يمن إيكو|خاص:
نقل موقع “ذا بيزنيس إنسايدر” الاقتصادي الأمريكي، اليوم السبت، عن خبراء في العمليات البحرية وحرب الطائرات بدون طيار، قولهم إن هجمات قوات صنعاء الأخيرة في المحيط الهندي كانت غير مسبوقة، وأنها كشفت عن تطور مديات أسلحة الحوثيين وسرعتها ودقتها وقدرتها على المناورة، مؤكداً أن لجوء السفن إلى الابتعاد عن مناطق الهجمات يمكِّن قوات صنعاء من زيادة الضغط على إسرائيل.
ونشر الموقع تقريراً رصده وترجمه “يمن إيكو” قال فيه إن “المسلحين الحوثيين أظهروا في أواخر أبريل أن بإمكانهم توسيع حربهم على الشحن الدولي إلى ما هو أبعد من البحر الأحمر”.
وأشار الموقع إلى أن “سفينة الحاويات (إم إس سي أوريون) تعرضت لهجوم بطائرة بدون طيار ليلة 26 أبريل بينما كانت تبحر في المحيط الهندي جنوب شرقي القرن الأفريقي، أقصى شرق القارة، ولم يتسبب الهجوم إلا في أضرار طفيفة ولم يلحق أي ضرر بأي من أفراد الطاقم، لكن المسافة المعنية كانت غير مسبوقة”.
ونقل التقرير عن برايان كلارك، وهو زميل بارز في معهد هدسون وخبير في العمليات البحرية، قوله: “يمتلك الحوثيون طائرات بدون طيار يمكنها السفر لأكثر من 1000 ميل بحري، مثل سلسلة شاهد من الطائرات بدون طيار التي تعمل بالمروحة، ويبلغ مدى صواريخهم الباليستية أكثر من 600 [ميل بحري]”.
وقال كلارك: “تفيد التقارير أن الطائرات بدون طيار مثل سلسلة شاهد تحتوي على أجهزة مضادة للإشعاع يمكنهم استخدامها للتوجه إلى أهداف باعثة مثل رادارات الدفاع الجوي”.
وبحسب التقرير فإن السفينة [الإسرائيلية] أوريون أوقفت نظام التعرف الآلي الخاص بها بعد الهجوم في 26 إبريل، لتتجنب تلقيها ضربة ثانية.
وقال كلارك: “يمكنهم إيقاف تشغيل نظام التعرف الآلي والرادار الخاص بهم، مما يجعل من الصعب العثور عليهم في المحيط المفتوح لشرق البحر الأبيض المتوسط، ومع ذلك، بمجرد دخولها البحر الأحمر، يمكن للمراقبين تعقب السفن على الشاطئ أو على متن القوارب أو باستخدام رادارات الحوثيين المتنقلة على الشاطئ”.
واعتبر كلارك أن “الطريقة الأسهل، رغم أنها الأكثر كلفة، لمواجهة هذا التهديد هي تجنبه”، في إشارة إلى تجنب السفن المستهدفة الإبحار في أماكن الاستهداف.
وأضاف: “لسوء الحظ، هذا ما يريده الحوثيون”، مشيراً إلى أنه “من خلال ذلك، يمكن للحوثيين فرض تكاليف اقتصادية والضغط على إسرائيل”.
ونقل الموقع عن جيمس باتون روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل لسياسة التكنولوجيا، والذي وصفه التقرير بأنه “خبير في حرب الطائرات بدون طيار” قوله إن “الهجوم بعيد المدى على أوريون يبدو أنه كان لمرة واحدة لكنه لا يزال غير مسبوق”.
وأضاف روجرز: “لقد كان الهجوم مختلفاً في حقيقة أنه تم تنفيذه على مسافة أكبر من الهجمات السابقة، ويظهر هذا التقدم في المدى والقيادة والسيطرة والدقة، وكل ذلك يحدث على الرغم من الجهود الأمريكية البريطانية لإضعاف الجماعة”.
ورجح روجرز أن قوات صنعاء ربما استخدمت طائرة شهاب بدون طيار بعيدة المدى في الهجوم على سفينة إم إس سي أوريون.
وقال روجرز: “إذا تم استخدام طائرات شهاب بدون طيار في هذه الضربات، وهو ما تظهره أدلة الفيديو، فإن ذلك سيمثل زيادة في الموثوقية والدقة التدميرية لأنظمة الطائرات بدون طيار هذه”.
وأشار إلى أن “المدى المعلن عنه لطائرات شهاب يبلغ 990 ميلاً، وقد شكلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قوات عمل بحرية لحراسة السفن في البحر الأحمر، لكن السفن التجارية التي تقع خارج نطاق مظلات الدفاع الجوي هذه ليس لديها دفاع ضد الطائرات بدون طيار الهجومية”.
وأضاف أن “هذه ليست الأنظمة الوحيدة المتاحة لما يسمى بجماعات محور المقاومة، فطائرات الصماد تملك مدى يصل إلى (1500 كيلومتر / 932 ميلاً) وعائلة الطائرات بدون طيار شاهد ربما تصل إلى (2000 كيلومتر) وجميعها لديها المدى لضرب هذه الأهداف”.
وحول الغواصات المسيّرة التي تملكها قوات صنعاء قال روجرز إن “هناك القليل من التفاصيل حول قدرة الحوثيين على استخدام المركبات غير المأهولة تحت الماء، لكن ما هو موجود يشير إلى أنها أكثر فائدة ضد الأهداف الثابتة، ومع معدل تقدم الحوثيين وزيادة السرعة والسيطرة والقدرة على المناورة أثناء النقل، قد تصبح السفن معرضة لهذا الخطر قريباً”.
وقال برايان كلارك من معهد هدسون: “المركبات غير المأهولة التي تعمل تحت سطح البحر تمثل تهديداً في المياه الضيقة مثل البحر الأحمر حيث يكون المدى إلى الشاطئ قصيراً”.
واعتبر روجرز أن “التداعيات الأوسع لهجوم أوريون واضحة بالفعل.. إن الجماعات العنيفة غير الحكومية ليست قادرة فقط على مهاجمة السفن على بعد مئات الأميال من الشاطئ، ولكنها قادرة على نقل هذه التكنولوجيا إلى مجموعات أخرى متحالفة مع القضية”.
وأضاف: “في جوهر الأمر، لقد وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها انتشار هذه القدرة خارج نطاق السيطرة وبدون رادع، مما قد يعرض الشحن الدولي وسلاسل التوريد العالمية لتهديد متزايد عالمياً”.