يمن إيكو|تقرير:
تواجه البرازيل تراجعاً ملحوظاً في إنتاج محصول القهوة هذا العام نتيجة الجفاف القياسي الذي يضرب البلاد التي تعد أكبر منتج للمحصول على المستوى العالمي، وسط مخاوف من انعكاس ذلك التراجع على أسعار القهوة الأجود عالمياً والآتية من المنطقة العربية خصوصاً من اليمن.
ووفقاً لما نشرته وكالة فرانس برس AFP)) ورصده موقع “يمن إيكو”، بلغ سعر قهوة أرابيكا أعلى مستوى منذ عام 1977 يوم الأربعاء، مقترباً من أعلى مستوى قياسي، حيث يؤثر الجفاف في أكبر منتج للقهوة في البرازيل هذا العام على الإمدادات.
وأوضحت الوكالة أن سعر الرطل (453.6 جرامًا) من حبوب أرابيكا المدرجة في نيويورك بلغ 320.10 سنت أمريكي، مما يمدد ارتفاع السلعة على مدار عام 2024م، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق عام 1977 عندما سجل الرطل 337.50 سنت أمريكي.
وتشهد البرازيل جفافاً قياسياً هذا العام مما أثار مخاوف كبيرة بشأن محاصيل 2025/2026 وسط إمدادات ضيقة بالفعل. كما واجهت فيتنام أيضاً مخاوف بشأن العرض هذا العام لحبوب روبوستا الأرخص التي تستخدم في القهوة الفورية، حيث واجهت البلاد الجفاف خلال فترة الزراعة.
وتتداول حبوب روبوستا المدرجة في بورصة لندن عند نحو 5200 دولار للطن، بعد أن وصلت إلى سعر قياسي بلغ 5829 دولاراً في منتصف سبتمبر الماضي.
ويمثل إنتاج البرازيل من “البن” أكثر من ثلث جميع الإمدادات العالمية، وعلى وجه التحديد والدقة فإن إمداداتها العالمية بلغت 37% عام 2020. وتأتي في المرتبة الثانية فيتنام بنسبة 17% من الإمدادات.
يجدر الإشارة إلى أن حوالي 70% من نباتات البن البرازيلية هي من أنواع أرابيكا (جاءت تسميتها من كونها في الأصل كانت تزرع جنوب شبه الجزيرة العربية) والتي من أشهر أنواعها البن اليمني الذي عرف عالمياً بـ “موكا كوفي” منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي، عندما سيطر الهولنديون على تجارة البن عبر ميناء المخا غرب اليمن على البحر الأحمر، ومنذ ذلك الوقت حاولوا تهريب بذور البن الصالحة للزراعة من اليمن بداية إلى جزر أرخبيل سريلانكا في منتصف القرن السابع عشر وتحديداً في عام 1658م، ثم إلى جزر جافا وسيلان ومناغ في إندونيسيا في عام 1715م، وإلى البرازيل عام 1727م، وهذا المحصول باهظ الثمن.
ووفق تقرير نشره موقع البي بي سي البريطاني، فإن الـ30% المتبقية من أنواع البن العالمي، فهي من نوع روبوستا، والتي تستخدم بشكل أساسي لصنع القهوة سريعة الذوبان، وهي رخيصة الثمن مقارنة بأنواع البن البرازيلي المعروفة بـ” أرابيكا” التي تعد باهظة الثمن، وتستخدم في تصنيع القهوة الطازجة، رغم أن التدخلات التقنية والعلمية على زراعتها في البرازيل جعلها أقل جودة من البن اليمني الذي يزرع في جبال جنوب شبه الجزيرة العربية.
ويشير تقرير الـ”بي بي سي”، إلى أن المشكلة بالنسبة للبرازيل، وإمدادات البن العالمية بشكل عام، تكمن في أنه في العام الماضي انخفض المحصول السنوي للبلاد بمقدار الربع تقريباً بسبب الجفاف في المنطقة الرئيسية لزراعة البن، والتي تتمركز في ولايات ميناس غيرايس الجنوبية الشرقية، وساو باولو، وبارانو، ما تسبب في الانخفاض العالمي في إمدادات حبوب البن، ومضاعفة أسعار الجملة لاحقاً منذ ذلك الوقت من العام الماضي.
تقرير وكالة فرانس برس (AFP)، أشار إلى أن الشركات العالمية تستعد للتفاوض على عقود القهوة الخاصة بها في أوائل العام المقبل، حيث تستعد شركات الأغذية العملاقة مثل نستله لنقل زيادات الأسعار إلى العملاء، مؤكداً أن المجموعة السويسرية أعلنت هذا الشهر أنها ستزيد الأسعار وتقلل من حجم أكياس القهوة لحماية الهوامش.
وأوضح التقرير أنه رغم ارتفاع الأسعار، تعهد بعض شاربي القهوة- الذين اتصلت بهم وكالة فرانس برس- في لندن بمواصلة شراء حبوبهم، ولكن بسبب ارتفاع الأسعار مؤخراً، أضافوا أنهم بدأوا بالفعل في شراء عدد أقل من الأكواب في المقاهي.
الجفاف الذي ضرب البرازيل وفيتنام هذا العام ألقى بظلاله السلبي على مستوى العرض العالمي لمحصول القهوة، وبالتالي على أسعاره في الأسواق العالمية، غير أنه عزز مكاسب أسعار القهوة الأكثر جودة- عالمية- والآتية من المنطقة العربية، وتحديداً من اليمن، التي تنامى مؤخراً حضورها في الشرق والغرب على استعادة شهرتها العالمية التاريخية (موكا كوفي).
وفي أكتوبر الماضي كشفت تقارير دولية عن حضور لافت لمشروب القهوة اليمنية في عواصم ومدن عالمية شملت أقصى الشرق وأقصى الغرب وما بينهما، مؤكدة تكاثر ونشوء المقاهي اليمنية في مناطق مختلفة من المدن الأمريكية واليابانية والصينية، وأن هذه المقاهي أصبحت تشكل وجهة للاسترخاء والتأمل على نكهة القهوة اليمنية التي لا تغيب عنها الشمس.
وأكد تقرير نشره موقع “سي إن إن” الأمريكي ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو” أن ظاهرة المقاهي اليمنية في عدد من المدن الأمريكية، اتسعت بشكل ملحوظ خصوصاً في نيويورك الأكثر صخباً على مستوى العالم، موضحاً أن المكان الأكثر شعبية حالياً في ليالي الجمعة بمنطقة “ويست فيليج” بمانهاتن، ليست باراً عصرياً أو مطعماً حائزاً على نجمة ميشلان، بل سلسلة المقاهي اليمنية وبالأخص بيت القهوة اليمني الذي يقدم القهوة والشاي والمعجنات فقط.