يمن إيكو|تقرير:
ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الـ48 الماضية إلى 16 قتيلاً بين ضابط وفرد بينهم 13 جندياً لقوا مصرعهم في جنوب لبنان، وإصابة العشرات، فيما حذر مسؤول إسرائيلي رفيع سابق، من أن إسرائيل على بعد خطوة واحدة مما أسماه “هزيمة استراتيجية”ـ حسب ما أكدته تقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية، ورصدها وترجمها موقع “يمن إيكو”.
واليوم السبت، أفادت مصادر في الجيش الإسرائيل بأن 3 جنود إسرائيليين قتلوا على الأقل فيما أصيب 11 في معارك جنوبي لبنان، مؤكدةً ارتفاع عدد قتلاه منذ بداية الحرب إلى 890 قتيلاً بين قائد لواء وكتيبة وضابط وفرد، بينما بلغ عدد الجرحى 5150 عسكرياً 764 منهم إصاباتهم خطرة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن 291 عسكرياً لا يزالون يتلقون العلاج بعد إصابتهم في معارك غزة ولبنان جروح 42 منهم خطرة، مؤكداً أن 1152 عسكرياً أصيبوا بنيران صديقة وحوادث عملياتية منذ بداية الحرب.
وأمس الجمعة، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 5 من ضباطه وإصابة 6 جنود آخرين بجروح خطرة خلال اشتباكات عنيفة في جنوب لبنان، وذلك بعد ساعات على إعلانه مقتل ثمانية آخرين، بينهم خمسة في جنوب لبنان، وثلاثة في شمال غزة، ما يرفع حصيلة القتلى في شمال غزة وجنوب لبنان إلى 16 قتيلاً وعشرات الجرحى في أقل من 48 ساعة.
وقال الناطق بلسان الجيش، إن خمسة جنود احتياط من اللواء 8 مدرع، الذي يعمل تحت قيادة فريق قتالي من اللواء 3 “ألكسندروني”، قتلوا ليلة الخميس في إطلاق نار من مبنى في القطاع الأوسط من جنوب لبنان.
وأوضح البيان أن الخمسة هم الرائد احتياط دان موري، 43 عاماً، والنقيب ألون سفري، 28 عاماً، وجنود الاحتياط الرائد احتياط عمري لوتان، 47 عاماً، والرقيب أول احتياط غاي عيدان، 51 عاماً، من كيبوتس شومرات، والرقيب احتياط توم سيغال، 28 عاماً.
وأكد الجيش إصابة 19 جندياً آخر في الحادث، اثنان منهم في حالة خطيرة، وصباح الجمعة، أصيب جندي احتياطي من الكتيبة 221 من لواء كرملي بجروح خطيرة في المعارك جنوب لبنان.
في وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال مقتل 5 من جنوده في معارك بجنوب لبنان، مؤكداً أن الجنود يحملون رتباً بين رقيب أول إلى جندي، وجميعهم من اللواء الثاني في الكتيبة 222، وهم مردخاي حاييم أمويال وشموئيل هراري وشلومو أفيعاد نيمان وشوفائيل بن ناتان، إضافة إلى رقيب أول يدعى غيا بن هروش، وهو قائد سرية في وحدة عوكيتس، خلال معارك جنوب لبنان.
وأشار الناطق باسم جيش الاحتلال، إلى أنه إضافة للقتلى، أصيب 7 آخرون بجروح خطيرة، خلال المعارك في جنوب لبنان.
من جانبه، أعلن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، أن بين القتلى أفيعاد نيمان، منسق في حزب “العظمة اليهودية”، وهو شقيق الرئيس التنفيذي للحزب، فيما قالت القناة السابعة العبرية إن الجندي القتيل، شوبال بن ناتان، هو نجل الحاخام دودو بن ناتان، رئيس مدرسة هآرتس الدينية في الضفة الغربية، ووالدته إحدى المسؤولات عن الاستيطان، في المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة الغربية.
في سياق متصل، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن بيانات الجيش الإسرائيلي أظهرت أن 5 آلاف و87 جندياً أصيبوا في الحرب منذ 7 أكتوبر 2023، من بينهم 758 في حالة خطرة، مؤكدة أن معطيات شعبة التأهيل في وزارة الدفاع، تؤكد تجاوز العدد الإجمالي للمصابين من قوات الأمن، بما في ذلك ضباط الشرطة ومقاتلو الشاباك وجنود الاحتياط، 10 آلاف مصاب من قوات الأمن، مع توقع ارتفاع العدد إلى 14 ألف مصاب بحلول نهاية العام.
واعتبر وزير إسرائيلي سابق أن حكومة الحرب الإسرائيلية فشلت في تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها خلال حربها على قطاع غزة، وأبرزها “القضاء على حركة حماس”، محذراً من أن إسرائيل على بعد خطوة واحدة من هزيمة استراتيجية.
والأربعاء الفائت، أعلنت كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها هاجموا مقر قيادة العملية العسكرية الإسرائيلية شمال قطاع غزة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. وأضافت الكتائب أن الهجوم الذي تم قرب نادي معسكر جباليا نُفذ باستخدام قذيفة “تي بي جي” مضادة للتحصينات.
