تقرير خاص-يمن ايكو
في وضع اقتصادي يزداد سوأ يوما بعد آخر، بالتزامن مع انهيار الريال في مناطق حكومة هادي إلى أدنى مستوى في تاريخه، يبقى ملف مارب على محك الاقتصاد اليمني، كون أغلب ثروات البلاد تتركز في هذه المحافظة التي يسيطر عليها التحالف، والتي يضج الرأي العام الدولي كلما احتدمت فيها المواجهات بين قوات التحالف ومؤيديه من جهة، وبين الجيش واللجان الشعبية التابعين لحكومة صنعاء من جهة ثانية، وهو قلق دولي يرجعه المراقبون إلى سيطرة الشركات النفطية متعددة الجنسيات على أهم قطاعات اليمن النفطية والغازية، والمركز الأول لإنتاج الطاقة الكهربائية لكل المحافظات اليمنية، وغيرها من تفاصيل ملف مارب الذي كان في صدارة مهام الوفد العماني الذي زار صنعاء في الأسبوع الأول من يونيو الماضي وظل محفوفا بالأسئلة والغموض حول نتائج تلك الزيارة.
رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام كشف الإثنين عن مبادرة قدمتها صنعاء أثناء زيارة الوفد العماني ولقائه مع مسؤولي المجلس السياسي الأعلى وقائد جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، موضحا أن صنعاء طرحت مقترحات للحل والمعالجة العاجلة للملف الإنساني كمفتاح للحلول.. مضيفا: حين تقع الحروب في أي بلد في العالم يزداد للعمل الإنساني فيه أكثر وتفتح منافذ إنسانية إضافية لإخلاء المرضى والنازحين والجرحى، وتفتح منافذ وجسور جوية إضافية للإمداد الغذائي والطبي، فكيف باليمن وهو يحصل فيه العكس، يُحاصر برا وبحرا وجوا، إضافة إلى أن ربط الجانب الإنساني بالملف العسكري والسياسي”.
وحول الجانب الاقتصادي أكد محمد السلام أن المبادرة التي قدمتها صنعاء وبعثت بها مع الوفد العماني منصفة وعادلة، إذ تنص على عدم الاعتداء على المواطنين وإعادة تشغيل المحطة الغازية، وتخصيص إيرادات المشتقات النفطية والغازية لصالح مرتبات الموظفين في الجمهورية اليمنية، على غرار ما نعمله في الحديدة، وفقا لاتفاق السويد، والالتزام بتخصص المحافظات الأخرى من النفط والغاز وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر – رأس عيسى، وضمان حرية التنقل والإفراج عن كل المخطوفين، وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء مارب، وكذلك عدم الاعتداء على المسافرين”.. لافتا إلى أن المبادرة توجب تشكيل إدارة مشتركة من أبناء محافظة مارب ومن جميع أبنائها دون إقصاء أو إلغاء تحت أي عنوان للحفاظ على الأمن والاستقرار فيها دون تدخل القوات الأجنبية.
وتعليقا على تعيين مبعوث أممي جديد قال رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام: “إن الأمم المتحدة لا تعمل إلا في سياق دول العدوان وتعمل في الهامش المسموح لها، والملف الإنساني أولوية ملحة ولن نبدأ من الصفر مع أي مبعوث أممي”.. مؤكدا أن الإشكالية ليست في تغيير شخص من عدمه، بل تتمثل في أن دول التحالف ليس لديها قرار في وقف ما أسماه بـ “العدوان” وإحلال السلام.