يمن إيكو| تقارير:
يبدو أن إعلان اتفاق السلام بين صنعاء والرياض بات وشيكاً أكثر من أي وقت مضى، فقد أظهرت السعودية، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تمنعها عن الانخراط في التوتر الذي يسود الشرق الأوسط، بهدف الحفاظ على التفاهمات التي انجزتها مع حكومة صنعاء خلال الأشهر الماضية.
وقد كشفت عدة تقارير أمريكية وغربية أن السعودية رفضت الانخراط في التحالف الأمريكي لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر للحفاظ على مكتسبات التفاهمات التي وصلت إليها مع حكومة صنعاء لإنهاء الحرب في اليمن.
وكالة “رويترز كشفت أن “السبب الرئيسي لغياب السعودية والإمارات فيما يبدو (عن التحالف الأمريكي) هو قلقهما من أن تنتقص المشاركة من هدف استراتيجي طويل الأمد يتمثل في نفض يديهما من حرب عبثية في اليمن” مشيرة إلى أن مصدرين خليجيين أفادا بأن “غياب السعودية والإمارات كان بسبب رغبتهما في تجنب تعريض جهود السلام في اليمن للخطر من خلال الانضمام إلى أي عمل بحري”.
وفي ذروة الصراع الناتج عن الحرب الإسرائيلية في مطلع نوفمبر الماضي كشفت مصادر وثيقة الصلة لموقع “يمن إيكو”، أن السعودية والإمارات أبلغتا صنعاء بأنهما لا تريدان تصعيد الجبهات في اليمن، ولا علاقة لهما بالترتيبات التي تجري من أجل ذلك.
وقالت المصادر آنذاك لـ “يمن إيكو” إن صنعاء تلقت رسائل سعودية وإماراتية أكدت عدم وجود أي نوايا لدى الرياض وأبو ظبي للقيام بأي تصعيد ضد صنعاء، ولن تشاركا في التحركات الامريكية التي تسعى لتحريك الجبهات في اليمن ردا على الهجمات التي تستهدف إسرائيل.
وحصل موقع “يمن إيكو” على معلومات خاصة بشأن خارطة الطريق في اليمن، والتي من المتوقع الإعلان عنها رسمياً خلال الأيام المقبلة كحصيلة لأشهر من المفاوضات والنقاشات بين صنعاء والرياض برعاية سلطنة عمان.
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أصدر بياناً أمس السبت وحصل “يمن إيكو” على نسخة منه، رحب فيه “بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة” بحسب البيان.
وقال البيان، الذي جاء بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وكبير مفاوضي أنصار الله محمد عبد السلام، إن “خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة”.
المعلومات التي حصل عليها موقع “يمن إيكو” أظهرت أن المبعوث أغفل في بيانه بعض النقاط الهامة وقدم معلومات ناقصة عن نقاط أخرى في خارطة الطريق، حيث نصت مسودة الخارطة على وضع جدول زمني واضح لالتزام التحالف بقيادة السعودي بإعادة إعمار ما خلفته الحرب على مدى تسع سنوات وكذلك جدول زمني لخروج قوات التحالف من اليمن على مراحل محددة ومزمنة.
كما تضمنت معلومات “يمن إيكو” أن خارطة الطريق نصت على صرف مرتبات كافة موظفي الدولة في اليمن عسكريين ومدنيين من عائدات النفط والغاز مقابل السماح بإعادة التصدير الذي توقف منذ أكتوبر 2022 بقرار من حكومة صنعاء التي هددت باستهداف عمليات التصدير حتى يتم صرف المرتبات.
وفيما تحدث بيان المبعوث عن تخفيف القيود على مطار صنعاء وموانئ الحديدة إلا أن مسودة خارطة الطريق نصت على رفع كامل القيود المفروضة على كل المطارات والموانئ اليمنية.
وعبرت وزارة الخارجية العمانية في بيان، حصل عليه موقع “يمن إيكو” عن ترحيبها “بالبيان الذي أصدره سعادة هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بشأن التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية”.
وأضاف البيان أن سلطنة عمان “تأمل بأن يتم التوقيع على الاتفاق في أقرب فرصة ممكنة” مؤكدة “استمرار مساعيها في دعم الجهود الأممية للتوصل إلى سلام شامل ودائم في اليمن، بما يحقق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار”.