يمن إيكو| خاص:
قالت مجلة “ذا نيشن” الأمريكية إن قوات صنعاء تمكنت من تحدي النظام العالمي، وطورت قدرات لم تستطع البحرية الأمريكية التغلب عليها، مؤكدة أن البحر الأحمر أصبح مرشحا ليكون من أخطر المناطق في العالم، وأن على الإدارة الأمريكية التحرك لإيقاف الحرب في غزة لتجنب هذا التهديد.
ونشرت المجلة الأمريكية، الجمعة، على موقعها الرسمي تقريرا رصده وترجمه موقع يمن إيكو، حمل عنوان “علينا أن ننتبه للمعارك الدائرة في البحر الأحمر”.
وجاء في التقرير أنه “في منتصف يونيو الماضي، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن البحرية الأميركية انخرطت في أشد المعارك البحرية كثافة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما قد يشكل مفاجأة بالنسبة لمعظم الأميركيين، وهذه المرة، لا تدور المعارك في المحيط الأطلسي أو المحيط الهادئ، بل في البحر الأحمر، والعدو هو أنصار الله في اليمن والمعروفون غالبا باسم الحوثيين، وهم يدعمون الفلسطينيين في غزة ضد الحرب الإسرائيلية الشاملة، وفي الأشهر الأخيرة، واجهوا ضربات جوية متكررة من طائرات أميركية وردوا بعدة أمور من بينها مهاجمة حاملة طائرات أميركية وسفن أخرى قبالة سواحلهم”. حسب تعبيره.
وأوضح أن أسلحة “الحوثيين” المفضلة هي الصواريخ والطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة المجهزة بالمتفجرات، و- لأول مرة !- الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي استهدفوا بها الشحن في البحر الأحمر، مؤكداً أن الحوثيين يرون أن البحرية الأميركية جزء من المجهود الحربي الإسرائيلي.
وتابع التقرير قائلاً: “من وجهة نظر تاريخية، يمكن أن يكون الأمر أكثر إثارة للدهشة، فقد نجح عدد متواضع من اليمنيين في إطلاق تحدي للنظام العالمي السائد، على الرغم من كونهم فقراء وضعفاء وذوي بشرة سمراء، وهي الصفات التي تجعل الناس غير مرئيين عادة للمؤسسة الأميركية”.
وأشار إلى أنه “من الأصول الحديثة للغاية التي يمتلكها الحوثيون هي الأسلحة الصغيرة التي ظهرت في عالمنا والمتمثلة بالطائرات بدون طيار والصواريخ الصغيرة التي لا يمكن القضاء عليها بسهولة في الوقت الحالي حتى باستخدام الأسلحة المتطورة التي تمتلكها البحرية الأميركية”.
وأطلق التقرير على المواجهة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية والغربية اسم “معركة تهامة” مشيراً إلى أنه “قد استمرت سبعة أشهر بالفعل، لكن من المدهش أن نتيجتها لا تزال موضع شك بالنظر إلى الخصوم” في إشارة إلى عدم تمكن الولايات المتحدة وبريطانيا من وقف هجمات قوات صنعاء أو الحد منها.
وأشار التقرير إلى أن “وكالة أسوشيتد برس نقلت سابقا عن برايان كلارك، الباحث البارز في معهد هدسون، وغواص البحرية السابق، أنه هناك مخاوف من أن الحوثيين على وشك اختراق الدفاعات البحرية الأمريكية بصواريخهم، مما يزيد من احتمالية قدرتهم على إلحاق أضرار جسيمة بمدمرة أمريكية أو حتى حاملة طائرات”.
وأضاف: “لقد فشلت الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية المتكررة ضد مواقع الأسلحة الحوثية المشتبه بها في العاصمة اليمنية صنعاء وحولها حتى الآن، في وقف الحرب على الشحن، وحتى طائرات (إم كيو- ريبر) الأمريكية عالية التقنية لم تعد مضمونة الهيمنة على المجال الجوي في الشرق الأوسط منذ أن أسقط الحوثيون عددا من تلك الأسلحة التي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار”.
وأشار التقرير إلى أن “الحوثيين أطلقوا اعدادا كبيرة من الصواريخ الباليستية على ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيله منذ نوفمبر، وكان حوالي 5% من واردات إسرائيل تصل عبر إيلات، والآن، تم إعادة توجيه مثل هذه التجارة إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط بتكلفة أعلى بشكل واضح، في حين تعرض اقتصاد جنوب إسرائيل لضربة كبيرة، وقد طالب جدعون جولبر، الرئيس التنفيذي لميناء إيلات، بتدخل الولايات المتحدة”.
وأوضح أنه “نتيجة للضربات الحوثية ارتفعت تكاليف التأمين بشكل جذري، مع أقساط مخاطر الحرب، وارتفعت أسعار سفن الحاويات البحرية هذا الربيع، حيث اضطرت الشركات المشاركة في التجارة بين آسيا وأوروبا إلى تجنب قناة السويس واتخاذ طريق أطول بكثير حول رأس الرجاء الصالح وعلى طول الساحل الأطلسي لأفريقيا، ما أدى إلى زيادة أسعار (شنغهاي إلى روتردام) من 1452 دولارًا للحاوية بطول 40 قدمًا في يوليو من العام الماضي إلى 5270 دولارًا في أواخر مايو 2024”.
وقال التقرير إن “السعوديين والإماراتيين نظروا إلى الحوثيين باعتبارهم مخلب لإيران، لكن هذه كانت قراءة خاطئة للعلاقات بين صنعاء وطهران”.
واعتبر أن “الوضع في البحر الأحمر يحمل في طياته القدرة على أن يصبح واحدا من أخطر الأوضاع في العالم، منافسا للأوضاع في أوكرانيا وتايوان، وفي الوقت نفسه، يظل البحر الأحمر يشكل عبئا على الاقتصاد العالمي، في حين يساهم في زيادة التضخم المستعصي ومشاكل سلسلة التوريد”.
وأشار إلى أن “أي ضرر كبير يلحقه الحوثيون بسفينة حربية أمريكية في أي وقت في المستقبل قد يدفع واشنطن إلى أعمال حربية قد تخاطر بصراع أوسع، وبالطبع، يمكن للرئيس جو بايدن أن يخفف من حدة التوتر من خلال التحرك بقوة أكبر لإنهاء الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي تعتبر إهانة لا تطاق لمعايير القانون الإنساني الدولي والتي لا تؤدي إلا إلى تعزيز يقظة الحوثيين وأمثالهم”.
واختتم بالقول إنه “في حين ينبغي إنهاء الهجوم الإسرائيلي الجاري لمنع المزيد من الموت والمجاعة الجماعية الوشيكة في غزة، فإنه ينبغي أيضًا إنهاءه لمنع حرب أمريكية مدمرة أخرى في الشرق الأوسط”.