يمن ايكو
أخبار

شاهد| لماذا بدأت الولايات المتحدة تجديد الحرب في اليمن؟

أكد معهد “كوينسي” الأمريكي، حقيقة التهديدات الأمريكية لحكومة صنعاء بتحريك الجبهات وعودة القتال في اليمن، على خلفية إطلاق قوات صنعاء صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل.

ونشرت مجلة “Responsible Statecraft” التابعة للمعهد، اليوم الإثنين، تقريرا تناول إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة انطلقت من اليمن نحو إسرائيل في 19 أكتوبر الجاري، ووصف ذلك بأنه “استفزاز قد يؤدي إلى ضربات انتقامية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها”.

وقال التقرير إنه إذا استمرت هجمات “الحوثيين” حسب وصفه (مرجحا أن تستمر) فإن “القتال في أنحاء اليمن قد يتسارع، واحتمال التوصل إلى أي نوع من الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والحوثيين سوف يتضاءل أكثر”.

ورجح التقرير أن “تتوقف المفاوضات السعودية الحوثية مؤقتا، أو توضع على الرف إلى أجل غير مسمى”.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط أعلن يوم الأحد أن الولايات المتحدة هددت حكومة صنعاء بعودة الحرب على خلفية موقف الأخيرة بشأن فلسطين.

وأكد إعلان المشاط ما كان موقع “يمن إيكو” قد كشفه الأسبوع الماضي، عندما قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، إن الصراع في فلسطين قد يؤثر على “مكاسب الهدنة” و”يجر اليمن إلى حرب أخرى”، وهو ما اعتبره مراقبون وقتها تهديدا لصنعاء.

وقد رد المشاط بأن حكومة صنعاء “لا تخاف التهديدات” وأنها مستعدة لاتخاذ مواقف تصعيدية لمساندة فلسطين.

وفيما يتعلق بمؤشرات التهديد الأمريكي على الأرض، قالت وكالة سبأ الرسمية، اليوم الاثنين، إن وزير الاعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، والمفتش العام للقوات المسلحة عادل القميري، زارا المنطقة العسكرية السادسة.

وأوضحت أن “الارياني حث على رفع الجاهزية القتالية والاستعداد لأي طارئ”.

وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية، يوم الأحد، إن وفدا من قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن وصل إلى محافظة حجة في زيارة شملت عدة مديريات منها حجة وميدي وحيران والجعدة.

وقبل خمسة أيام أعلن المركز الإعلامي للقوات الحكومية أن رئيس هيئة الأركان العامة صغير بن عزيز، التقى مع قائد القوات المشتركة للتحالف نائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السعودية الفريق أول ركن مطلق الازيمع، وناقشا المستجدات الميدانية والوضع العملياتي في مختلف الجبهات على امتداد مسرح العمليات.

وقال المركز إن اللقاء تطرق إلى نتائج الزيارات الميدانية التي قام بها رئيس هيئة الأركان إلى المحاور العسكرية، ومحاور وجبهات الحدود الشمالية.

وقبل أسبوع، اطلع عضو مجلس القيادة العميد طارق صالح على جاهزية حرس الحدود، بحسب المركز الإعلامي التابع له.

ومنذ عودته من أمريكا، مع بداية اندلاع المواجهات في فلسطين، نفذ “بن عزيز” زيارات مكثفة لجبهات صعدة وحجة، وفي مقدمتها جبهة ميدي الساحلية، وأكد “الجهوزية لأي تطورات”.

ويأتي ذلك ضمن حالة استنفار كان موقع “يمن إيكو” قد سلط الضوء على مؤشراتها خلال الفترة الماضية، على خلفية الأحداث في فلسطين، حيث نقل تقرير سعودي رصده الموقع عن مصدر في وزارة الدفاع اليمنية قوله إن “تركيز القوات الحكومية حاليا منصب على استغلال الحوثيين للقضية الفلسطينية” بحسب تعبيره.

واعتبر مراقبون أن هذه المعطيات تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت القوات الحكومية للتحرك ضد حكومة صنعاء، كرد على تدخل الأخيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المحتدم.

ورصد موقع “يمن إيكو” أمس الأحد تغريدة لنائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، قال فيها إن أي “عمل عدائي أمريكي سيكون خطأ العمر، وحينها من غير الجيد تذكيرنا باحترام أية قوانين، لأن شعبنا -بلا تردد- سيضع القوانين التي لا تحترمه تحت الأقدام”.

وطالب العزي أمريكا بتعديل سلوكها تجاه اليمن وفلسطين.

وبرغم أن تقرير معهد “كوينسي” أشار إلى احتمالية عودة القتال بين حكومة صنعاء ودول التحالف، وقال إن “السعودية والإمارات قد تردان على هجمات الحوثيين” فإن مؤشرات التصعيد لا زالت حتى الآن مقتصرة على القوات الحكومية.
ويرى مراقبون أن السعودية تحاول بحذر ألا تنجر إلى احتمالات عودة القتال، للحفاظ على ما تم تحقيقه خلال المفاوضات مع حكومة صنعاء، وهو ما يرجحه أيضا حراكها الدبلوماسي الأخير، ولقاء وزير دفاعها خالد بن سلمان مع مجلس القيادة، للدفع نحو اتفاق مع حكومة صنعاء.

وبحسب التسلسل الزمني، فإن مؤشرات عودة الحرب بدأ بروزها من زيارة رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز إلى أمريكا وعودته منها، وهو ما يعتبره مراقبون إشارة إلى أن الولايات المتحدة هي من تسعى لتحريك الجبهات، خصوصا وأنها أعلنت رسميا أنها ستعمل على عرقلة تحرك أي طرف إقليمي لمساندة المقاومة الفلسطينية، وأنها سترد بحزم على ذلك.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً