يمن إيكو| أخبار:
قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن بلاده ستقود قوة بحرية متعددة الجنسيات من أجل ما وصفه بـ “إعادة حرية الملاحة إلى البحر الأحمر وباب المندب”.
وصرح أوستن، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارة أوستن إلى تل أبيب، اليوم الإثنين، بأن دعم إيران لهجمات الحوثيين يجب أن يتوقف، مؤكداً أن الزيارة تأتي تأكيداً على التزام واشنطن الصارم تجاه أمن إسرائيل.
وأكد أوستن أن “التزام أمريكا تجاه إسرائيل لا يتزعزع ولا ينبغي لأي مجموعة أو دولة أن تختبر عزمنا”، مضيفاً: “نحن نقود قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لدعم المبدأ الأساسي المتمثل في حرية الملاحة”، قائلاً إن هجمات الحوثيين على الشحن التجاري “يجب أن تتوقف”.
ووصف أوستن الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل بأنها “متهورة وخطيرة وتنتهك القانون الدولي”، مضيفاً أن الهجمات لا تمثل مصدر قلق للولايات المتحدة فحسب، بل إنها تهدد التجارة العالمية، وأردف قائلاً: “لهذا السبب فإن الأمر يستحق رداً دولياً”.
وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أنه سيعقد اجتماعاً- عن بُعد- مع نظرائه في الشرق الأوسط وخارجه، للرد على الهجمات اليمنية على الشحن الدولي في البحر الأحمر، موضحاً أن الاجتماع الافتراضي سيعقد صباح غد الثلاثاء.
في السياق نفسه، وبالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، قال رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبدالسلام، إن تخويف السفن وشركات النقل البحري غير المرتبطة بالكيان الإسرائيلي من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، دعاية أمريكية مغرضة، الهدف منها بناء جدار دولي يحمي إسرائيل في البحر.
وأكد عبدالسلام، في تدوينة على منصة إكس، رصدها “يمن إيكو” أن الملاحة عبر البحرين الأحمر والعربي في أمان، مشيراً إلى أن استهداف السفن الإسرائيلية مرتبط بعدوان الكيان الإسرائيلي على غزة، مجدداً التأكيد على أن “الممرات الملاحية في البحر الأحمر والبحر العربي في أمان، ولا خطر على سفن أي دولة باستثناء السفن التابعة لكيان العدو أو تلك المتوجهة إلى موانئه”.
وفي تعليق له على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، أكد الباحث في الشؤون العسكرية، العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بحكومة صنعاء، أن الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في تشكيل تحالف دولي لما أسمته حماية الملاحة في البحر الأحمر.
وقال بن عامر، في تدوينة على منصة إكس، رصدها موقع “يمن إيكو”، إن حديث وزير الدفاع الأمريكي عن مساعي بلاده لتشكيل تحالف دولي لمنع أي هجمات في منطقة البحر الأحمر، يدل على “فشل واشنطن في تفعيل ما يعرف بقوة 153 وهو تحالف يضم عدة دول ومنطقة عملياته البحر الأحمر وباب المندب”، مؤكداً “إخفاق واشنطن حتى اللحظة في تشكيل تحالف جديد”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة “تريد الزج بدول عربية في هذا التحالف، على الأقل للمشاركة بالتمويل”، منوهاً بأن هذه الدول “لا ترفض من حيث المبدأ المشاركة لكنها تخشى التبعات، لأن التحالف يحمي الملاحة الإسرائيلية، وتشكيله أصلاً من أجل إسرائيل، ولهذا فليست متحمسة للمشاركة وبعضها اعتذر بالفعل”.
وتوقع بن عامر أن “تضغط أمريكا أكثر، خلال الساعات المقبلة على دول عربية هامشية من أجل المشاركة، ويمكن أن تعلن عن تحالف يضم دولاً معظمها غير عربية”، موضحاً أن “التحرك الأمريكي لإعلان هذا التحالف، رغم التعثر والإخفاق والفشل، هو محاولة للحفاظ على هيبة واشنطن وحضورها، فهي لا تريد أن تظهر وكأنها فشلت في تشكيل تحالف”.
وتابع: “كل ما يجري يؤكد أن هناك مؤشرات عدة على فشل التوجه الأمريكي، ليس في تشكيل التحالف فقط، بل في كيفية تفعيل هذا التحالف على الميدان، ولعل المقدمات تكشف لنا كيف ستكون النتائج، فلا دول متحمسة للمشاركة وبعضها اعتذر، والأمريكي بنفسه يقول إن هدفه عدم توسيع الصراع، وكذلك يعمل على تحسين صورته بعد سقوطه الأخلاقي في غزة، ومع ذلك يريد حماية إسرائيل حتى تستكمل حربها المتعثرة في غزة، وهذا إصرار على السقوط الأخلاقي أمام العالم”.
وختم بن عامر قراءته لحديث وزير الدفاع الأمريكي بالقول: “سننتظر ما سيخرج به اجتماع الغد، لكن حتى لو كان هناك تحالف فلن يؤدي الى تراجع اليمن عن موقفه”، مؤكداً أن غالبية دول العالم تقول للولايات المتحدة الأمريكية: “الأفضل فتح المعابر بدلاً من توسيع الحرب”.