يمن إيكو|خاص:
قالت مجلة “ذا اتلانتك” الأمريكية، إن حلم قوات صنعاء بالقتال المباشر ضد إسرائيل تحقق أخيراً بعد الضربة الناجحة التي استهدفت تل أبيب بطائرة بدون طيار قبل أسبوعين، مشيرة إلى أن من وصفتهم بالحوثيين يزدادون قوة برغم الجهود الأمريكية والغربية المبذولة لإيقافهم، وأنهم تمكنوا من إجبار السعودية على التراجع عن الضغط المالي عليهم.
ونشرت المجلة، الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، قالت فيه إن من وصفتهم بالحوثيين “كانوا يريدون الحرب مع إسرائيل منذ عقود، ويتضمن شعارهم المميز المكون من خمسة أسطر، والمطبوع على الأعلام ويتم ترديده في التجمعات، عبارتي (الموت لإسرائيل، واللعنة على اليهود)”.
وأضاف أنه “في التاسع عشر من يوليو، تحققت رغبة الحوثيين عندما ضربت إحدى طائراتهم بدون طيار برجاً شاهقاً في تل أبيب، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة آخرين، وكان الانفجار إشارة إلى واقع جديد مثير للقلق: فبعد أن حاصرتها حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال، تقاتل إسرائيل الآن جماعة إسلامية أخرى، وهي الجماعة التي نجحت- وإن بشكل متواضع- في اختراق دفاعاتها الجوية الأسطورية”.
وقال إن “الحوثيين لا يشكلون فحسب تهديداً لإسرائيل التي ردت على الفور بشن غارات جوية على ميناء يسيطرون عليه على البحر الأحمر، فقد أصبحوا أكثر خطورة وتقلباً بشكل مطَّرد في الأشهر الأخيرة، وقد حافظوا على هجماتهم ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر، بل وكثفوها على الرغم من الجهود العسكرية الأمريكية واسعة النطاق لوقفهم”.
وأضاف أن “القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط أصدر مؤخراً تقريراً مثيراً للقلق يقول إن الجهود العسكرية لكبح جماح الحوثيين فشلت ويجب توسيعها”.
وأشار إلى أن قوات صنعاء تمكنت أيضاً من “أجبار المملكة العربية السعودية على التراجع المهين في نزاع العقوبات المالية من خلال التهديد بمهاجمتها”.
واعتبر التقرير أن هذه القوة “تشكل جزئياً مقياساً لمدى ضعف جيرانهم الشديد، فضربة صاروخية ناجحة على فندق في دبي أو مركز مؤتمرات في الرياض تعتبر ضربة مدمرة، وتبلغ قيمتها مليارات الدولارات من الخسائر في الأعمال التجارية وعائدات السياحة، أما الحوثيون فلا يخشون مثل هذه الأمور؛ فقد اعتادوا التعرض للقصف، ويتلذذون بالاستشهاد، كما اعتادوا العيش في الكهوف”.
وأضاف: “لقد استخدموا أسلحة أكثر تطوراً منذ أن بدأوا في مهاجمة السفن في البحر الأحمر العام الماضي، وقد يزداد الوضع سوءاً”.
وقال إنه “مع تعليق العمل بخريطة الطريق، بدأت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ومقرها مدينة عدن الساحلية الجنوبية، في بذل الجهود في الأشهر الأخيرة لإضعاف الحوثيين من خلال قطع وصولهم إلى النظام المصرفي الدولي، لكن الحكومة التي تتخذ من عدن مقراً لها ليس لديها أموال وهي تعتمد بشكل كامل على السعوديين. وفي يوليو هدد الحوثيون بمهاجمة السعوديين إذا لم يضعوا حداً للعقوبات المالية، وسرعان ما استسلم السعوديون، وقد تكرر النمط نفسه مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة”.
واختتم بالقول: “هناك أمر واحد لا شك فيه: وهو أن الضربة الناجحة التي شنوها بطائرة بدون طيار على إسرائيل كانت بمثابة حلم تحقق، ويبدو أنهم مترددون في مقايضة تشددهم بالمال الذي يحتاجون إليه بشدة، فقد قال زعيمهم، عبد الملك الحوثي، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي: (لقد كنا سعداء للغاية) بالمشاركة المباشرة في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة”.