يمن إيكو| أخبار:
كشف تقرير صحفي نشرته وكالة رويترز، عن أسباب إحجام حلفاء واشنطن عن الانضمام للتحالف الدولي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي لمواجهة عمليات قوات صنعاء (الحوثيين) ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي.
وقالت الوكالة إنه على الرغم من مضي نحو أسبوع على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن عملية “حارس الازدهار”،
إلا أن تردد حلفاء واشنطن في الانضمام لهذه العملية يعكس حجم التباين في المواقف الدولية تجاه الحرب الإسرائيلية المدعومة من أمريكا على قطاع غزة، وما صاحبها من جرائم إبادة وحشية راح ضحيتها أكثر من 21 ألف فلسطيني، وهو ما جعلها عرضة للانتقادات الدولية المتزايدة.
ووفقاً لتقرير رويترز، فمن بين 20 دولة قالت الولايات المتحدة أنها ستشارك في قوة المهام البحرية التابعة لها، فقد أعلنت عن أسماء 12 دولة فقط.
وقال الميجر جنرال الأمريكي باتريك رايدر للصحفيين الأسبوع الماضي “سنسمح للدول الأخرى بالحديث عن مشاركتها”.
وعلى الرغم من أن بريطانيا واليونان ودول أخرى قد أيدت العملية الأمريكية علناً، إلا أن العديد ممن ورد ذكرهم في الإعلان الأمريكي سارعوا إلى القول إنهم ليسوا متورطين بشكل مباشر.
وأوضح التقرير أن إيطاليا وإسبانيا اللتين تم إدراجهما كمساهمين في عملية “حارس الازدهار” أصدرا بيانات يبدو أنها تنأى بنفسها عن القوة البحرية.
حيث قالت وزارة الدفاع الإيطالية: “إنها سترسل سفينة إلى البحر الأحمر بناء على طلب من أصحاب السفن الإيطالية وليس كجزء من العملية الأمريكية”.
وذكرت إسبانيا إنها لن تنضم إلى عملية “حارس الازدهار” وتعارض استخدام قوة “أتالانتا” التابعة للاتحاد الأوروبي لحماية الشحن في البحر الأحمر، لكن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز قال، أمس الأربعاء، “إنه مستعد للنظر في إنشاء مهمة مختلفة لمعالجة المشكلة”.
وأكدت فرنسا أنها تدعم الجهود الرامية إلى تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، لكن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية.
وأعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في وقت سابق عدم اهتمامهما بالمشاركة في العملية.
ويتخوف حلفاء واشنطن من أن تصبح الدول المشاركة عرضة لانتقام الحوثيين، ويبدو أن هذا هو الحال بالنسبة للهند، التي من غير المرجح أن تنضم إلى العملية الأمريكية، وفقًا لمسؤول عسكري هندي كبير.
وقال مسؤول حكومي هندي إن الحكومة تشعر بالقلق من أن التحالف مع الولايات المتحدة قد يجعلها هدفًا أكبر.
ويساعد الغضب الشعبي بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة في تفسير بعض تردد الزعماء السياسيين، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوجوف مؤخراً أن أغلبية كبيرة من الأوروبيين الغربيين ـ وخاصة إسبانيا وإيطاليا ـ يعتقدون أن إسرائيل لابد وأن توقف العمليات العسكرية في غزة.
وقال ديفيد هيرنانديز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي بمدريد: “إن الحكومات الأوروبية تشعر بقلق بالغ من أن ينقلب جزء من ناخبيها المحتملين ضدها”، مشيراً إلى أن الرأي العام الأوروبي ينتقد إسرائيل بشكل متزايد.
ويبدو أن أمريكا تسعى من عملية “حارس الازدهار” إلى فصل العمليات العسكرية لقوات صنعاء (الحوثيين) عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ونقلت رويترز عن شخص مطلع على تفكير إدارة بايدن: “إن الولايات المتحدة تعتقد أن هجمات الحوثيين المتصاعدة تتطلب رداً دولياً منفصلاً عن الصراع الدائر في غزة”.
وقال مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الشرق الأوسط في عهد إدارة ترامب: “إن هدف البنتاغون من التحالف البحري الجديد يبدو أنه جعل أي هجمات للحوثيين في المستقبل قضية دولية من أجل فصلها عن إسرائيل وحماس”.
وقال مولروي: “بمجرد أن تبدأ السفن العسكرية في عملية حارس الازدهار في حماية الشحن التجاري وتتعرض لهجوم مباشر، فإن (الحوثيين) سيهاجمون التحالف، وليس الولايات المتحدة فقط”.