يمن إيكو|تقارير:
يبدو أن القيادة السعودية تبذل جهداً استثنائياً للحفاظ على مستوى التفاهمات التي توصلت إليها مع حكومة صنعاء وأنصار الله الحوثيين، في ظل ضغوط أمريكية تسعى للدفع بالرياض إلى المستنقع اليمني من جديد، عبر مساندة العمليات الأمريكية البريطانية ضد قوات صنعاء في البحر الأحمر، التي لم تحظَ بتأييد السعوديين، حيث كانت آخر تلك الضغوط ما كشفت عنه صحيفة “المونيتور” الأمريكية، السبت، بأن السعودية رفضت طلباً أمريكياً باستخدام أراضيها لتنفيذ ضربات ضد اليمن.
الصحيفة قالت في تقرير، رصده موقع “يمن إيكو” إن السعودية منعت الجيش الأمريكي من شن ضربات على الأراضي اليمنية من قواعد أمريكية على الأراضي السعودية، تاركة حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية تتولى قيادة الحملة في البحر الأحمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تسعى للحصول على مزيد من الدعم من دول الخليج، في محاولة لوقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر.
المعلومات تتسق مع ما ورد في سلسلة من التقارير التي نشرها موقع “يمن إيكو” وتضمنت معلومات أن السعودية أبلغت صنعاء أنها لن تساند أي عمل عسكري ضدها، ولن تدعم أي تحريك للجبهات الداخلية من قبل القوات اليمنية الموالية للتحالف السعودي، التي تسعى للحصول على دعم أمريكي بمواجهة قوات صنعاء وأنصار الله الحوثيين، مستغلة حاجة الولايات المتحدة لتشكيل تحالف ضد قوات صنعاء بهدف وقف الهجمات ضد السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى موانئ إسرائيل، التي تشترط صنعاء رفع الحصار ووقف الحرب على قطاع غزة لإنهاء هجماتها البحرية.
وفي 19 فبراير الماضي، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن اتفاق السلام في اليمن بات وشيكاً، في إشارة إلى خارطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة كنتيجة للمفاوضات بين الرياض وحكومة صنعاء برعاية سلطنة عمان، وفي إشارة متجددة على رغبة السعودية في التسوية مع صنعاء رغم التطورات التي تشهدها المنطقة.
جاء ذلك في مقابلة مع شبكة فرانس 24، رصدها “يمن إيكو” قال فيها إن اتفاق السلام بين الحكومة اليمنية والحوثيين أصبح “قريباً”، وأن الرياض “ستدعمه”.
وعلى المستوى العلني تسعى السعودية لتقديم الاتفاق على أنه بين الأطراف اليمنية، رغم أنها خاضت المفاوضات مع حكومة صنعاء وأنصار الله الحوثيين بدون أي دور للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
ورفضت السعودية الهجمات البريطانية الأمريكية على اليمن، التي انطلقت في 11 يناير الماضي، بل إنها تبنّت بطريقة ما موقف حكومة صنعاء عندما أكدت أن الهجمات في البحر الأحمر مرتبطة بالحرب على غزة، وهي الرواية التي تسعى الولايات المتحدة إلى إثبات عكسها لكنها فشلت، بسبب عدم قناعة معظم دول العالم بما فيها دولٌ حليفة لواشنطن لا ترى وجود تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر.