يمن إيكو|ترجمة:
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن قوات صنعاء تشكل تحدياً مختلفاً وأكثر تعقيداً بالنسبة لإسرائيل من بقية أعدائها، وإن الضربات الجوية الإسرائيلية على اليمن لن تحقق ردعاً يوقف الهجمات الصاروخية المتكررة التي تذكر الإسرائيليين باستمرار بأن المعركة لم تنته.
ونشرت الصحيفة، أمس الإثنين، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أنه “في الأسابيع الأخيرة، استيقظ ملايين الإسرائيليين في الليل وأجبروا على البقاء في ملاجئ بسبب الصواريخ القادمة، ليس من غزة أو لبنان أو إيران، ولكن من المسلحين الحوثيين في اليمن”.
وأضافت أن “الحوثيين أصبحوا تذكيراً مؤلماً للإسرائيليين بأن الحرب لم تنتهِ بعد، وقد أفلتت صواريخهم الباليستية من الدفاعات الجوية، مما أدى إلى إصابة 16 شخصاً في منطقة تل أبيب”.
ونقلت الصحيفة عن عاموس يدلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، قوله: “لقد استغرق الأمر وقتاً للنظام الإسرائيلي ولكن الآن أصبح مفهوماً جيداً.. يجب نقل الحوثيين إلى أعلى قائمة الأولويات”.
وتعليقاً على تصريحات رئيس الوزارء بنيامين نتنياهو بشأن الثمن الذي سيدفعه الحوثيون، قالت الصحيفة البريطانية إن “محللين ومسؤولين سابقين يحذرون من أن الحوثيين الذين يقعون على بعد 2000 كيلومتر يمثلون تحدياً مختلفاً إلى حد كبير وأكثر تعقيداً من الخصوم الأقرب إلى البلاد”.
وأضافت: “لقد أدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل الشحن وأغلقت فعلياً ميناء إيلات الإسرائيلي، ولم تتمكن قوة عمل بحرية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا حتى الآن من وقف إطلاق النار، على الرغم من قصف منصات أسلحة الحوثيين ومراكز قيادتها”.
ونقلت عن إيلي كارمون الباحث البارز في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان قوله: “لم يكن التحالف الدولي قادراً على ردع الحوثيين”.
كما نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن “الحوثيين على عكس حزب الله أو حماس أو سوريا أو إيران، لم يكونوا أولوية للجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، وكانت المعلومات الاستخباراتية عنهم قريبة من الصفر قبل 7 أكتوبر”، مضيفاً أن “تصحيح هذا الأمر سيستغرق وقتاً”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “منذ الصيف الماضي، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية اليمن مباشرة في خمس مناسبات.. وتطلبت كل عملية من هذا القبيل عشرات الطائرات المقاتلة وأجهزة التزود بالوقود في الجو، وهي عمليات أكثر تعقيداً بكثير من الطلعات الجوية القصيرة المطلوبة في غزة أو لبنان أو سوريا المجاورة”.
وأضافت أن “المحللين يقولون إن هذا الغارات لم تردع الحوثيين أو توجه ضربات عسكرية كبيرة”.
ونقلت الصحيفة عن فارع المسلمي، الباحث في مركز تشاتام هاوس للأبحاث، قوله: “بغض النظر عن مدى قوة الجيش، ومهما كان متطوراً، لا يمكنك قصف ما بداخل الجبال”، مضيفاً أن “محاولات قصف المقاتلين المحليين على مدى قرن من الزمان قد فشلت”.
وقال: “لقد جربها العثمانيون، والمصريون جربوها، وجربها السعوديون، وجربها الإماراتيون.. القوة لا تحدث فرقاً.. لا يمكنك إجبارهم “.