وأكدت أن مقاتليها اشتبكوا بعد ذلك، داخل المقر مع قوة إسرائيلية، مستخدمين الرشاشات المتوسطة والخفيفة، وأعلنت القسام أنها أوقعت أفراد القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح.
وقبلها بأيام قليلة، وتحديداً يوم 20 أكتوبر الجاري، ووسط الحصار الإسرائيلي الثالث لجباليا شمالي غزة، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل قائد اللواء 401 العقيد إحسان دقسة، إثر استهدافه بعبوة ناسفة أثناء وجوده بجوار دبابة في منطقة العمليات، كما أصيب معه قائد كتيبة وضابطان آخران.
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن دقسة هو أعلى رتبة عسكرية إسرائيلية يجري استهدافها منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة، وهو قائد واحد من أهم ألوية النخبة في الجيش، والذي كان له الدور الأبرز في الكثير من العمليات الهجومية الواسعة في مناطق الشفاء، والزيتون، وبيت حانون، وجباليا، ورفح.
وحسب معطيات وزارة الدفاع الإسرائيلية التي نشرتها مؤخراً، فإن 890 عنصراً أمنياً– في الجيش والشرطة والشاباك ومركزي الأمن و”الفرق المتاهبة” المسلحة في المدن والبلدات والمستوطنات– قتلوا في الحروب التي تشنها إسرائيل بالتزامن على قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأوضحت المعطيات- التي نشرت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب بحسب التقويم العبري، التي صادفت الخميس الفائت- أن الغالبية العظمى من قتلى الجيش جنوداً وضباطاً بلغ عددهم 808 قتلى، بينهم 240 جندياً وضابطاً في قوات الاحتياط، و217 ضابطاً في الخدمة العسكرية الدائمة و43 عنصراً في “الفرق المتأهبة”.
وقُتل 52 جندياً من سكان القدس، و28 من سكان تل أبيب، و26 من سكان بئر السبع، و24 من سكان موديعين، و21 من سكان حيفا، و17 من سكان رمات غان، و16 من سكان بيتاح تيكفا، وكان عدد الجنود القتلى من سكان كل من رحوفوت ورعنانا وأشكلون 14، و13 من سكان كفار عزّا في “غلاف غزة”. حسب معطيات الدفاع الإسرائيلية.
وقُتل أكبر عدد من الجنود الإسرائيليين خلال هجوم “طوفان الأقصى” وبلغ عددهم 358 جندياً، كما قُتل 6 ضباط برتبة عقيد، بينهم 3 قُتلوا خلال “طوفان الأقصى” وآخر في اليوم التالي، كما أن من بين الجنود القتلى، 374 جندياً في الخدمة العسكرية الإلزامية ودون سن 21 عاماً، 272 جندياً في سن 22 – 30 عاماً، 143 جندياً في سن 31 – 39 عاماً، 101 جندي فوق سن 40 عاماً.
وبلغ عدد الجنود الرجال القتلى 835، والمجندات القتيلات 55. و629 جندياً قتيلاً كانوا عزّاباً وعزباوات و261 من الجنود القتلى كانوا متزوجين، فيما بلغ عدد الجنود القتلى 17 من سكان رمات غان، و16 من سكان بيتاح تيكفا، و14 من سكان كل من رحوفوت ورعنانا وأشكلون، و13 من سكان كفار عزّا في “غلاف غزة”.
وأوضحت المعطيات الرسمية، أن 285 جندياً دفنوا في منطقة القدس، بينهم 160 جندياً في المقبرة العسكرية في القدس، ودُفن 239 جنديا في منطقة وسط إسرائيل وبينهم 39 جندياً دُفنوا في المقبرة العسكرية في تل أبيب، ودُفن 184 جندياً في منطقة الجنوب و174 في المنطقة الشمالية، كما دُفن 8 جنود في خارج البلاد، مؤكدة إسرائيل خلال السنة الأخيرة مقابر جديدة أو تمت إضافة قطع أرض لمقابر موجودة، وجرت جنازات الجنود القتلى في 230 مقبرة عسكرية.
ووسط هذه الأرقام التي يؤكد المراقبون أنها لا تعكس الحقيقة في ظل ما عرفت به حكومة الحرب الإسرائيلية من التعتيم وإخفاء الحقائق الكارثية في صفوف جيشها وعتادها العسكري، حذر مسؤولون ووزراء سابقون في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من أن إسرائيل أصبحت على بعد خطوة من هزيمة استراتيجية غير مسبوقة.
وقال وزير العدل الإسرائيلي السابق “حاييم رامون”، في حوار مع صحيفة معاريف العبریة: علينا أن نواجه بعض الحقائق القاسية والمؤلمة التي لا يجرؤ المسؤولون السياسيون والعسكريون على قولها، نحن لم نتمكن من تحقيق ولو هدف واحد من أهدافنا بعد 11 شهراً من الحرب، نحن لسنا على بُعد خطوة واحدة من النصر، بل على بُعد خطوة واحدة من هزيمة استراتيجية.