يمن ايكو
أخباردولي

ما هو حجم الدعم الدولي للعملية الأمريكية في البحر الأحمر؟

يمن إيكو|خاص:

لم تحظ قوة المهام المشتركة التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع عن تشكيلها في البحر الأحمر بالكثير من الدعم الدولي، فإلى جانب الغياب الكامل للدول المطلة على البحر الأحمر، لم يظهر أعضاء القوة نفسها تفاعلا كبيرا بالمقارنة مع حجم الأهمية التي منحتها الولايات المتحدة لهذه القوة على المستوى الإعلامي، بل إن بعض الدول الأعضاء أظهرت تحفظات على بعض الأمور، لتظهر العملية المشتركة أقل قوة بكثير من المستوى الذي تم تقديمها به.

وتضم قوة المهام المشتركة التي أعلن عنها وزير الدفاع الأمريكي يوم الثلاثاء من تل أبيب تحت اسم “حارس الازدهار” كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة “رويترز” ورصده موقع يمن إيكو قالت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان إن سفنها تعمل بالفعل في البحر الأحمر والمنطقة المحيطة به، مضيفة أن “هذه السفن ستبقى تحت القيادة الفرنسية” بدون أي إشارة إلى نية إرسال قوات بحرية إضافية، وهو ما يعني أن الأمر لم يتغير كثيرا بالنسبة لعمل القوات الفرنسية في البحر الأحمر قبل تشكيل القوة المشتركة وبعدها!

وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالية إنها ستقوم بإرسال الفرقاطة “فيرجينيو فاسان” إلى البحر الأحمر “استجابة لطلبات محددة قدمها أصحاب سفن إيطاليون، ولحماية مصالح إيطاليا”.

لكنها أضافت أن هذا الإجراء يأتي في إطار عملياتنا الحالية وليس جزءا من عملية حارس الازدهار، بحسب وكالة رويترز، وهو ما يشير إلى تحفظ إيطالي على طبيعة المشاركة في العملية الأمريكية.

أما اسبانيا فقد كان تفاعلها أقل بكثير، حيث قالت وزارة الدفاع الإسبانية، إنها لن تشارك إلا مهما يقودها حلف شمال الأطلسي أو عمليات ينسقها الاتحاد الأوروبي، وأضافت: “لن نشارك من جانب واحد في عملية البحر الأحمر” بحسب وكالة رويترز أيضا، وهو ما يثير شكوكا في أن الولايات المتحدة ربما لم تنسق مع إسبانيا بشكل كاف قبل الإعلان عن ضمها لعملية “حارس الإزدهار”.

أما هولندا والنرويج والبحرين، فقد اكتفت بإعلان مشاركة بشرية محدودة جدا، فبحسب رويترز قالت هولندا إنها سترسل ضابطين فقط، فيما قالت النرويج إنها سترسل عشرة ضباط إلى مقر قيادة القوات البحرية المشتركة في البحرين.

وأعلنت بريطانيا أنها المدمرة “إتش إم إس دايموند” ستنضم إلى عملية حارس الازدهار، وهذه المدمرة متواجدة أصلا في المنطقة من قبل إعلان العملية الأمريكية.

ووفقا لهذه المواقف فإن عملية حارس الإزدهار لا ترقى بالفعل إلى مستوى تحرك دولي مشترك وموحد، وباستثناء الولايات المتحدة التي أبدت حماسا كبيرا فإن الدور المعلن لبقية الدول المشاركة لا يختلف كثيرا ما كانت تقوم به قبل إعلان العملية، خصوصا وأن جميع هذه الدول هي أعضاء في القوات البحرية المشتركة التي تم تشكيلها سابقا ومقرها في البحرين، وأيضا في قوة المهام 153 التي شكلتها الولايات المتحدة في وقت سابق.

وقد وصفت وكالة رويترز مواقف الدول المشاركة في “حارس الازدهار” بأنه “دعم محدود”، في إشارة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة لا يشاركونها نفس الاندفاع.

هذا أيضا ما يوضحه غياب الدول العربية (باستثناء البحرين) وغياب كافة الدول المطلة على البحر الأحمر عن العملية المشتركة، وهو غياب جعل العملية بأكملها تبدو وكأنها منفصلة عن رغبات ومصالح دول المنطقة التي تعتبر المعني الأول بتحرك كهذا.

وقد أشار وزير الخارجية المصري اليوم إلى هذه النقطة حيث قال إن “الدول المطلة على البحر الأحمر هي المسؤولة عن حمايته” مشيرا إلى أن مصر مشاركة في أطر أخرى لتوفير الحماية للملاحة الدولية، وهو ما أكد معلومات كان مصدر دبلوماسي قد كشفها لـ”يمن إيكو” هذا الأسبوع أفادت بأن مصر ترى في العملية الأمريكية تهديدا لمصالحها وأمنها ولقناة السويس، وأنها تصب في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب فقط.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً