهدف قبل النزول، وبعد ذلك، يمكن الحفاظ على التحكم عبر رابط لاسلكي، ينقل فيديو في الوقت الفعلي من نظام كهربائي بصري، وتشير لقطات من الهجوم الحوثي على سفينة (ترانسوورلد نافيجيتور) أيضًا إلى أنه ربما تم استخدام نظام تتبع كهربائي بصري آلي أثناء الاقتراب النهائي”.
ولفت التقرير إلى أن “المركبات غير المأهولة تحت الماء” التي يستخدمها الحوثيون تعد الأكثر غموضاً بين أنظمة مكافحة السفن، مشيرا إلى أنها “لا تزال غير مفهومة بشكل جيد من حيث مواصفاتها الفنية وإمكاناتها التشغيلية”.
وأكد التقرير رواية قوات صنعاء بشأن فئات السفن المعرضة للاستهداف حيث ذكر أنه “لم تتأثر جميع السفن على قدم المساواة بارتفاع أقساط التأمين؛ إذ تفيد التقارير أن السفن التي لها روابط بإسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تدفع أقساط مخاطر الحرب بنسبة 25-50% أكثر من المتوسط”.
وسلط التقرير الضوء على تأثيرات العمليات البحرية لقوات صنعاء، حيث أوضح أن “حركة المرور توقفت بالكامل عبر ميناء إيلات الإسرائيلي” وأن “موانئ حيفا وأشدود، على الرغم من عدم وجودها في البحر الأحمر، تأثرت بشدة بالأزمة، حيث من المرجح أن تكون هجمات الحوثيين على السفن المتجهة إلى إسرائيل عاملاً رئيسيًا” في ذلك التأثير.