يمن ايكو
أخبار

عرض أمريكي لصنعاء لإنهاء حرب اليمن وصرف المرتبات

يمن إيكو|خاص:

استمرت التحركات المتسارعة في إطار الحراك السعودي الأمريكي لإبرام اتفاق سلام في اليمن، والذي تؤكد تقارير أنه مرتبط بشكل مباشر برغبة أمريكية في احتواء دور قوات حكومة صنعاء المتصاعد في الصراع المحتدم مع إسرائيل.

وأعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في بيان رصده موقع يمن “إيكو” يوم الخميس أنه “اختتم زيارة إلى الرياض التقى خلالها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي وطارق صالح وفرج البحسني. كما التقى أيضاً وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك”.

وقال إن اللقاءات “ركّزت المناقشات على تقدم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يعالج بعض ظروف المعيشة المتدهورة في اليمن، ويؤسس لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ويمهد لعملية سياسية يمنية جامعة برعاية الأمم المتحدة”.

وأضاف غروندبرغ أنه التقى أيضاً السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر “واتفقا على أهمية الحفاظ على بيئة مواتية لمواصلة الحوار البنّاء من أجل التوصل إلى تسوية سياسية جامعة في اليمن”، بحسب البيان.

والتقى المبعوث الأممي خلال زيارته أيضاً مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مشيراً إلى أنه “أعرب عن تقديره لوحدة المجلس في دعم استئناف العملية السياسية في اليمن”.

ويأتي ذلك بعد يوم من اجتماع عقده وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وقال إنه ناقش فيه “الجهود المبذولة في الشأن اليمني، وبحث التعاون والتنسيق بشأن خارطة الطريق بين الأطراف اليمنية؛ لإنهاء الأزمة بإشراف الأمم المتحدة”.

وجاء الاجتماع بعد استدعاء مجلس القيادة إلى السعودية في إطار تقدم تم تحقيقه للتوصل إلى اتفاق سلام مع حكومة صنعاء على أساس خارطة سعودية تتضمن تفاهمات في ملفات المرتبات والمطارات والموانئ والطرق، بحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط التابعة للمخابرات السعودية.

وأعلنت الخارجية الأمريكية، يوم الثلاثاء أن المبعوث الخاص تيم ليندركينغ توجه إلى المنطقة في زيارة جديدة من أجل “الدفع بجهود السلام الجارية بقيادة الأمم المتحدة في اليمن ودعم التنسيق الإقليمي للتوصل إلى نهاية دائمة للصراع”.

وبدا أن المؤشرات الجديدة المتسارعة، تترجم رغبة أمريكية في تهدئة الوضع باليمن لاحتواء الدور المتصاعد والمؤثر الذي تلعبه قوات حكومة صنعاء في الصراع الدائر بفلسطين، وخصوصاً بعد أن هدد قائد “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، يوم الثلاثاء، باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وهو تهديد أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء بعدها بساعات أنه دخل حيز التنفيذ.

هذا أيضاً ما أشارت إليه عدة تقارير صحافية اطلع عليها “يمن إيكو” كشفت عن وجود عرض أمريكي مقدم لصنعاء يتضمن رفع كافة القيود المفروضة على البلد وتسليم رواتب الموظفين، مقابل وقف التحركات العسكرية المتعلقة بالصراع مع إسرائيل.

وكان الحوثي أعلن يوم الثلاثاء أنه “منذ بداية الأحداث في فلسطين وصلتنا رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي، الأمريكي يرغِّب، ويتوعَّد، ويتهدد”.

ويرى مراقبون أن تسارع التحركات لإبرام اتفاق مع صنعاء يأتي تحت عنوان “الترغيب” الذي تحدث عنه الحوثي.

وكانت الولايات المتحدة قد أبدت مؤشرات لهذا الترغيب مع بداية التطورات في فلسطين، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، منتصف أكتوبر الماضي، إن “اليمن أمام فرصة غير مسبوقة للسلام”، وأشار في لقاء مع المبعوث الأممي إلى أنه يجب “إنهاء الصراع اليمني في أقرب وقت ممكن وحل الأزمتين الإنسانية والاقتصادية اللتين تواجههما البلاد، وخاصة في ظل التحديات الأخرى التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط”.

واعتبر مراقبون وقتها أن ربط وزير الخارجية الأمريكي إنهاء الحرب في اليمن بالتطورات الإقليمية يترجم توجهاً لاستخدام ملف السلام من أجل احتواء موقف حكومة صنعاء بشأن فلسطين، خصوصاً وأن تصريح بلينكن جاء بعد إعلان عبد الملك الحوثي- وقتها- الاستعداد للمشاركة العسكرية في القتال ضد إسرائيل.

مع ذلك، فقد أكد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير رفض أي مساعٍ أمريكية لربط الموقف من فلسطين بأي ملفات أخرى.

وقال في الخطاب: “لم نكترث (للتهديد والترغيب الأمريكي) وعندما قال الأمريكيون في رسالة: إنهم قد وجَّهوا دول المنطقة وأصدروا لها تعليماتهم بأن لا يكون من جانبها أي ردة فعل ولا أي موقف، قلنا: لا تحسبونا معهم، لسنا ممن يتلقى توجيهاته منكم، ولسنا ممن يتقبل أوامركم، ولا نخضع لأوامركم”.

وأضاف: “الأمريكي منذ بداية هذا الموقف يتجه للضغط علينا، والتهديد المستمر لنا، بالتهديد المباشر، والتهديد بعودة الحرب من جهة التحالف، والإعاقة للاتفاق مع التحالف بعد أن كان وشيكاً، والإعاقة للمساعدات الإنسانية.. وكل هذه الخطوات لن نكترث لها، لن تخضعنا، لن تصرفنا عن موقفنا”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً