يمن إيكو|خاص:
في الـ 17 من يناير الجاري أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تصنيف حركة “أنصار الله” (الحوثيين) كجماعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص، وقالت إن التصنيف سيدخل التنفيذ بعد 30 يوما من الإعلان عنه، أي بعد منتصف فبراير القادم، فما الذي سيحدث وقتها؟
في تدوينة رصدها موقع “يمن إيكو” على منصة إكس قال نائب وزير الخارجية بحكومة صنعاء حسين العزي، اليوم الأحد، إن: “دخول التصنيف حيز التنفيذ سيؤدي لإطالة أمد الحرب مع أمريكا ما يعني عدم توقف الحرب بمجرد وقف العدوان الإسرائيلي”.
وأضاف: “لكنها في كل الأحوال لن تكون حربا عابرة للأجيال كحربنا مثلا مع العثمانيين التي استمرت 300 سنة متصلة لأنه لم يتبقى من عمر أمريكا إلا القليل وبالتالي لن تتجاوز 15عاما كحد أقصى” بحسب تعبيره.
لكن عمليا، فإن القرار الأمريكي لن تكون له أي آثار تذكر على الواقع، لأن هذا النوع من التصنيف (الإرهاب العالمي المحدد بصورة خاصة) لا يتضمن فرض عقوبات اقتصادية ولا يحظر المنظمات والدول من التعامل مع الحوثيين، وهو ما يعني أن القرار لن يؤثر على موانئ الحديدة.
وقد أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ذلك في بيان القرار الذي رصده موقع يمن إيكو، حيث قال: “إننا نبعث برسالة واضحة مفادها أن الشحنات التجارية إلى الموانئ اليمنية التي يعتمد عليها الشعب اليمني في الغذاء والدواء والوقود يجب أن تستمر وألا تشملها عقوباتنا، هذا بالإضافة إلى الاستثناءات التي ندرجها في جميع برامج العقوبات فيما يتعلق بالغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية”.
وأضاف: “نحن نعمل على طرح منح وتراخيص غير مسبوقة للمساعدة في منع الآثار السلبية على الشعب اليمني، فلا ينبغي لشعب اليمن أن يدفع ثمن أفعال الحوثيين” حسب تعبيره.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عقب صدور القرار الأمريكي إن “التصنيف لا قيمة على أرض الواقع” وإن “الولايات المتحدة تستخدمه لأغراض سياسية”.
وتؤكد حكومة صنعاء باستمرار أنها ستوقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر والبحر العربي “بمجرد وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني”.
ويرى مراقبون أن عدم استخدام الولايات المتحدة تصنيف “المنظمات الإرهابية الأجنبية” ضد الحوثيين (وهو التصنيف الذي ينطوي على عقوبات) جاء بسبب المخاوف من أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى رد فعل قوي من جانب الحوثيين في البحر الأحمر، خصوصا وأن إدارة بايدن قد ألغت سابقا قرارا كانت إدارة ترامب قد اتخذته في آخر أسابيعها بإدراج الحوثيين في هذا التصنيف، وذلك بسبب الانتقادات التي حذرت من أن هذا القرار سيؤثر على وصول المساعدات والبضائع إلى اليمن الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة.