تقرير خاص – #يمن_إيكو
لم تعد معضلة منفذ الوديعة (بشقيه السعودي واليمني) تتمثل في السيطرة الفعلية للتحالف والحكومة الموالية له، والتحكم على عائداته كمورد اقتصادي يدر مليارات الدولارات سنوياً، بل صارت المشكلة بإصراره على الاستمرار في العقاب الجماعي لليمنيين في الداخل اليمني والخارج السعودي.
وليس ثمة هدف لهذا العقاب- حسب ناشطين وحقوقيين- سوى استمرار تدفق تلك الإيرادات من المنفذ، للنافذين في قيادة التحالف والحكومة الموالية له، مقابل الإغلاق التام للمنافذ الأخرى الأقرب والأسهل لملايين اليمنيين، من المغتربين والمعتمرين والزوار مع عوائلهم، وتحويل تلك الملايين إلى منفذ واحد هو منفذ الوديعة من أجل تحقيق ذلك الهدف المادي.
تبعات تحويل مسارات حركة السفر بين اليمن والسعودية، إلى منفذ الوديعة، تجاوزت التحكم بالإيرادات إلى تحول المنفذ إلى عنق زجاجة خنقَ المسافرين، وضاعف معاناتهم وعوائلهم، عبر تكدسهم مع أمتعتهم وبضائعهم في ساحات المنفذ لأسابيع، حسب شكاوى المعتمرين، المغادرين من اليمن صوب السعودية.
ويؤكد المسافرون الانعدام الكامل للخدمات الأساسية والضرورية في المنفذ، مشيرين إلى أنه ومع بقائهم في ساحاته تحولت المنطقة إلى سوق استهلاكية لحركة تجارية ذات غلاء فاحش، وإلى حدود قياسية تستنزف- من خلالها- مدخرات المسافرين.
ووسط ذلك الزحام الخانق والقاتل في منفذ الوديعة، يواصل التحالف إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي، الذي قضت الهدنة الاقتصادية المعلنة منذ مساء الثاني من إبريل الجاري، بفتحه لرحلتين في الأسبوع، من أصل عشرات الرحلات كانت تسجل يومياً، كون المطار يخدم أكثر من 27 مليون يمني.
التطور اللافت إلى الأهمية التي يمثلها مطار صنعاء الدولي ومنفذ حرض/الطوال بمحافظة حجة، هو ما أعلنته الحكومة الموالية للتحالف، السبت، من إيقاف كلي للرحلات البرية إلى السعودية، ابتداءً من اليوم الأحد، السابع عشر من أبريل، ولمدة ثلاثة أيام، وفق تعميم صادر عن الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري التابعة للحكومة.
وأكدت الهيئة في خطابها الموجه إلى كافة شركات النقل الدولية، توقيف جميع الرحلات المتجهة إلى السعودية عبر منفذ الوديعة البري.. مرجعة القرار إلى تكدس المسافرين والمعتمرين في ساحات الوديعة ونقطة العبر، اللتين تشهدان اختناقات كبيرة حد توقف الحركة اليومية، بسبب إغلاق التحالف لمطار صنعاء الدولي وعسكرة المطارات في مناطق سيطرته، وكذلك إغلاقه منفذ حرض/ الطوال بمحافظة حجة، منذ بدء الحرب والحصار.
مؤشرات الطلب على السفر عبر مطار صنعاء، التي سجلت نحو 30 ألف طلب في الأيام الأولى لإعلان الهدنة، تؤكد- حسب المراقبين- حجم الحاجة الملحة لآلاف المرضى من اليمنيين للسفر للعلاج في الخارج، بالإضافة إلى العالقين في الخارج، ما يعني أن الرحلتين الأسبوعيتين لا تكفي.
ويؤكد مراقبون أن خمس رحلات يومية عبر مطار صنعاء لا تكفي الطلب المتزايد للسفر من وإلى المطار، الذي تم إغلاقه أمام اليمنيين في الداخل والخارج من قبل التحالف في الـ9 أغسطس 2016م، لتشهد السنوات الماضية وضعاً يمنياً كارثياً هو الأسوأ في العالم بحسب شهادة الأمم المتحدة.
يذكر أن ملايين المغتربين اليمنيين في عواصم العالم يواصلون تظاهراتهم ومسيراتهم اليوميـة منذ إغلاق مطار صنعاء والدولي، وكان الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية قد ناشد في أكثر من مقام وتظاهرة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الضغط على التحالف والحكومة الموالية له، لإنهاء معاناة اليمنيين وامتهان كرامتهم في منفذ الوديعة، عبر رفع الحظر المضروب على بقية المطارات والمنافذ اليمنية الرئيسة.