يمن إيكو| تقرير:
انفرط عقد قوة المهام المشتركة التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تشكيلها لمواجهة عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر، بعد أيام قليلة من الإعلان، حيث أكدت كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا أنها لن تكون جزءا من عملية “حارس الازدهار”، فيما رفضت دول أخرى دعوات أمريكية للانضمام، الأمر الذي أكد حقيقة العزلة الدولية التي تعيشها واشنطن بسبب دعمها لإسرائيل، إذ يبدو أن دول العالم وثقت برسائل حكومة صنعاء المطمئنة حول الملاحة الدولية أكثر من ثقتها بأهداف تحرك الولايات المتحدة.
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، كان قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي من تل أبيب عن إطلاق عملية “حارس الازدهار” بمشاركة بريطانيا والبحرين وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وكندا وهولندا والنرويج وسيشيل، وذلك بهدف مواجهة ما وصفه بالتحدي الذي يمثله الحوثيون من خلال الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
لكن مع نهاية الأسبوع كانت ثلاث دول من هذه القوة قد أكدت أنها ليست جزءا منها، حيث قالت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان نقلته وكالة رويترز ورصده “يمن إيكو” إن سفنها متواجدة بالفعل في المنطقة لكنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية.
وقالت إيطاليا في بيان إنها ستقوم بإرسال الفرقاطة “فيرجينيو فاسان” إلى البحر الأحمر استجابة لطلبات محددة قدمها أصحاب سفن إيطاليون، مؤكدة أن هذا الإجراء ليس جزءا من عملية حارس الازدهار.
أما إسبانيا فقالت في بيان لوزارة دفاعها إنها لن تشارك إلا في مهمات يقودها حلف شمال الأطلسي أو عمليات ينسقها الاتحاد الأوروبي، وأضافت: “لن نشارك من جانب واحد في عملية البحر الأحمر”.
ولاحقا قالت صحيفة “كونفيدنسيال” الإسبانية في تقرير رصده “يمن إيكو” إن “إسبانيا غيرت موقفها من المشاركة في القوة التي تقودها واشنطن في البحر الأحمر، واستخدمت بشكل مفاجئ حق النقض ضد قرار مشاركة الاتحاد الأوروبي في القوة”.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن الدول الثلاث “انسحبت” من القوة الأمريكية.
واقتصرت مشاركة كل من النرويج وهولندا على إرسال 12 ضابطا بحريا فقط إلى البحرين الذي اكتفت باستضافة الأفراد.
وكشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية في تقرير رصده “يمن إيكو” أن “الحكومة الصينية تجاهلت دعوة وجهها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصين لمساعدة التحالف الدولي في البحر الأحمر”.
وبعد أن دعت الولايات المتحدة أستراليا للمشاركة، قال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مايلز، في تدوينة على مواقع التواصل رصدها موقع يمن إيكو: “لن نرسل سفينة أو طائرة إلى الشرق الأوسط، وسنرسل 11 عسكريًا فقط في يناير، إلى مقر القوة في البحرين للمساهمة في القوة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر”.
ومثلت ردود الفعل هذه دليلا واضحا على فشل الولايات المتحدة في حشد المواقف الدولية لدعم تحركها في البحر الأحمر، خصوصا وأن القوة المشتركة لم تضم أي دولة عربية باستثناء البحرين، ولم تضم أي دولة مطلة على البحر الأحمر.
ويؤكد ذلك ما قاله مسؤول أمريكي رفيع منتصف الشهر الجاري لصحيفة “واشنطن بوست” حول العزلة الدولية التي باتت تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة دعمها غير المحدود لإسرائيل.
وقال المسؤول الأمريكي إن: “العزلة الأكثر وضوحا هي في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، حيث كانت الولايات المتحدة وحيدة تقريبا في معارضة قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة”.
وأضاف المسؤول الرفيع: “نسمع شكاوى وانتقادات، ليس فقط من الأصدقاء، ولكن من جميع أنحاء العالم، وليس فقط دوليا ولكن داخليا”.
وتعود هذه العزلة إلى أن تحركات الولايات المتحدة أصبحت تتمحور فقط حول حماية مصالح إسرائيل، حيث تدرك دول العالم أن التحرك في البحر الأحمر على سبيل المثال لا يخدم بالفعل الملاحة الدولية التي تظهر بيانات قناة السويس أنها لا زالت منتظمة وطبيعية، بل إن هذا التحرك في الحقيقة هو ما يهدد الملاحة الدولية.
وحول هذه العزلة، نشرت وكالة “فرانس برس” اليوم الأحد، تقريرا رصده يمن إيكو، نقلت فيه عن ليزلي فينجاموري الخبيرة في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن قولها إنّ “الطريقة التي يُنظر بها إلى كل هذا في بقية العالم هي أنّ الولايات المتّحدة تهتمّ بالإسرائيليين والأوكرانيين فقط”.
وفيما يخص البحر الأحمر بالذات، كانت حكومة صنعاء قد أعلنت الأسبوع الماضي، أنها وجهت رسائل لدول العالم وللمنظمة البحرية الدولية بأن “الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب آمنة لكل الوجهات ما عدا الكيان الصهيوني” بحسب بيان لوزارة الخارجية في حكومة صنعاء.
وبالنظر إلى التفاعل الدولي الضعيف مع العملية الأمريكية في البحر الأحمر، يبدو بوضوح أن رسائل حكومة صنعاء كان لها موثوقية لدى الكثير من الدول، أكثر من التحرك الأمريكي، وهو ما يشير إلى فشل أمريكي في تثبيت سردية “حماية الملاحة الدولية” في المقام الأول.