يمن ايكو
أخبار

شاهد | حراك سعودي جديد للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن

خاص | يمن إيكو

بدأت السعودية حراكا دبلوماسيا يقوده مسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان بهدف التوصل إلى اتفاق مع حكومة صنعاء يلبي شروط الأخيرة، وذلك بعد توجيه الحكومة اليمنية بالموافقة والالتزام بما سيتم التوصل إليه، من أجل تقديم الاتفاق في إطار “يمني يمني”.

وقالت وكالة “سبأ” الرسمية إن وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، التقى يوم الأربعاء، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وأعضاء المجلس، مشيرة إلى أن بن سلمان أكد “تشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حلٍ سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية”.

من جانبه قال زير الدفاع السعودي على منصة (إكس) إنه “بحث مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي آخر تطورات ومستجدات الشأن اليمني والجهود المشتركة لدعم مسار السلام” مضيفاً أنه أكد “تشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم تحت إشراف الأمم المتحدة، يُنهي الأزمة اليمنية ويحقق الأمن والسلام والتنمية لليمن وشعبه الشقيق” بحسب قوله.

وجاء اللقاء بعد أن كانت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية، نشرت مقابلة رصدها “يمن إيكو” مع نائب رئيس مجلس القيادة فرج البحسني، أعلن فيها أن الحكومة اليمنية تدرس خارطة طريق مدعومة من السعودية والمجتمع الدولي تتضمن “وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين بكل سهولة، وفتح المطارات والموانئ” وهو ما يتوافق مع شروط حكومة صنعاء.

وعقب زيارة وفد صنعاء إلى الرياض في سبتمبر الماضي وتصريحات الطرفين بتفاؤلهما بالنقاشات التي خاضاها، أظهرت الأطراف اليمنية التابعة للتحالف امتعاضها من تجاهلها في تلك المفاوضات وعبرت عن ذلك بطرق مختلفة مثل تصريحات عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأنه ليس لديهم أي معلومات حول تلك المفاوضات، فيما دفع حزب الإصلاح بتكتل من أحزاب هو أحد أعضائه لإصدار بيان يدعو للتمسك بالمرجعيات الثلاث المتمثلة بقرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية اللذين يتناقضا تماما مع موضوعات المفاوضات بين صنعاء والرياض، بالإضافة إلى مخرجات الحوار الوطني، لكن الأخير لا تعارضه صنعاء.

ولتغيير هذه الأجواء علم موقع “يمن إيكو” من مصادر مطلعة أن السعودية تعهدت لصنعاء بأنها ستجعل الأطراف اليمنية التي يرعاها التحالف تكف عن التصريحات المناوئة لما تم من مناقشات في صنعاء والرياض، وستدفع بها للانسجام مع المسار القائم على أساس النقاشات بين الطرفين، وبدأت بتنفيذه من خلال استدعاء رئيس مجلس القيادة وأهم أعضاء المجلس، وهو ما تجلى في خبر وكالة سبأ التابعة للمجلس الذي أظهر انسجاماً مع التوجه السعودي، وهو ما انعكس أيضاً في تصريح جديد لعضو مجلس القيادةـ طارق صالح، الذي كانت له مواقف مؤيدة للتصعيد خلال الفترة الماضية، حيث قال في تغريدة له على منصة “إكس” رصدها موقع “يمن إيكو” بعد اللقاء مع وزير الدفاع السعودي: “نحن مع كل الجهود التي يبذلها الأشقاء والمجتمع الدولي لتحقيق هدف السلام بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة” دون أي ذكر للمرجعيات الثلاث من قبل العليمي أو أعضاء مجلسه.

وقال مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” الحكومية السعودية عبد الله آل هتيلة، الخميس، في تغريدة على منصة “إكس” رصدها الموقع إنه “مهما كانت ضراوة الحروب العالمية تبقى اليمن في قلب السعودية، تعمل من أجلها إلى أن يعُم السلام وتهنأ بالأمن والاستقرار”، وهو ما اعتبره محللون تأكيدا واضحا على اندفاع السعودية نحو التوصل لاتفاق مع حكومة صنعاء مهما كانت مواقف الحكومة اليمنية.

كما ذكرت جريدة “القدس العربي” نقلاً عن مصادر وصفتها باليمنية الرسمية أن “اللقاء مع بن سلمان ناقش ترتيبات بدء المفاوضات المباشرة بين الحكومة وجماعة الحوثيين عقب توصل السعودية مع الجماعة إلى شبه اتفاق على ما يُعرف بإجراءات بناء الثقة، والمتعلقة بصرف مرتبات الموظفين العموميين في مناطق سيطرة الجماعة، ورفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، والاتفاق على آلية لإطلاق الأسرى وفتح الطرقات مقابل ما تشترطه الحكومة وبخاصة استئناف تصدير النفط في مناطق نفوذها” وفقاً للجريدة.

في السياق نفسه، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الخميس، إنه أجرى في الرياض سلسلة لقاءات مع مسؤولين ودبلوماسيين يمنيين وإقليميين ودوليين، ركز فيها على “الخطوات المقبلة، في سبيل تيسير التوصل إلى اتفاق بشأن إجراءات لتحسين ظروف المعيشة في اليمن، ووقف إطلاق للنار في جميع أنحاء البلاد، وعملية سياسية جامعة بين اليمنيين برعاية أممية” وهو ما يتوافق مع خارطة الطريق المعلنة.

وقال غروندبرغ في بيان إنه التقى خلال جولته في الرياض كلا من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

ويعزز بيان المبعوث الأممي ما أكده المراقبون حول رغبة السعودية في وضع إطار “يمني يمني” للاتفاق الذي تسعى للوصول إليه مع حكومة صنعاء، وذلك من خلال تقديم الحكومة اليمنية كطرف مقابل لحكومة صنعاء، وتقديم الرياض كطرف وسيط أو “داعم للحل” إلى جانب الأمم المتحدة.

وتنخرط الولايات المتحدة الأمريكية في الحراك السعودي من أجل التوصل لاتفاق مع حكومة صنعاء، حيث عقد المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ يومي الأربعاء والخميس، لقاءين مع رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، ورئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، لمناقشة “جهود الوساطة الحميدة التي يقودها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، من أجل تجديد الهدنة” بحسب وكالة سبأ.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد تحدث قبل أيام عن ضرورة التوصل لاتفاق ينهي الصراع في اليمن “في أسرع وقت ممكن” وقال إن “اليمن أمام فرصة غير مسبوقة للسلام” بالنظر إلى “التحديات الأخرى في المنطقة” في إشارة إلى معركة طوفان الأقصى التي أعلن قائد “أنصار الله” الاستعداد للمشاركة فيها عسكريا، وهو ما دفع مراقبين للاعتقاد بأن واشنطن تسعى لتحريك ملف السلام لمنع حكومة صنعاء من التدخل في فلسطين.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً