يمن إيكو|تقرير:
تعرضت رواية الجيش الإسرائيلي بشأن اعتراض هجمات قوات صنعاء لضربة كبيرة، اليوم الخميس، بعد أن تم توثيق نجاح الهجوم اليمني الأخير على “تل أبيب” بصاروخين فرط صوتيين، تسبب أحدهما بدمار كبير لم يكن من الممكن تجاهله.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في البداية إنه تم اعتراض صاروخ بالستي أطلق من اليمن قبل عبوره إلى الأراضي الإسرائيلية، بواسطة منظومة “السهم”، وأنه تم تفعيل صافرات الإنذار في العديد من مناطق وسط إسرائيل خشية سقوط شظايا الاعتراض، وفقاً لما نقلت وسائل الإعلام العبرية.
وقد اصطدمت هذه الرواية سريعاً بمقاطع الفيديو التي نشرها إسرائيليون ووسائل إعلام عبرية، والتي وثقت عبور الصاروخين بسرعة كبيرة ملحوظة من زوايا متفرقة في سماء تل أبيب، فيما أظهر مقطع فيديو انفجار أحدهما في الأرض.
لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، وبحسب تقرير نشرته القناة العبرية الثانية عشرة ورصده موقع “يمن إيكو” فإنه “بعد وقت قصير من تفعيل الإنذارات، تم تلقي تقرير عن أضرار لحقت بمدرسة في حي رامات إيفال، بمنطقة رامات غان، وكذلك العديد من المركبات القريبة، وفور وصول القوات، تم تأكيد انهيار المبنى الرئيسي للمدرسة، وأكدت البلدية أنه نتيجة للضرر لن يكون من الممكن استخدام المدرسة حتى إشعار آخر”.
ونقل التقرير عن وزير التعليم يوآف كيش، الذي وصل إلى موقع الهجوم، قوله: “إن رأساً حربياً صاروخياً أصاب المدرسة”.
ووقتها لم يجد الجيش الإسرائيلي بُدَّاً من تجاوز إعلانه السابق عن اعتراض الصاروخ قبل وصوله إلى إسرائيلي تماماً، والحديث عن “إجراء تحقيق في ملابسات الانفجار”.
ولم يفلح هذا التصريح الاضطراري كما يبدو في طمأنة الإسرائيليين الذين كان الواقع قد بدا جلياً أمامهم، حيث نقلت القناة العبرية الثانية عشرة عن رئيسة بلدية رامات غان، كرمل التي تدرس ابنتها في المدرسة قولها: “بصفتي رئيساً للبلدية ووالدة لفتاة في المدرسة، لا أريد أن أصف وضعاً كان من الممكن أن يطلق فيه هذا الصاروخ أثناء الدراسة”.
ومع مرور الوقت بدأت رواية الجيش الإسرائيلي تتبخر بشكل أكبر، حيث نقل موقع “واي نت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن عقيد في الجبهة الداخلية، قوله: “هذه حادثة على ما يبدو لسقوط صاروخ، نحن في المراحل النهائية من التحقيق، ولم يكتمل التحقيق بعد”.
وأضاف: “هذا حدث دمار جسيم وغير عادي واجهناه في أحداث سابقة أيضاً”، مشيراً إلى أنه “يجب هدم هذه المدرسة الآن”.
وعقب ذلك نشرت العديد من وسائل الإعلام العبرية مقطع فيديو مأخوذاً من كاميرا مراقبة يوثق لحظة وصول الصاروخ إلى المنطقة، وتسببه باندلاع حريق وتصاعد دخان كثيف، وتطاير شظايا كثيرة أصابت العديد من السيارات في المنطقة المجاورة، الأمر الذي مثل ضربة جديدة لرواية الجيش الإسرائيلي.
وفي ظل كل هذه الأدلة، خرج ناطق الجيش الإسرائيلي الذي أعلن سابقاً اعتراض الصاروخ قبل بلوغه إسرائيل، بتصريح جديد قال فيه: “تبين أن الرأس الحربي للصاروخ هو الجزء الذي انفجر وتسبب في أضرار، وتحقق قوات الأمن في تأثير شظايا الاعتراض في مناطق أخرى”، معتبراً أن ما حدث هو “اعتراض جزئي للصاروخ الذي أطلق هذا الصباح من اليمن”، وفقاً لما نقل موقع “واي نت” العبري.
والحقيقة أن مصطلح “الاعتراض الجزئي” قد تكرر أكثر من مرة في بيانات الجيش الإسرائيلي بشأن التصدي لصواريخ (فلسطين2) التي تطلقها قوات صنعاء منذ أن دخلت الخدمة، وهو ما يعني أن هذه الصواريخ تمتلك قدرة واضحة على مناورة الدفاعات الإسرائيلية.