يمن إيكو|تقرير:
قال رئيس الصومال حسن شيخ محمود: إن تركيا تبني منشأة لإطلاق الصواريخ من الصومال، بعيدة المدى، وذلك بعد أقل من أسبوعين من رعاية أنقرة اتفاقاً صومالياً إثيوبياً يمنح الأخيرة منفذاً إلى الساحل الجنوبي لخليج عدن، الأمر يخدم إسرائيل وأمريكا أهم حلفاء أديس أبابا في المنطقة.
ووفقاً لما نشرته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، فإن تصريحات الرئيس الصومالي جاءت في مناسبة أقيمت في مقديشو، موضحاً أن المشروع سيساعد في خلق فرص العمل والإيرادات للبلاد، مؤكداً أهمية استضافة منصة إطلاق للأقمار الصناعية التركية على الأراضي الصومالية.
ووافقت الحكومة الصومالية على استثمار تركي بقيمة 6 مليارات دولار في الصومال، منطلقة في ذلك من العلاقة القوية مع مقديشو والتي تعمقت بعد زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان في عام 2011م، وإنشائه أكبر قاعدة تدريب عسكرية خارجية لها في الصومال التي تقع في أقصى شرق أفريقيا، وموقعها الاستراتيجي يسمح بإطلاق الصواريخ بشكل آمن نحو المحيط الهندي.
ويرى مراقبون أن الخطوة التركية لا تتوقف عند تحقيق طموحات أنقرة في تعزيز قدرة تركيا على إطلاق الصواريخ، واستكشاف الفضاء، بل ستتجاوز ذلك إلى دعم التحالف الأمريكي الإسرائيلي الذي ينشط في المنطقة، تمهيداً للمواجهة العسكرية مع قوات صنعاء (الحوثيين) التي فرضت حظراً بحرياً على الملاحة الإسرائيلية إسناداً لقطاع غزة.
وفي الـ14 من ديسمبر الجاري، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان- خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي في أنقرة- أن الصومال وإثيوبيا توصلتا إلى اتفاق “تاريخي” ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي، وينص على منح إثيوبيا وصولاً إلى البحر “موثوقاً به وآمناً ومستداماً تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية”.
وتتزامن هذه الخطوات مع تحركات مماثلة من الجانب الأمريكي في محاولة توحيد شتات شركاء مجلس القيادة اليمني وحكومته في سياق حشدها لتوحيد المعركة ضد قوات حكومة صنعاء، وهو ما كشفه عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح المدعوم إماراتياً، خلال لقاء مرئي مع القيادات العسكرية في محوري البرح والحديدة على ساحل البحر الأحمر داعياً لما أسماه “وحدة المعركة استعداداً لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الحوثيين على غرار ما شهدته العاصمة السورية دمشق، حسب ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.
وفي يوم أعلنت تركيا عن الاتفاق الصومالي الأثيوبي، توجه وفد عسكري وأمني كبير من الحكومة اليمنية إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لحضور ورشة عمل تنظمها منظمة نداء جنيف السويسرية حول القانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك، في زيارة يشير تزامنها إلى ما تشهده أثيوبيا والصومال من تحركات غربية ووجود عسكري إسرائيلي أمريكي تركي على أراضيهما تمهيداً لهجوم مرتقب ضد قوات صنعاء على خلفية حظرها للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، إسناداً لقطاع غزة.
وتكمن أهمية أرض الصومال في امتلاكها شريطاً ساحلياً يتجاوز 740 كيلومتراً على طول خليج عدن، وهو ما يفسر التطلعات التركية والإسرائيلية والأمريكية لجعلها تابعة لنفوذ ذلك التحالف العسكري والاقتصادي، من وجود قواعد عسكرية بجنوب خليج عدن، وعلى مقربة من الجغرافيا التي تقع في نطاق سلطات حكومة صنعاء.
ووفقاً لما نشره موقع التحليل الأمريكي “ذا كونفرسشن”، فإن تركيا وفي سياق ردها على التهديد الحوثي والتهديدات الأمنية الأخرى في المنطقة، عززت مشاركتها في الصومال، وأعلنت أنقرة عن اتفاقية دفاع جديدة مع مقديشو في فبراير 2024، فيما تأتي رعايتها للاتفاق الأخير بين الصومال وأثيوبيا في سياق التأسيس لقواعدها العسكرية في الركن الجنوبي الشرقي للقارة الأفريقية، ومنها إثيوبيا والصومال وجيبوتي وغيرها، إلى جانب القواعد الإسرائيلية والأمريكية وغيرها.
اقرأ أيضاً: وفد عسكري وأمني من الحكومة اليمنية يزور إثيوبيا لهذا السبب