تقرير خاص-يمن ايكو
تدعم بكين إدراج اليمن في مبادرة الحزام والطريق، وذكرت أنها “مستعدة” للمشاركة في إعادة البناء الاقتصادي لليمن.
وكثفت الصين جهودها الإنسانية في اليمن بالتوازي مع الاستثمارات الكبيرة في الاقتصاد اليمني الذي مزقته حرب التحالف بقيادة السعودية والامارات منذ مارس 2021. وقال محمد باهارون، المدير العام لمعهد أبحاث السياسات في دبي، لموقع المونيتور الأمريكي” إن الصين تستكشف استثمارات في “مصافي التكرير ومشاريع تحلية المياه في اليمن”.
ويعتقد باهارون أن “هذه الاستثمارات لديها فرصة جيدة للنجاح، حيث أن الشركات الصينية كانت تحظى بالاحترام في اليمن بسبب “سرعة التسليم والأسعار التنافسية”.
وتحرص الصين على “توثيق علاقاتها دبلوماسيا مع مختلف الأطراف في اليمن، وتستفيد الصين من هذه العلاقات لتضع نفسها كمستثمر في الاقتصاد اليمني، وصار اليمن مدرجا بشكل رسمي في المصالح الاقتصادية للصين”.
وفي حين تدعم بكين رسميا حكومة “هادي”، فإن ارتباط بكين بالسلطة والحكومة في صنعاء، يبدو وثيقًا انطلاقا من رغبتها في توسيع وجودها الاقتصادي في اليمن. في الوقت الذي تسعى فيه إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط وتأكيد نفسها كقوة عظمى في منطقة البحر الأحمر”.
وتملك الصين “طموحات اقتصادية واسعة عبر “طريق الحرير” الذي يمثل بحر العرب واحدة من النقاط المهمة لهذا الطريق، ويمثل أرخبيل سقطرى نقطة الالتقاء بين المحيط الهندي والبحر العربي، وتريد الصين أن تصبح الجزيرة مكاناً لإدارة عمليات التجارة البحرية في المنطقة”.
وطريق الحرير، هي مبادرة صينية حديثة أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013. وتقوم على إحياء طريق الحرير التجاري الذي تكوّن قبل حوالي ألفي عام، وتم اكتشافه في القرن التاسع عشر، ويربط الصين بدول العالم. وتتمحور المبادرة الجديدة حول توسيع التجارة العالمية من خلال إنشاء شبكات من الطرق والموانئ والمرافق الأخرى تربط الصين ببلدان عديدة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، بغية تسريع وصول المنتجات الصينية إلى الأسواق العالمية، كما تشتمل المبادرة على حزمة من التمويلات الصينية لمشاريع البنية التحتية في أرجاء العالم باسم “مبادرة الحزام والطريق”.
وتشكل اليمن أهمية جيوسياسية استراتيجية استناداً إلى موقعها المتميز. فاليمن تقع في الركن الغربي للجزيرة العربية، وتشرف سواحلها الممتدة من بحر العرب وحتى البحر الأحمر على أحد أهم مسارات الملاحة الدولية، حيث أن اليمن يُعتبر أحد أبرز وأهم المحطات التي ضمن مشروع الصين “الحزام والطريق” أو كما يعرف “طريق الحرير الجديد”.
ويشمل طريق الحرير الصيني – الدولي غالبية دول العالم في مختلف القارات، ولذلك تزداد اهمية اليمن تبعاً لانضمامها إلى هذه المبادرة الصينية – الأممية. حسب ما قال الباحث عبد الحميد الكبي، عضو (شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية) في الجزائر، والذي أشار إلى أن ميناء عدن يمثل أبرز النقاط الاستراتيجية لليمن على طريق الحرير البحري، فهو يقع في منتصف طريق الحرير من شرق آسيا إلى غرب أفريقيا، إضافة إلى مينائي الحديدة والمخا على البحر الأحمر، وقبل ذلك مضيق باب المندب.
ويؤكد الباحث الاقتصادي عبدالواحد العوبلي، أن “اليمن إحدى المحطات المهمة جداً في مشروع طريق الحرير الجديد، الذي يعزز مواقع ونفوذ الشركات المتمركزة في الصين بشكل أساسي، ونفوذها السياسي، إذ سيتيح لها استثمار المزيد من احتياطاتها الضخمة من العملة، وخلق فرص عمل إضافية، وتحقيق دخل يرفع من الناتج القومي لها، لافتاً إلى أن ذلك سيصب في مصلحة اليمن التي وقعت على مذكرة تفاهم مع الصين للانضمام إلى طريق الحرير”.
وتعمل الصين على تأمين طريقين في مشروعها البري، والبحري، والذي تقع اليمن على مساره، بحسب الباحث مصطفى الجبزي. وتوقع “انتظار الصين حتى تضع حرب التحالف في اليمن أوزارها؛ لتستفيد من إعادة الإعمار، وتستأنف مشاريعها الاقتصادية الواعدة في البلاد، ومنها الموانئ، إذا ما أرادت اليمن الإفلات من قبضة أطماع السعودية والإمارات على وجه التحديد، التي تفرض سيطرة على الموانئ في المنطقة.