يمن إيكو| خاص:
وجهت الولايات المتحدة الأمريكية و12 دولة أخرى، مساء الأربعاء، تحذيرا مشتركا قوات صنعاء من “مغبة” استمرار هجماتها في البحر الأحمر، لكن حكومة صنعاء ردت باستهجان واعتبرت البيان المشتركة للولايات المتحدة وحلفاءها دعما واضحا لإسرائيل.
وأصدرت الولايات المتحدة بيانا مشتركا مع أستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وسنغافورة والمملكة المتحدة، رصده موقع يمن إيكو، جاء فيه “إننا نحذر الحوثيين من مغبة شن المزيد من الهجمات في البحر الأحمر”.
وأضافت أن “هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير. ولا يوجد أي مبرر قانوني لاستهداف السفن المدنية والسفن البحرية عمدا. وإن الهجمات على السفن بما في ذلك التجارية باستخدام الطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة والصواريخ، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن ضد هذه السفن لأول مرة، إنما تشكل تهديدًا مباشرًا لحرية الملاحة التي تعد بمثابة حجر الأساس للتجارة العالمية في واحد من الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم”، بحسب البيان.
ودعا البيان إلى “الكف الفوري عن هذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن المحتجزة بأطقمها بشكل غير قانوني”.
وتابع: “سيتحمل الحوثيون مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة. نحن سنظل ملتزمين بالنظام الدولي القائم على القواعد، ومصممون على محاسبة الجهات الفاعلة الخبيثة عن عمليات الاستيلاء والهجمات غير القانونية”.
وجاء البيان بالتزامن مع جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في البحر الأحمر شهدت تباينا في المواقف بين الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، ففيما تعتبر الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة هجمات قوات صنعاء تهديدا منفصلا للملاحة الدولي، اعتبر مندوب الصين أن ما يجري في البحر الأحمر هو “تأثير غير مباشر للصراع في غزة” وقال إن “الطريقة الوحيدة لتجنب المزيد من التصعيد في البحر الأحمر هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية هناك. وأضاف أن الصين ستواصل جهودها الحثيثة لتحقيق سلام دائم”، فيما قال مندوب روسيا إن “ما يحدث في البحر الأحمر هو إسقاط مباشر للعنف في غزة”.
وعقب البيان المشترك للولايات المتحدة وحلفائها نقلت قناة الجزيرة القطرية عن مسؤول أمريكي قولها إنه “لا ينبغي توقع تحذير آخر للحوثيين بشأن هجماتهم في البحر الأحمر” في إشارة إلى أن البيان يعتبر بمثابة تحذير أخير.
ومع ذلك فقد نقلت شبكة “إن بي سي” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “البيت الأبيض لم يوافق حتى الآن على أي خيارات عسكرية أعدها الجيش لضرب الحوثيين”.
ورد المتحدث باسم حكومة صنعاء ووزير الإعلام فيها ضيف الله الشامي على البيان المشترك بالقول إنه “يمثل سقوطا أخلاقيا ومحاولة بائسة للتغطية على جرائم الكيان الصهيوني، ويؤكد في ذات الوقت حقيقة وقوف ودعم ومساندة أمريكا والدول الغربية وكذا الدول المنساقة معها للكيان الصهيوني في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة”.
وأضاف الشامي في تصريحات نشرتها وكالة سبأ التابعة لحكومة صنعاء ورصدها موقع يمن إيكو إن “التحالف الأمريكي مع 12 دولة، يأتي لحماية السفن الإسرائيلية وجرائم الكيان الغاصب، وليس كما تدّعيه أمريكا والدول الغربية، لحماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، وأن الملاحة في البحر الأحمر آمنة، وأن القوات المسلحة اليمنية، لا تستهدف أي سفن، باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ المحتلة” بحسب الوكالة.
وكانت قوات صنعاء أعلنت أمس الأربعاء تنفيذ هجوم جديد على سفينة “سي إم إيه سي جي إم تيج” التي قالت إنها كانت متوجهة إلى إسرائيل.
وحذرت قوات صنعاء في بيان العملية الولايات المتحدة أو غيرها ” من أيِّ اعتداءٍ أو إجراءٍ يمثلُ حمايةً للسفنِ التجاريةِ التي تذهبُ إلى الكيانِ الصهيوني” بحسب البيان.