يمن إيكو|خاص:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن سلسلة التوريد الأمريكية تعاني من اضطرابات متصاعدة مع تزايد هجمات قوات صنعاء على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، حيث تواصل أسعار الشحن الارتفاع، مع استمرار تأخير الشحنات نتيجة تحويل مسار السفن، الأمر الذي يثير مخاوف من التضخم.
ونشرت الصحيفة الأمريكية، مساء أمس الإثنين، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، ذكر أن “الاضطرابات المتزايدة في مجال الشحن تدفع بشركات النقل إلى رفع الأسعار مع زيادة شبح الجمود والذي يمكن أن يهدد تجار التجزئة مرة أخرى بنقص المنتجات خلال موسم التسوق في العطلات”.
وأضاف التقرير أن “هذا الاضطراب قد يؤدي أيضاً إلى تفاقم التضخم، وهو مصدر للقلق الاقتصادي الذي يحرك الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.
وقالت الصحيفة إنه: “إذا أثبتت اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن الوباء أي شيء، فهو أن المشاكل في أي مكان تميل إلى الانتشار على نطاق واسع”.
ونقل التقرير عن ستيفاني لوميس، رئيسة الشحن البحري إلى القارتين الأمريكيتين في شركة (رينوس لوجيستيكس) بألمانيا، قولها إنها “تقضي أيامها في التفاوض مع شركات الشحن الدولية نيابة عن العملاء في نقل المنتجات والأجزاء حول العالم، وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، شاهدت أسعار البضائع ترتفع مع سلسلة من الاضطرابات التي عصفت بالبحار”.
وبحسب التقرير فإن “الحاوية المليئة بالمواد الكيميائية التي تصل متأخرة إلى وجهتها تؤدي إلى تأخير إنتاج المصانع التي تنتظر تلك المكونات، فيما تتسبب السفن المتكدسة بالموانئ في إحداث فوضى في تدفق البضائع، وتسد المستودعات، وتضغط على صناعتي النقل بالشاحنات والسكك الحديدية”.
وقالت لوميس: “إن وضع السوق الآن يمكن تسميته (كوفيد جونيور) [فيروس كورونا الإبن] لأننا عدنا من نواح عديدة إلى ما كنا عليه أثناء فترة الوباء.. كل شيء يحدث مرة أخرى”.
وأوضح التقرير أنه “منذ أكتوبر، ارتفعت تكلفة نقل حاوية شحن بطول 40 قدماً من الصين إلى أوروبا إلى حوالي 7000 دولار، من متوسط يبلغ حوالي 1200 دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة زينيتا، وهي شركة لتحليل البضائع ومقرها النرويج”.
وأضاف أن “أسعار شحن البضائع عبر المحيط الهادئ تضاعفت بنفس القدر، والآن يكلف نقل حاوية طولها 40 قدماً من شنغهاي إلى لوس أنجلوس ما يزيد على 6700 دولار، وما يقرب من 8000 دولار من شنغهاي إلى نيويورك، وفي شهر ديسمبر الماضي كانت هذه التكاليف قريبة من 2000 دولار”.
ونقل التقرير عن بيتر ساند كبير المحللين في شركة زينيتا قوله: “لم نشهد الذروة بعد”.
وبحسب التقرير فإن المستوردين في الولايات المتحدة والذين يعتمدون على الشحن البحري “يتحسرون بسبب عودة مصدر آخر من المعاناة التي عانوا منها خلال فترة الوباء، حيث تقوم شركات النقل في كثير من الأحيان بإلغاء الحجوزات المؤكدة، في حين تطالب برسوم مناولة خاصة ورسوم خدمة متميزة كشرط للحصول على حاويات على متن السفن”.
ونقل التقرير عن ديفيد رايش الذي تقوم شركته (إم إس آر إف) في شيكاغو بتجميع سلال الهدايا لصالح وول مارت وسلاسل عملاقة أخرى، قوله: “كل شيء عبارة عن معركة للحصول على الحاويات.. إنه أمر محبط”.
وذكر التقرير أنه “وبسبب قلقه من التهديدات المتزايدة للنقل البحري، يقوم السيد رايش بتسريع خططه لجمع البضائع لموسم العطلات، وهو يضغط على مورديه في الصين لتسريع عملية تغليف المواد الغذائية، متوقعاً حدوث تأخير في الشحن”.
وأضاف: “لدى السيد رايش عقود مع اثنتين من شركات النقل البحري لنقل أربع حاويات أسبوعياً من الصين إلى شيكاغو بأسعار تقل عن 5000 دولار. ومع ذلك، فقد أُبلغ مؤخراً أن شركات النقل تفرض رسوماً إضافية في موسم الذروة، وهي متصاعدة من شأنها أن تضيف ما يصل إلى 2400 دولار لكل حاوية، على حد قوله”.
وشكا رايش من أنه “حتى بهذه الأسعار، تقول شركات النقل في كثير من الأحيان إنها لا تملك مساحة على سفنها”، مشيراً إلى أنه “يخشى أن يضطر للجوء إلى الحجز في ما يسمى بالسوق الفورية، حيث تتقلب الأسعار، وتصل الأسعار الآن إلى 8000 دولار”.
وذكر التقرير أن “شركة (نيو بالانس) العلامة التجارية للأحذية الرياضية، تستفيد جزئياً من اعتمادها على المصانع في الولايات المتحدة، فضلاً عن عقودها مع شركات النقل التي تحدد الأسعار، ومع ذلك، في بعض الحالات، اضطرت الشركة إلى دفع أسعار السوق الفورية التي ارتفعت بشكل حاد”.
ونقل التقرير عن ديف ويلر الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة قوله إن الزيادة “على غرار سنوات الذروة للوباء، بلغت أكثر من 40 في المائة على أساس شهري”.
وقال ويلر إن “شركات الشحن ألغت بعض الرحلات البحرية المجدولة، مما أدى إلى خفض طاقتها” مضيفاً: “نحن نرى عاصفة تختمر في عام 2024 فيما يتعلق بالموثوقية ومخاطر التسعير”.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن “السبب الأكثر إلحاحاً للزيادة الأخيرة في أسعار الشحن هو استهداف الحوثيين للسفن، دعماً للفلسطينيين الذين يتعرضون لهجوم القوات الإسرائيلية”.
وأضافت: “يبدو أن هذا التهديد يتصاعد، مع قيام المتمردين الحوثيين بزيادة وتيرة هجماتهم، وتعزيز الضربات الصاروخية بمركبات بحرية غير مأهولة، وهي في الأساس قوارب محمولة بالمياه محملة بالمتفجرات ويتم التحكم فيها عن بُعد”.
وأشار التقرير إلى أنه “في الأسابيع الأخيرة، أدت مثل هذه الهجمات إلى إغراق سفينتين، بما في ذلك سفينة مملوكة لشركة يونانية تحمل الفحم”.
وبحسب التقرير فإن “شركات الشحن ركزت أساطيلها على الطرق الأكثر ربحية، تلك التي تربط الوجهات مثل شنغهاي وميناء روتردام الهولندي، الأكثر ازدحاماً في أوروبا، وقد أجبر ذلك البضائع المتجهة إلى أماكن أخرى على التوقف للتحميل وإعادة التحميل في المحاور الرئيسية المعروفة باسم موانئ الشحن”.
وأضاف: “أصبحت أكبر هذه الموانئ، بما في ذلك سنغافورة والعاصمة السريلانكية كولومبو، مكتظة الآن بالسفن القادمة، حيث يجب أن تنتظر السفن في المرساة لمدة تصل إلى أسبوع قبل أن تصل إلى الأرصفة”.
وقال إنه “نظراً للاضطرابات والتكاليف الإضافية، فإن بعض الزيادة في أسعار الشحن أمر لا مفر منه، لكن أولئك الذين يعتمدون على الصناعة يقولون إن شركات النقل تعمل على زيادة الأسعار بما يتجاوز استرداد تكاليفها الإضافية”.
ونقل التقرير عن لوميس قولها: “لقد تعلمت شركات النقل درساً قيماً للغاية أثناء الوباء، سوف يتلاعبون بالسعة وسيرفعون أسعار الشحن”.
وأشار إلى أنه “بينما يستوعب المستوردون حقيقة ارتفاع أسعار الشحن وازدحام الموانئ، فإنهم يقومون بالطلب مبكراً، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في البضائع الواردة في الموانئ الرئيسية مثل لوس أنجلوس ونيوارك وسافانا بولاية جورجيا، بما يتجاوز قدرة النقل بالشاحنات والسكك الحديدية والمستودعات”.
وذكر التقرير أنه “في ولاية تينيسي، تعمل شركة (إف9 براندس)، وهي شركة مستوردة للخزائن ومنتجات الأرضيات، على زيادة طلباتها في مواجهة فترات التسليم الأطول، حسبما قال جيسون ديلفيس، الرئيس التنفيذي للشركة، حيث تقوم الشركة بجلب الخزائن من المصانع في فيتنام وتايلاند وماليزيا إلى ميناء سافانا، ثم إلى مستودعاتها في تينيسي عبر السكك الحديدية والشاحنات، وعادة، تستغرق هذه الرحلة ستة أسابيع، لكن المدة ارتفعت إلى أكثر من 8 أسابيع بحسب ديلفيس”.
واعتبر التقرير أنه “مما يزيد من القلق حقيقة أن لا أحد يعرف إلى متى سيستمر الاضطراب الأخير، أو كيف سينتهي”.
وقال إن “الضربات الحوثية وتأثيراتها تنطوي على متغيرات جيوسياسية هائلة تجعل التنبؤ صعباً”.
ونقل التقرير عن بيتر ساند محلل زينيتا قوله: “إنه موقف معقد للغاية، ويبدو أنه لا نهاية له، لا يوجد حل واضح في الأفق”.