يمن ايكو
أخباردولي

اقتصادي أمريكي ينتقد هوس البنتاغون في الإنفاق الدفاعي خارج المصالح الأمريكية

يمن إيكو|خاص:

أكد اقتصادي أمريكي أن الأنظمة الحديثة للأسلحة في الولايات المتحدة تكلف أكثر من الميزانيات المرصودة للدفاع، وأن الشعب الأمريكي يخصص موارد أكبر من أي وقت مضى للدفاع عنه بينما يحصل على موارد أقل فأقل، في إشارة صريحة إلى هوس البنتاغون في الإنفاق الدفاعي خارج المصالح الأمريكية، كما هو الحال في دعم الولايات المتحدة اللامحدود عسكرياً ومادياً لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان.

وقال الاقتصادي ورائد الأعمال الأمريكي جيري نولان، في مقال بعنوان: “بمعدل الإنفاق الحالي سيكون لدينا في جيل آخر الكثير من المقاولين الأثرياء ولن نتحدث عن طائرات أو أساطيل بحرية”، إن “الحقيقة الأساسية في واشنطن هي أن كل نظام أسلحة جديد تقريباً ينتهي به الأمر إلى أن يكلف أكثر بكثير من النظام الذي يحل محله”.

وفي المقال الذي نشره موقع “ذا أيسلندر”، ورصده وترجمه “يمن إيكو”، أنه مع زيادة تكلفة الأسلحة ينخفض عدد الأنظمة المنتجة، وهكذا انتهى الأمر بالولايات المتحدة بـ 21 طائرة من طراز B-2، بدلاً من 132، و187 طائرة من طراز F-22، بدلاً عن 750، وثلاث مدمرات من طراز Zumwalt، بدلاً من 32، التي وعد بها الجيش في البداية، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تخلق ما يعرف باسم دوامة الموت الدفاعية، عندما تتجاوز تكلفة وحدة الأسلحة الجديدة ميزانيات الدفاع، حسب تعبيره.

وأضاف نولان أن ما أسماها “دوامة الموت الدفاعية”، هي واحدة من أمراض البنتاغون الرئيسية، موضحاً أن الشعب الأمريكي يخصص موارد أكبر من أي وقت مضى للدفاع عنه، بينما يحصل على موارد أقل فأقل في المقابل.

وأوضح أن القوات الجوية الأمريكية كان لديها 10387 طائرة في عام 1975، عندما بدأ الإصلاحيون العسكريون عملهم بشكل جدي، مؤكداً أنها لم تعد تملك اليوم سوى 5288، وبالمثل كان لدى البحرية 559 سفينة نشطة في عام 1975، أما اليوم فلم يعد لدى الأسطول سوى 296 فقط، لافتاً إلى أن الميزانية الأساسية للبنتاغون اليوم أعلى بنسبة تزيد على 60% عما كانت عليه في عام 1975، عند تعديلها وفقاً للتضخم، مؤكداً أن “الشعب الأمريكي ببساطة ينفق أكثر ويحصل على أقل بكثير مقابل دولارات دفاعه”.

وتابع نولان بالقول إن “المعدات العسكرية الحديثة أكثر تكلفة بسبب القدرات التي توفرها للقوات، وهذا أمر مثير للجدل إلى حد كبير لأن العديد من برامج الاستحواذ رفيعة المستوى على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية كانت مخيبة للآمال في أحسن الأحوال، وغالباً ما كانت فاشلة تماماً”، مضيفاً أن “من الصعب العثور على أي شخص يقول بصراحة إن السفينة القتالية الساحلية كانت تستحق هذا الجهد”، مشدداً على أن هذه الدوامة التي قال إنها أصبحت مرضاً لدى البنتاجون إذا لم يتم ردعها فسوف تؤدي حتماً إلى خسارة الولايات المتحدة أسلحتها.

وأشار نولان إلى ما توقعه المسؤول السابق في وزارة الدفاع والرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن، في عام 1983، نورمان أوغسطين، الذي ألمح ساخراً أنه “بحلول عام 2054، ستشتري ميزانية الدفاع بأكملها طائرة واحدة فقط. وسوف يتعين على القوات الجوية والبحرية مشاركة هذه الطائرة لمدة ثلاثة أيام ونصف يوم، كل أسبوع باستثناء السنة الكبيسة، حيث سيتم إتاحتها لمشاة البحرية في اليوم الإضافي”.

وشدد على أنه “لا ينبغي للبنتاغون أن يوافق على برامج التطوير إلا بعد أن تثبت فعالية التقنيات المكونة لها بالفعل”، مؤكداً أن هذه “هي الطريقة التي يمكن بها للبنتاغون تجنب كارثة استحواذ أخرى مثل تلك التي تعرضت لها الطائرة F-35، والتي تستمر أعمال تطويرها بعد 23 عاماً من فوز شركة لوكهيد مارتن بالعقد”.

وخلُص نولان إلى القول إن “الولايات المتحدة تحتاج إلى قوة عسكرية فعالة للدفاع عن مصالحها”، وتساءل عن كيف ستكون النهاية في حال أفلست البلاد؟ مشيراً إلى أن “الخبر السار هنا هو أن حل لغز دوامة الموت لا يتطلب تشريعات إضافية وسيوفر مليارات لا حصر لها من أموال دافعي الضرائب. وكل ما هو مطلوب حقاً هو القيادة الحقيقية لإيجاد الانضباط اللازم في هذه العملية”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً