يمن ايكو
تقارير

📃 الأمم المتحدة تفشل في حصد مبلغ التمويل المطروح و1,3 مليار دولار إجمالي تعهدات المانحين

تقرير خاص-يمن ايكو

بلغ إجمالي التقديرات الأولية لتعهدات مؤتمر المانحين من أجل اليمن- الذي نظمته مملكة السويد وسويسرا اليوم الأربعاء 16 مارس 2022م- قرابة مليار و300 مليون دولار، لتمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن، من أصل 4.27 مليار دولار إجمالي مبلغ التمويل الذي طالبت به الأمم المتحدة.

وفيما امتنعت السعودية والإمارات (الدولتان الخليجيتان اللتين تتحملان جانباً كبيراً من المسئولية عن الوضع الكارثي في اليمن) عن تقديم أي دعم يذكر لتمويل الخطة الأممية للاستجابة الإنسانية، جاء ترتيب الدول المانحة على النحو التالي: الولايات المتحدة الأمريكية، 585 مليون دولار، الاتحاد الأوروبي 172 مليون دولار، المفوضية الأوروبية 169.5 مليون دولار، ألمانيا 132 مليون دولار، كندا 62.5 مليون دولار، السويد 35 مليون دولار، النرويج 25 مليون دولار، كوريا الجنوبية 23.4 مليون دولار، منها 3.4 مليون دولار قيمة 18 ألف طن رز.الا

كما تعهدت كل من: اليابان 23 مليون دولار، هولندا 19 مليون دولار، الدانمارك 18.3 مليون دولار، فرنسا 16 مليون دولار، الكويت 10 ملايين دولار، إيطاليا 5.5 مليون دولار، إيرلندا 5 ملايين دولار، لوكسمبورج مليوني دولار، ايسلندا 230 ألف دولار، النمسا 4.4 مليون دولار، فينلندا 4.1 مليون دولار.

المؤتمر الذي يعد السادس منذ بدء شن التحالف السعودي الإماراتي حربه في اليمن في 26 مارس 2015م، يأتي هذه المرة وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق في البلاد وأزمة وقود وغذاء خانقة، تشهدها كافة المناطق اليمنية بسبب القيود المفروضة من قبل التحالف على الواردات واحتجاز السفن، ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، واستمرار عسكرة التحالف لمنشآت وحقول النفط والغاز في مارب وشبوة حضرموت، وغيرها من مناطق السيطرة الإسمية لحكومة هادي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في افتتاحه مؤتمر التعهدات من أجل اليمن: بعد أكثر سبعة أعوام من الحرب، يواجه 23 مليون يمني الجوع والمرض وغيرها من المخاطر التي تهدد الحياة– وهي زيادة بنسبة 13% مقارنة بعام 2021 – مع انهيار الخدمات الأساسية في البلاد والاقتصاد”.. متوقعاً أن يواجه حوالي 161,000 شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي قريباً.

خطاب “غوتيريش”، واستغاثة وتحذيرات المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من صعود أسعار الغذاء عالمياً واستحالة إمداد اليمن بالغذاء نظراً للحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها من كلمات المنظمات الأممية في المؤتمر اعتبرها مراقبون اعترافاً ضمنياً بفشل الأمم المتحدة في تحييد الاقتصاد وتجنيبه ويلات الحرب، وفشلها في رفع الحظر عن الموانئ والمطارات اليمنية، حيث يواجه الملايين من اليمنيين نتيجة لذلك مصير المجاعة أو الموت من أمراض مزمنة كان يمكن تفادي تسببها بالوفاة من خلال السفر عبر مطار صنعاء الدولي للعلاج في الخارج.

وأكد المراقبون أن ما خرج به المؤتمر رغم الحشد له ودعوات مجلس الأمن في جلسته المنعقد أمس الثلاثاء، ورغم مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة طوال الفترة السابقة، يعد مؤشراً خطيراً على انحسار الثقة الدولية بالحكومة والتحالف وبرامج الأمم المتحدة، لكن الأكثر غرابة– وفق المراقبين- هو إحجام السعودية والإمارات عن تقديم أي مساعدة أو دعم لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.

ويرى المراقبون أن التردي المستمر للأوضاع الاقتصادية والإنسانية أصبح فرصة للأمم المتحدة وطواقمها في حشد المليارات من الدولارات، وتبديدها كنفقات ورواتب لموظفيها وتحركاتها باسم الأعمال الإنسانية في اليمن، خلال سبع سنوات من الحرب المدمرة التي طالت البنية التحتية والموارد الاقتصادية في طول البلاد وعرضها.

وكان مكتب “أوتشا” المتخصص في تتبع التمويلات العالمية ومساراتها، أكد في مارس الماضي أن الأمم المتحدة تسلمت على مدى السنوات الست الماضية، قرابة 17 مليار دولار، باسم الشعب اليمني الذي تعصف به أسوأ أزمة إنسانية في العالم، باعتراف الأمم المتحدة، التي أفصحت في أكثر من مقام عن عجزها في تحييد الاقتصاد اليمني، ورفع الحجز عن سفن المشتقات التي صرحت لها بالوصول إلى ميناء الحديدة.

حكومة هادي التي تفاءلت بمؤتمر المانحين السادس مستغيثة بالعالم، بعد أن وصلت خسائر الاقتصاد اليمني نحو 126 مليار دولار نتيجة للحرب التي تشرعنها من الرياض، تحاول اليوم تغطية فشلها في الحفاظ على الموارد واستعادة حقول الغاز والنفط من قوات التحالف، وهي اليوم بنتائج المؤتمر تواجه خيبات أمل متوالية، فإلى جانب امتناع الرياض وأبوظبي عن التعهد بتقديم أي دعم لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، لا تزال حكومة هادي تعيش على سراب الوعود بوديعة خليجية إلى البنك المركزي بعدن، وهو ما يبدو غير وارد لدى التحالف، سيما بعد أن أخفقت الحكومة وبنكها في الوصول إلى نتيجة من الزيارات للرياض وأبو ظبي، ما يجعل قيمة الريال في مهب سقوط جديد قد يوصله إلى قاع الـ2000 ريال للدولار الواحد في الأيام المقبلة.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً