يمن ايكو
أخبار

مجلة أمريكية: غارات واشنطن وعقوباتها الاقتصادية وعملياتها البحرية فشلت في وقف الحوثيين

يمن إيكو|تقرير:

كشفت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية عن مساعي واشنطن الحثيثة للدفع بالرياض لمواجهة الحوثيين سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً، مؤكدة أن الولايات المتحدة وحلفاءها حاولوا إعادة إرساء الردع من خلال الغارات الجوية المتكررة والعقوبات وحملة بحرية دفاعية كبرى، غير أن تلك السبل والأدوات فشلت في وقف الحوثيين، وأن الهجمات الإسرائيلية زادت الحوثيين قوة وحضوراً على مسرح المعركة في الشرق الأوسط.

وقالت المجلة- في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”-: إنه “كما استغل الحوثيون عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لتأكيد أنفسهم كزعماء جدد لمحور المقاومة، يتعين على المملكة العربية السعودية وشركائها اغتنام الفرصة لإنشاء حواجز جديدة لسلوك الحوثيين”. مؤكداً أن نفوذ الولايات المتحدة أقل كثيراً داخل اليمن مقارنة بالعديد من الدول المجاورة، وبالأخص السعودية.

وحسب التقرير، فإن الضغوط السياسية والاقتصادية من جانب المملكة العربية السعودية قادرة على كبح جماح الجماعة بشكل أكثر فعالية من العمل العسكري الأمريكي.

وقال التقرير: “لم يستخدم السعوديون نفوذهم بعد للمساعدة في وقف التهديد البحري الحوثي لأن لديهم أولوية أخرى: تجنب هجمات الحوثيين المتجددة على أراضيهم، والتي توقفت إلى حد كبير منذ هدنة عام 2022. وإذا استأنف الحوثيون الهجمات على الأراضي السعودية، فقد تجد القيادة السعودية نفسها بسرعة على ما يقدره العديد من السعوديين بأنه الجانب الخطأ من الحرب لدعم الفلسطينيين”.

ويؤكد التقرير- الذي كتبه أليسون ماينور- أنه يجب على السعودية وشركائها الاستفادة من أعظم نقاط ضعف الحوثيين، والمتمثلة في القدرة الاقتصادية على البقاء على المدى الطويل لنظامهم، وذلك عبر إقناع الجماعة بأن معالجة مشاكلها المالية وحماية مصالحها داخل اليمن تتطلب كبح جماح عدوانها، حسب كاتب التقرير.

وأضاف كاتب التقرير: “لقد أعادت الجولة الأخيرة من الضربات الأمريكية على اليمن في أكتوبر إلى الواجهة حقيقة غير مريحة بالنسبة لواشنطن وحلفائها: وهي أن التهديد الحوثي لن يختفي في أي وقت قريب”، مضيفاً: منذ بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، في نوفمبر، حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها إعادة إرساء الردع من خلال الغارات الجوية المتكررة والعقوبات وحملة بحرية دفاعية كبرى. وقد فشلت هذه الجهود في وقف الحوثيين.

وقال إن الحوثيين أجبروا شركات الشحن على تجنب قناة السويس واتخاذ طرق أطول بكثير حول أفريقيا، في وقت تشكل حركة الملاحة في البحر الأحمر ثلث الشحن العالمي للحاويات، ومن المؤكد أن تعطيلها من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التضخم العالمي وخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بالإضافة إلى تعطيل سلاسل التوريد.

وأضاف، “لقد استخدمت الولايات المتحدة وشركاؤها ثلاث أدوات رداً على هجمات الحوثيين: العقوبات الاقتصادية، والضربات الجوية ضد مواقع الصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية، مثل تلك التي حدثت في وقت سابق من هذا الشهر، وحملة بحرية للدفاع عن السفن في البحر الأحمر، واصفاً العمليات البحرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، بأنها أكبر معركة بحرية تخوضها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

وأشار إلى أن الهجمات الحوثية قد تخطئ أهدافها غير أنه من الصعب للغاية الدفاع ضد كل هجوم بطائرة بدون طيار وصاروخ وقارب صغير عبر مئات الأميال في البحر الأحمر وخليج عدن، مضيفاً: بعد الصمود في وجه حملة جوية عدوانية بقيادة السعودية استمرت سبع سنوات في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014، تعلم الحوثيون كيفية حماية أصولهم العسكرية ضد الغارات الجوية وتجديد مخزونات الصواريخ والطائرات بدون طيار بسرعة.

واستبعد كاتب التقرير أن تؤدي العقوبات الأمريكية إلى تغيير مجرى الأمور، مؤكداً أن عائدات الحوثيين تأتي في المقام الأول من مصادر محلية، وهذا يجعل من الصعب على نظام العقوبات الذي يهدف إلى عزل البلدان المخالفة عن التجارة العالمية أن يكون له تأثير كبير، مضيفاً: “لقد أدرك الحوثيين أن الهجمات ضد الشحن التجاري هي وسيلة فعالة ويصعب مواجهتها”.

ونبّه كاتب التقرير إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة لردع الحوثيين بدلاً من ردعهم أشعلت خطاب الحوثيين ودفعت إلى جولة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل، مؤكداً في الوقت نفسه أن خفض التصعيد في غزة شرط مسبق للتقدم في عملية سلام أكثر إنتاجية في اليمن.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً