يمن إيكو| أخبار:
أكد تقرير حول قياس الفقر متعدد الأبعاد في اليمن، أن نسبة الفقر بين الأشخاص الذين يعيشون في أسر أصغر حجماً 64.4%، مقارنة بـ 86.4% و91.1% للأشخاص الذين يعيشون في أسر مكونة من خمسة إلى تسعة أفراد أو أكثر.
وبينت نتائج التقرير المسحي- الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على موقعه الإلكتروني، ورصده “يمن إيكو”- أن الأسر التي لديها أفراد من ذوي الإعاقة لديها مستويات أعلى من الفقر متعدد الأبعاد، مقارنة بالأسر التي ليس لديها أفراد من ذوي الإعاقة (86.4% مقابل 81.2%).
وأشار التقرير- الذي يأتي في ظل استمرار إيقاف الأمم المتحدة لبرامج المساعدات في مناطق حكومة صنعاء- إلى أن نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد في اليمن بلغت 82.7%. أي أن أكثر من ثمانية من كل عشرة أشخاص في البلاد (في المناطق التي تم جمع الدراسات الاستقصائية فيها) كانوا يعيشون في فقر متعدد الأبعاد.
وأوضح أن شدة الفقر، أو متوسط عدد حالات الحرمان التي يواجهها الفقراء متعددو الأبعاد، 46.7%. فيما يُعد الحرمان من سنوات التعليم والصرف الصحي من أعلى مستويات الحرمان، حيث يعاني أكثر من 70% من السكان من الحرمان في كلا المؤشرين. لافتاً إلى أن الفقراء متعددي الأبعاد يواجهون في المتوسط 38.6% من جميع أشكال الحرمان المحتملة في اليمن، إذا كان جميع الأفراد فقراء متعددي الأبعاد ومحرومين في جميع المؤشرات، غير أن أكبر المساهمين في الفقر على مستوى الوطن هي مؤشرات سنوات الدراسة (17.1%)، يليها وقود الطهي (9.1%) والصرف الصحي (8.1%).
وأرجع التقرير هذه المؤشرات، إلى الصراع الذي شهدته اليمن منذ العام 2015م، مؤكداً أن الصراع الدائر أدى إلى مزيد من الانخفاض في وتيرة التنمية وتفاقم الفقر والجوع. مشيراً إلى أن التنمية في اليمن قبل بدء الصراع كانت بحالة متردية. حيث احتلت اليمن المرتبة 153 على مؤشر التنمية البشرية، والمرتبة 138 في مؤشر الفقر المدقع، والمرتبة 147 في مؤشر متوسط العمر، والمرتبة 172 في مؤشر التحصيل العلمي، وأتت اليمن ضمن فئة الدخل المتوسط المنخفض في تصنيفات البنك الدولي.
وأشار التقرير إلى أن اليمن لم تحقق أياً من الأهداف الإنمائية للألفية ومن المرجح أنها لن تحقق أياً من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 بسبب التأثير العكسي للأزمة المستمرة، موضحاً أن الفقر يميل إلى الارتفاع في المناطق الريفية (89.4%) عنه في المناطق الحضرية (68.9%)، سجلت الضالع والبيضاء أعلى معدلات الفقر متعدد الأبعاد. كما تشير التقديرات إلى أن 40% من الفقراء متعددي الأبعاد يعيشون في محافظة تعز.
وأوصى تقرير قياس الفقر متعدد الأبعاد في اليمن بوضـع اسـتراتيجية للحـد مـن الفقـر بحيث تعالج قضايـا عدم القدرة على الوصـول الى الخدمـات الأساسية، تركز على تحسين الوصول إلى التعليم الجيد والصحة، وزيادة الفرص الاقتصادية.
يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن، في 5 ديسمبر 2023، إيقاف المساعدات الغذائية عن مناطق سلطات حكومة صنعاء، مشيراً إلى أن القرار جاء بالتشاور مع المانحين، وهو ما أكد صحة المعلومات التي كان قد نشرها موقع “يمن إيكو” في وقت سابق من الشهر نفسه حول وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وراء قرار إيقاف مساعدات البرنامج لتحقيق أهداف سياسية.
وقال البرنامج الأممي في بيان رصده موقع “يمن إيكو”- حينها- إنه “سيتم إيقاف برنامج المساعدات الغذائية العامة في المناطق اليمنية الخاضعة لسلطات صنعاء، بسبب محدودية التمويل وعدم التوصل إلى الاتفاق مع السلطات، من أجل تنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة للأسر الأشد ضعفاً واحتياجاً”.
وتأكيداً لصحة ما نشره موقع “يمن إيكو” في وقت سابق لبيان البرنامج حول وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وراء قرار وقف مساعدات برنامج الأغذية العالمي عن مناطق سيطرة حكومة صنعاء وأن القرار لا علاقة له بالتمويل، أصدرت حكومة صنعاء في 10 ديسمبر 2023، بياناً قالت فيه أن قرار البرنامج جاء تنفيذاً للتهديدات الأمريكية لصنعاء بسبب مناصرتها لغزة.
وقال المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية والتعاون الدولي التابع لحكومة صنعاء في بيان رصده “يمن إيكو” إن: “قرار برنامج الأغذية العالمي بإيقاف المساعدات الإنسانية في المحافظات الحرة قرار سياسي وعقاب للشعب اليمني المناصر للقضية الفلسطينية التي يتعرض شعبها لإبادة جماعية من قبل إسرائيل” بحسب البيان.
وأضاف أن: “قرار إيقاف المساعدات يأتي تنفيذاً للتهديدات الأمريكية السابقة بقطع المساعدات الإنسانية في حال استمر الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني”، مشير إلى أن “حجم التمويلات الواصلة هذا العام تزيد عما وصل للبرنامج من تمويلات في العام الماضي وفق الموقع الرسمي للبرنامج”.