يمن ايكو
أخبارتقارير

رغبة السعودية في الخروج من اليمن تمنعها من الانضمام إلى التحالف الأمريكي في البحر الأحمر

يمن إيكو| تقرير:

أجمعت تقارير سعودية وأجنبية على أن مأزق الحرب في اليمن يمثل السبب الرئيسي لامتناع السعودية عن الانضمام للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة في البحر الأحمر لمواجهة هجمات قوات صنعاء ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، حيث تخشى المملكة من أن المشاركة في عمل بحري ضد الحوثيين ستقود إلى تصعيد قد يعرض مصالحها ومنشآتها الاقتصادية لهجمات جديدة، ويعيق خطتها للخروج من حرب اليمن المنهكة، خصوصا بعد تحقيق تقدم كبير على طريق إبرام اتفاق سلام مع حكومة صنعاء.

وقالت قناة الإخبارية السعودية الرسمية في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” هذا الأسبوع إن عدم مشاركة السعودية في التحالف الأمريكي البحري يعود لعدة أسباب منها أن “السعودية تتفاوض مع الحوثي ولا تريد تعطيل المفاوضات بعد أن كادت تصل لخارطة طريق وكان التوقيع قريبا” حسب القناة.

وكانت وكالة “رويترز” قالت في تقرير رصده يمن إيكو الأسبوع الماضي إن “السبب الرئيسي لغياب السعودية والإمارات فيما يبدو (عن التحالف الأمريكي) هو قلقهما من أن تنتقص المشاركة من هدف استراتيجي طويل الأمد يتمثل في نفض يديهما من حرب عبثية في اليمن ونزاع مدمر مع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين” مشيرة إلى أن مصدرين خليجيين أفادا بأن “غياب السعودية والإمارات كان بسبب رغبتهما في تجنب تصعيد التوترات مع إيران أو تعريض جهود السلام في اليمن للخطر من خلال الانضمام إلى أي عمل بحري”.

وأضافت الوكالة أن “السعوديين يريدون إنهاء حربهم الدائرة منذ نحو تسع سنوات في اليمن والتي تحولت إلى مأزق أضر بسمعتهم وتسبب في زعزعة الأمن من خلال هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة على مطارات ومحطات طاقة”.

ونقل تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية هذا الأسبوع عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم إن “قرار مهاجمة الحوثيين لم يتخذ بعد، ويرجع ذلك أساسًا إلى الخوف من تجدد القتال بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية”.

وكانت رويترز نشرت في بداية ديسمبر الجاري تقريرا كشف أن السعودية وجهت رسالة للأمريكيين طلبت فيها منهم “ضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين ضد السفن لتجنب المزيد من التصعيد”.

ونقلت وكالة “بلومبيرغ” قبل أيام عن مصدر دبلوماسي سعودي مشارك في المفاوضات مع حكومة صنعاء قوله إن “الرياض تدعم نهجا أكثر اعتدالا (بخصوص التعامل مع الهجمات في البحر الأحمر)، خوفا من أن أي عمل عدائي سيؤدي إلى استفزاز الحوثيين ليصبحوا أكثر عدوانية”، مضيفا أن القيام بعمل عسكري “قد يعرض للخطر الهدنة الهشة في حرب اليمن ويحبط محاولة السعودية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع الحوثيين” بحسب تقرير الوكالة الذي رصده “يمن إيكو”.

ويوم السبت الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن “توصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة” مؤكدا أنه “سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها”.

وقال غروندبرغ أن “خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة. ستنشئ خارطة الطريق أيضًا آليات للتنفيذ وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة”.

وحصل موقع “يمن إيكو” اليوم على معلومات كشفت أن المبعوث أغفل في بيانه بعض النقاط الهامة، وقدم معلومات ناقصة عن نقاط أخرى في خارطة الطريق، حيث نصت مسودة الخارطة على وضع جدول زمني واضح لالتزام التحالف بقيادة السعودية بإعادة إعمار ما خلفته الحرب على مدى تسع سنوات، وكذلك جدول زمني لخروج قوات التحالف من اليمن على مراحل محددة ومزمَّنة.

كما تضمنت معلومات “يمن إيكو” أن خارطة الطريق نصت على صرف مرتبات كافة موظفي الدولة في اليمن عسكريين ومدنيين من عائدات النفط والغاز، مقابل السماح بإعادة التصدير الذي توقف منذ أكتوبر 2022 بقرار من حكومة صنعاء التي هددت باستهداف عمليات التصدير حتى يتم صرف المرتبات.

وكشفت المعلومات أن مسودة خارطة الطريق نصت على رفع كامل القيود المفروضة على كل المطارات والموانئ اليمنية، وليس فقط تخفيف القيود كما ذكر المبعوث.

ومع بدء الحرب في غزة وانخراط حكومة صنعاء بتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، واصلت السعودية الدفع نحو إبرام اتفاق السلام، وفقا للخارطة التي أكدها غروندبرغ، حيث التقى وزير الدفاع السعودي والمسؤول عن ملف اليمن خالد بن سلمان بمجلس القيادة الرئاسي عدة مرات خلال الشهرين الماضيين لضمان انخراط الحكومة اليمنية في هذه الخارطة.

وكان قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي كشف في نوفمبر الماضي أنه كان هناك “اتفاق وشيك مع التحالف” عرقلته الولايات المتحدة الأمريكية في إطار ممارسة ضغوط على حكومة صنعاء لوقف عملياتها ضد إسرائيل، وهذا ما أكده تقرير قناة الإخبارية السعودية الذي كشف أن التوقيع كان قريبا على الاتفاق مع حكومة صنعاء.

هذا أيضا ما أكده المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ قبل أيام في تصريحات رصدها موقع “يمن إيكو” خلال ندوة بمركز واشنطن للدراسات اليمنية، حيث قال إن “أحداث غزة وتصعيد الحوثي أعاق التوقيع على اتفاق السلام بين السعودية والحوثيين” في إشارة واضحة إلى أن الولايات هي المسؤولة عن إعاقة التوقيع لأنها هي من ربطت الأمرين ببعضهما، على عكس السعودية التي حرصت خلال الفترة الماضية على أن تحافظ على الهدنة وما تم إنجازه في المفاوضات.

وكشف موقع “يمن إيكو” في تقارير سابقة أن السعودية ضغطت على الحكومة اليمنية لعدم المشاركة في أي تصعيد أمريكي ضد حكومة صنعاء، حرصا على عدم تعريض خطة إنهاء الحرب للخطر.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً