يمن ايكو
أخبار

تحذيرات دولية: أوروبا الخاسر الأكبر اقتصادياً من التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر

يمن إيكو| أخبار:

حذر خبراء دوليون من أن انجرار دول أوروبا وراء سياسات الولايات المتحدة في تصعيد المواجهات في الشرق الأوسط وبالأخص في عسكرة البحر الأحمر وهجماتها الأخيرة على اليمن، سيجعلها الخاسر الأكبر وسيفاقم من أزماتها الاقتصادية.

ونقلت جريدة التلغراف البريطانية اليوم الثلاثاء في تقرير تحت عنوان: “كيف يتم جر بريطانيا إلى صراع طويل الأمد مع الحوثيين” عن الخبراء تحذيرهم من أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف (الأمريكي البريطاني) لن تفشل في ردع الحوثيين فحسب، بل ستصب في صالحهم محليًا وفي جميع أنحاء المنطقة، حيث يكتسبون شعبية لاتخاذهم موقفًا إلى جانب الفلسطينيين.

وقالت سارة فيليبس، أستاذة الصراع العالمي والتنمية في جامعة سيدني، لصحيفة “التلغراف”: “لن يتوقف الحوثيون عما يفعلونه بسبب الضربات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة”.

وحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” اليوم الثلاثاء، واطلع علية “يمن إيكو”، فإن الاضطرابات في البحر الأحمر بالنسبة للاقتصاد الأوروبي الذي يتجنب بالفعل أي ركود مهما كانت درجته، في الوقت الذي يحاول فيه التخلص من التضخم المرتفع، فإن تعطيل التجارة لفترة طويلة قد يعرقل خطط البنوك المركزية لبدء خفض أسعار الفائدة هذا العام.

ورجح التقرير أن يكون التأثير أكبر على الواردات منه على الصادرات، حيث أن ما يقرب من ربع البضائع القادمة إلى أوروبا تنتقل عن طريق البحر من آسيا، في حين يمثل نفس الطريق 10٪ فقط من صادرات أوروبا.

واليوم الثلاثاء، أكدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني العالمية، أن تداعيات أزمة البحر الأحمر، وتجنب سفن الشحن قناة السويس، لن تقتصر على المنطقة فقط، بل ستطال أوروبا أيضاً.

وأكد تقرير نشرته منصة “بلومبرغ” الشرق، ورصده موقع “يمن إيكو” أن تحويل مسار السفن بعيداً عن قناة السويس قد يؤثر على تعافي التدفقات النقدية للشركات الصناعية في أوروبا، كما أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى زيادة احتياجات رأس المال العامل لتلك الشركات، نتيجة بطء نقل المكونات والمنتجات تامة التصنيع وارتفاع تكاليف الشحن. وفق “وكالة فيتش”.

وحسب “بلومبرغ”، تشير التوقعات الأساسية للشركات التي أعدتها وكالة “فيتش” إلى وصول متوسط هامش التدفق النقدي في 2023 و2024 إلى نحو 1.5%، مرجحة أن تغيير مسار السفن سيحصر نقاط التوقف على الموانئ الكبرى بشكل أكبر، ويزيد الحاجة إلى خدمات إعادة الشحن لنقل البضائع المخزنة في الحاويات إلى وجهتها النهائية، ويرفع تكلفة إدارة سلسلة التوريد والشحن ويزيد تعقيدها.

وفيما توقعت “فيتش” أن تظل تكاليف الشحن إلى أوروبا مرتفعة بسبب تحويل مسار البضائع عبر موانئ مختلفة، أشارت “إيه بي مولر- ميرسك”، مُشغلة خطوط نقل الحاويات، إلى أن إعادة فتح البحر الأحمر لمرور الحاويات قد يستغرق شهوراً.
ووفقاً لبنك التنمية الآسيوي، فإن تحويل مسار السفن سيضيف أسبوعين إلى مدة رحلة العودة بين آسيا وأوروبا، ويقلل سعة الشحن للبضائع، سواء كانت مرتفعة أو منخفضة القيمة، وتبعاً لذلك فقد زادت تكلفة شحن الحاويات من آسيا إلى أوروبا بأكثر من الضعف خلال الأسابيع الماضية.

وأمس الإثنين أهاب الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام بجميع الدول أن تطمئن إلى جانب الموقف اليمني، وألا تسمح لنفسها أن تكون ضحية لما أسماه “الخداع الأمريكي”، في إشارة إلى ما تروجه الولايات المتحدة من مخاطر على الملاحة الدولية جراء العمليات التي تقوم بها قوات صنعاء منعا للملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وانجرار دول أوروبية على رأسها بريطانيا وراء السياسات الأمريكية وحروبها في مناطق كثيرة من العالم، وكان آخرها الحرب الأوكرانية الروسية، حب المراقبين.

وجدد محمد عبد السلام أمس الإثنين التأكيد بأن السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل هي وحدها المستهدفة، متهماً- في تدوينة له على منصة إكس ورصدها موقع “يمن إيكو”- الولايات المتحدة بتضليل العالم بشأن البحر الأحمر، واختلاق أزمة دولية وتحميل اليمن تبعاتها دون وجه حق.

وجاءت تصريحات الناطق الرسمي باسم الحوثيين، بالتزامن مع أنباء عن موافقة دول الاتحاد الأوروبي على اتفاق مبدئي على إطلاق مهمة بحرية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، بعيدا عن عملية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والذي سبق وأن انسحبت منه عدد من الدول الأوروبية، بعد إعلانه في 19 ديسمبر الماضي.

وفي 20 يناير الجاري- أي بعد الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن بثمانية أيام، نشرت “وول ستريت جورنال” مقالاً يشير إلى أنّ تحمّل أوروبا لعبء الأزمة ليس مجرّد “عرض جانبي” مزعج، بل قد يكون فصلاً جديداً في ما يخططه الأمريكيون لأوروبا منذ بدء الحرب في أوكرانيا على أقلّ تقدير، مؤكداً أنه للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، يهدد الصراع في المنطقة الجارة لأوروبا بإضعاف اقتصاد أوروبا المتعثر بالفعل، بينما تراقب الولايات المتحدة الأكثر قوة ما يحدث من مسافة أكثر أماناً.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً