يمن إيكو| خاص:
لا تزال آمال المواطنين في محافظة تعز مشرعةً نحو فتح منذ آمن للتنقل بين مديريات المحافظة (قطاع المدينة والحوبان)، أملاً في التخفيف من معاناة التنقل في الطرق البديلة، الوعرة والمحفوفة بالمخاطر، والتي تشتد وطأة ارتيادها بشكل خاص على المرضى والمسنين.
الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف، اقترحت فتح طريق عقبة منيف جولة القصر، وطريق غراب مفرق شرعب، وبادرت بفتحها من طرف واحد، لكن سكان المدينة قالوا إن طريق غراب مفرق شرعب لا يخدم سوى أبناء المديريات الشمالية فقط، كمديرية شرعب ومقبنة، فيما هو بعيد على سكان المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المدعومة من التحالف، وفق مصادر خاصة لموقع “يمن إيكو”.
وأشارت المصادر إلى أن طريق “عقبة منيف جولة القصر” يشكل خطراً على قوات الجيش التابع لحكومة صنعاء، كما يعتبر بعيداً بمسافة كبيرة على ساكني المناطق الشمالية والغربية.
في السياق نفسه، قالت مصادر “يمن إيكو” الخاصة، إن إعلان حكومة صنعاء عن فتح طريق الستين الخمسين مدينة النور، حظي بنسبة قبول بسيطة لدى المواطنين، في وقت ترفض الحكومة المدعومة من التحالف هذه المبادرة، نتيجة مخاوف عسكرية، حسب المصادر.
المفوضية السامية لحقوق الإنسان اطلعت، خلال زيارة مستشار المبعوث الأممي ولجنة من المفوضية، على عدد من الطرق والمنافذ التي أعلنت حكومة صنعاء والحكومة المدعومة من التحالف عن فتحها، لدراسة إمكانية تحقيقها على أرض الواقع، واقترحت فتح طريق المطار القديم مفرق شرعب، بالتزامن مع فتح طريق جولة القصر وكذلك فتح طريق الستين عصيفرة، باعتباره حلاً مثالياً للمسافرين، مع احتمال قبوله من كلا الطرفين.
وأكدت المصادر أن القوات التابعة للحكومة المدعومة من التحالف تعمل على عرقلة آلية فتح المنافذ، كون ذلك يتعارض مع مصالحها، خصوصاً أن قيادات عسكرية تستخدم الطرق البديلة لتهريب الممنوعات والأدوية من وإلى مناطق سيطرتها.
ونوهّت بأن فتح المنافذ سوف يتسبب بخسائر قيادات عسكرية مبالغ ضخمة تتحصل عليها من الجبايات، من خلال النقاط المنتشرة على امتداد تلك الطرق البديلة.
كما أكدت المصادر أن فتح طريق حيفان طور الباحة، وقبول المجلس الانتقالي الجنوبي، شريك الحكومة المدعومة من التحالف، يبرهن على أن من يرفض فتح منافذ تعز هي قوات عسكرية تابعة للحكومة المدعومة من التحالف، والسلطات المحلية في تلك المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وكانت حكومة صنعاء، أعلنت في التاسع والعشرين من فبراير الماضي، فتح طريقين رئيسيين يربطان محافظة تعز بالمحافظات الجنوبية، وذلك عبر تفاهمات محلية.
وقالت وكالة سبأ الرسمية في صنعاء، إن “القائم بأعمال محافظ تعز أحمد أمين المساوى، ونائب رئيس اللجنة العسكرية الوطنية العميد حسين هاشم، افتتحا طريق حيفان – طور الباحة الإسفلتي الذي يربط محافظة تعز بالمحافظات الجنوبية”.
وقالت سبأ إنه “تم الاطلاع على جهوزية خط الخمسين – الستين في مدينة النور الذي أصبح جاهزاً لمرور المسافرين وشاحنات النقل الثقيل بمختلف أنواعها”.
وأضافت أن “نائب رئيس اللجنة العسكرية الوطنية العميد هاشم أكد أن طريقي الخمسين – الستين، وحيفان – طور الباحة، أصبحا سالكَين وآمنَين بجهود الوحدات الأمنية والعسكرية، وبما يخفف من معاناة المواطنين والمسافرين”، حسب وصفها.
وفي أكتوبر الماضي أعلن رئيس المجلس الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، عن مبادرة لوقف الحرب في كافة الجبهات بمحافظة تعز، وتشكيل إدارة مشتركة لها، بما يضمن فتح كافة الطرقات المغلقة بسبب الحرب.
كما أكدت حكومة صنعاء، الأحد الماضي، أنها ستواصل العمل على التفاهمات المحلية من أجل فتح المزيد من الطرقات في محافظة تعز، وإن خطوات أخرى ستتبع فتح طريق طور الباحة، وذلك في وقت تحدثت أنباء عن رفض من قبل الحكومة اليمنية لمبادرة حكومة صنعاء بفتح طريق الخمسين – الستين، ومطالب شعبية بالموافقة عليها.
وقالت وكالة سبأ التابعة لحكومة صنعاء، إن رئيس المجلس السياسي الأعلى الحاكم في صنعاء، مهدي المشاط “أجرى اتصالاً هاتفياً مع القائم بأعمال محافظ تعز، أحمد المساوى، بارك فيه فتح طريق حيفان – طور الباحة الإسفلتي، الذي يعد من أهم الطرق الحيوية في المحافظة”.
وقالت إن المشاط وجه “بمواصلة التفاهمات والتنسيق مع العقلاء من أبناء مدينة تعز لفتح طريق الخمسين – مدينة النور، معرباً عن أمله في أن يسهم ذلك في تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية داخل المدينة، والحد من الجبايات والمسافات الطويلة التي يتحملها المواطنون في أسفارهم وتنقلاتهم وتجارتهم، كما أكد دعمه الكامل لكل التفاهمات المحلية، التي من شأنها تحقيق السلام الاجتماعي ورفع المعاناة عن كاهل أبناء تعز، وتحقيق المصالح العليا للشعب اليمني”، بحسب سبأ.
وكانت اللجنة الحكومية لفتح الطرقات أصدرت يوم الجمعة بياناً رصده موقع “يمن إيكو” أعلنت فيه أنها مستعدة لفتح طريق الحوبان – خط صنعاء، وطريق حذران البرح – خط الحديدة.
وتجاهل البيان الطرق التي أعلنت حكومة صنعاء عن فتحها والاستعداد لفتحها، وهو ما يمثل رفضاً ضمنياً لمبادرات حكومة صنعاء.
لكن بالرغم من ذلك، تداول نشطاء محليون بياناً رصده موقع “يمن إيكو” باسم “أبناء محافظة تعز” باركوا فيه “الاتفاق الذي تحقق بين الأطراف المتنازعة على إعادة فتح طريق حيفان – طور الباحة الإسفلتي، الذي كان شاهداً على الحروب والنزاعات لسنوات طويلة”، بحسب البيان.
وأضاف البيان أن هذا الطريق “يسهل حركة النقل والتجارة باعتباره سيقصر المسافة التي كان يجب على المسافر أن يقطعها في طريق رحلته إلى المحافظات الجنوبية إلى خمسة كيلو مترات فقط، بدلاً من عشرة كيلو مترات كان يسلكها في مجرى السيول وعبر أودية وجبال شاهقة يصعب السير فيها، خاصة في موسم الأمطار والسيول”.
وجاء في البيان: “نحث الحكومة الشرعية على الاستجابة لمبادرة حكومة صنعاء بفتح طريق الستين ـ الخمسين ـ مدينة النور، والتي ستختزل المسافة بين مدينة تعز وبقية المناطق إلى ما لا يتجاوز الأربعين دقيقة بدلاً من السبع ساعات المرهقة، وستعمل على تخفيف العبء الثقيل عن كاهل المواطنين الذين يضطرون إلى اجتياز طرق صعبة وخطرة سرقت منهم الكثير من الحياة والمال والأمل”.
وأضاف أن “فتح هذا الطريق يعني إنهاء معاناة أبناء تعز، وإعادة الحياة الطبيعية والخدمات الأساسية لها، وتعزيز الأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية في المحافظة وفي البلاد”.
وتكمن إشكالية فتح طريق الحوبان – خط صنعاء، في أن الطريق يمثل خط تماس عسكري ويحتاج إلى اتفاق عسكري يضمن عدم استخدام الطريق عسكرياً، وهو ما لا ينطبق على طريق الستين – الخمسين.