يمن ايكو
أخبار

“ناشيونال إنترست” الأمريكية: انتهى عصر حاملات الطائرات!

يمن إيكو|خاص:

كررت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية التأكيد أن عصر حاملات الطائرات الأمريكية انتهى، مشيرة إلى أن تقنيات الصواريخ المضادة للسفن التي يمتلكها خصوم الولايات المتحدة كالصين وقوات صنعاء، جعلت من هذه الحاملات عبئاً كبيراً يجب تجاوزه، وهو ما كشفته معركة البحر الأحمر، حيث كان وجود هذه الصواريخ لدى قوات صنعاء كافياً لإبعاد البحرية الأمريكية هناك.

وتحت عنوان “كابوس حقيقي للبحرية: عصر حاملات الطائرات يغرق”، نشرت المجلة، اليوم الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية، والتي كانت في الماضي رمزاً للقوة العسكرية، صارت تُرى بشكل متزايد على أنها أصبحت قديمة وعرضة للضعف في الحروب الحديثة، ومع تقدم تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن، وخاصة في الصين وبين مجموعات مثل الحوثيين، تواجه حاملات الطائرات خطر التحول إلى أعباء غير فعالة ومكلفة”.

وذكر التقرير أنه “بدلاً من مواصلة الاستثمار بكثافة في هذه الأنظمة القديمة، ينبغي للولايات المتحدة أن تركز على توسيع أسطولها من الغواصات، وتطوير سفن حربية أصغر حجماً وأكثر قدرة على المناورة، وتطوير تقنيات الصواريخ والأسلحة الأسرع من الصوت لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية”.

واعتبر التقرير أن “أغلب الدول تميل إلى خوض الحرب السابقة، والاستعداد لخوضها، وتتجلى هذه الحقيقة في التزام واشنطن المهووس ببناء وصيانة حاملات الطائرات الباهظة التكاليف، وبرغم أن حاملات الطائرات الأمريكية تمثل معجزات تكنولوجية، فإنها تمثل بقايا من حقبة ماضية، فقد أصبحت أشبه إلى حد كبير بالبوارج القديمة التي حلت محلها، والواقع أن تاريخ حاملات الطائرات ذات القمة المسطحة بالكامل كان تاريخاً عظيماً بالصدفة، وبالنسبة للأمريكيين، فإن السبب وراء اعتماد البحرية الأمريكية على هذه المعجزات التكنولوجية لهزيمة اليابانيين في مسرح المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية، كان ببساطة لأنهم لم يكن لديهم خيار آخر”.

وبحسب التقرير فإن “متوسط تكلفة بناء حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، مثل حاملة الطائرات الأمريكية الجديدة من فئة جيرالد فورد، يبلغ أكثر من 13.3 مليار دولار. وتكلف صيانتها مئات الملايين من الدولارات، ولكن تعقيد هذه الطائرات وتكلفتها الباهظة لا تجعلها أهدافاً مغرية للمنافسين فحسب، بل إن تدميرها أو إلحاق أضرار جسيمة بها أثناء القتال من شأنه أن يجعلها في واقع الأمر أصولاً ضائعة، وسوف تضيع مليارات الدولارات وسوف تتدهور قدرات البحرية الأمريكية على إظهار قوتها بشكل خطير”.

ورأى التقرير أنه “مثلما كانت البارجة الحربية نتاجاً ثانوياً لعصر مضى عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، فإن حاملة الطائرات الحديثة هي رمز لعصر مضى منذ زمن بعيد، واليوم، تستطيع ترسانات هائلة من الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى أن تطغى على دفاعات حاملات الطائرات وغيرها من السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية، وقد أصبحت الصين بارعة في بناء قدراتها المضادة للسفن إلى الحد الذي جعل العديد من المتخصصين في الحرب البحرية يخشون أن تصبح حاملة الطائرات غير فعالة في القتال، إذا اندلعت حرب صينية أمريكية حول تايوان”.

وأضاف أن “الأمر لا يقتصر على القوى العظمى الصاعدة، مثل جمهورية الصين الشعبية، التي أنشأت ترسانة ضخمة من الصواريخ المضادة للسفن الرخيصة (مقارنة بتكلفة حاملات الطائرات الأمريكية) والتي يمكن أن تقلب سياسة الدفاع الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ رأساً على عقب، فقد أثبتت المنظمات الإرهابية الصغيرة، مثل الحوثيين في اليمن، المزايا غير المتكافئة التي توفرها الصواريخ المضادة للسفن لأعداء الولايات المتحدة، ففي مقابل جزء بسيط من تكلفة حاملات الطائرات الأمريكية، أثبت الحوثيون في أواخر عام 2023 أنهم قادرون على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بمثل هذه الصواريخ”.

وقال التقرير إن “وجود الصواريخ المضادة للسفن تحت سيطرة الحوثيين كان أكثر من كافٍ لإبعاد الجزء الأكبر من البحرية الأمريكية عن التدخل في البحر الأحمر”.

وخلص إلى أنه “بدلاً من إهدار ميزانية أمريكا على أنظمة قديمة لن تكون مفيدة، يجب على البنتاغون الاستثمار في أسلحته الأسرع من الصوت وأسلحة الفضاء الجديدة لمواجهة التهديدات التي تواجهها قواته على مستوى العالم، وإلى أن يتخذ البنتاغون هذه الإجراءات، ستستمر فعالية الجيش الأمريكي ضد أعدائه في التدهور”.

واختتم بالقول إن “عصر حاملات الطائرات انتهى، وحان الوقت لنا جميعاً للمضي قدماً قبل فوات الأوان بالنسبة للقوة العسكرية الأمريكية”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً